المطالبة بإقالة الوالي أحمد محمد هارون من منصبه والياً لولاية جنوب كردفان من مجموعة نافذة في حزب المؤتمر الوطني بالولاية، جعلوا من الكتابة ضده على صفحات الجرائد منبراً، وجدت استخفافاً واستهجاناً شديداً من جانب جماهير الولاية، وأعربوا عن رفضهم لطلب المجموعة باقالة الوالي وخرجوا في مسيرة تأييد هادرة جابت شوارع مدينة كادقلي، منددة بالذين كتبوا تلك المطالبة ووصفوهم بأقبح الأوصاف.. واعتبروا زوال هارون من سدة فوهة الولاية كحاكم عليها من الأمور المستحيلة، بل أنها كلحسة الكوع. بتفسير آخر: المطالبة بإقالته جاءت برداً وسلاماً عليه، وعلى أقل تقدير عرف قدر نفسه عزيزاً كان أم رخيصاً في نفوس جماهير الولاية.. على كل حال طلب الإقالة كان يفتقر للاجراءات المقننة من زاوية تنظيمية، فالمفترض.. على الدعاة قبل الكتابة على صدر الجرائد أن يقرنوا الرأي العام، هل يمكن أن يتجاوب مع اي دعاية ضد هذا الوالي، هذا جانب.. أما الجانب الأكثر أهمية مفروض عليهم أن يرفعوا شكوى الى الهيكل التنظيمي للحزب بالولاية ومجلس الشورى، وذلك لإقناعهم- من حيث المبدأ- بأن هذا الوالي فاشل في أدائه لإدارة هذه الولاية من شتى دروب الحياة الاجتماعية، وهناك-ما يحمل على الاعتقاد- إذا استمر والياً عليها يجلب لها الكثير من الكفاوي والابتلاءات لعجزه عن تيسير الحكم الراشد. على ضوء قرائن الأحوال والحيثيات التي استقتها دائرة الاختصاص الحزبية بالولاية، بناءاً على الطلب المقدم لاقالة الوالي يرفعوا مذكرة لرئاسة الحزب ويعددوا فيها الأسباب المنطقية التي جعلت من بعض النافذين في الحزب للمطالبة باقالة الوالي، وأنهم أمنوا عليها وتم الاجماع حولها مشفوعاً بتوصية من المجلس التشريعي للولاية مؤيداً لاعفاء الوالي، إلا أن المذكورين «دقسوا» وتخطوا الهيكل التنظيمي ومجلس الشورى وكتبوا على صدر الجرائد للنيل والتشهير بوالي الولاية، وهذا إن دل على شيء يدل على عدم معرفتهم بالاجراءات المبدئية التي تختص بمثل تلك الشكاوي. معقولة دي!! والي قامة كأحمد محمد هارون يقال من منصبه بناءاً على طلب أشخاص لا يتعد عددهم أصابع اليد الواحدة. كلا ثم كلا لا ينفذ مثل هذا الطلب أبداً لظرف آو آخر.. ودعاته عارفين ذلك من ناحية مبدئية إلا حاجة في نفسهم قصدوا تأليب الرأي العام ضد هارون، وجاءتهم النتيجة عكسية، وأثبتت ما لم يكن في الحسبان.. وقفت جماهير الولاية في الحضر والبادية متضامنين خلف الوالي لأنهم اكتشفوا فيه صفة الحاكم العادل، وشهدوا على أدائه المميز، حيث بنى البنية التحتية والمنشآت العامة في حاضرة الولاية والمحليات، وبسط الأمن وهيبة الدولة، وضبط الشارع العام بالوقار والسكينة، وأحيا سنناً كريمة اندثرت إبان فترة الحرب هي العلاقات الأزلية بين النوبة والقبائل العربية. عليه.. كثير من الإشاعات يتحدث بها البعض في كون الوالي هارون ليس من أبناء ولاية جنوب كردفان- دخيلاً عليها- وحتى حكومة الولاية الحالية مكونة من اولاد «برقو» من شاكلة هارون فلا يعقل أن تفرض حكومة المركز والياً على ولاية من دون أن يكون من أبنائها ليكون والياً عليها؟ الحمد لله قبل أن يتولى أحمد هارون أمر الولاية- جنوب كردفان- تولوا أمور الولاية ولاة ونواب ولاة من أعز فتيانها، هل استطاع هؤلاء أن يحكموا القبضة على أهلهم وعشائرهم، ويبنوا شيئاً من البنية التحتية والمنشآت العامة، والله العظيم لم يفعلوا شيئاً من هذا القبيل، بل أنهم عجزوا في تسديد رواتب العاملين لعدة شهور، والسبب هو السحب العشوائي غيرالمبرمج من الخزينة وتم صرفه على بند الدعم الاجتماعي. إن سر تفوق الوالي أحمد محمد هارون ونيله ثقة مواطني الولاية يكمن في كونه أعطى الولاية من وقته وزمنه أكثر من ما أخذه منها، لذا أصبح عهده يفيض لبناً وعسلاً، إذا افترضنا جدلاً أكل هارون مال الولاية «تب» فضل منه وبنى وعمَّر، فكانت بصماته واضحة وانجازاته مشهودة. على ضوء حسن سيرته وادائه الواضح الصريح تم انتخابه ليكون والياً عليها، وحظي بتأييد الناخبين فأصبح الوالي المنتخب شرعياً للولاية، لأن هذا الوالي لديه ميزات غير متوفرة لدى بقية الولاة، لأنه يحظى باحترام فائق من جانب رئيس الجمهورية، بل أنه بمثابة ابن الرئيس المدلل، طلبه لا يرد، علاوة على ذلك أنه محل تقدير لدى وزارة المالية والمنظمات وخلافه من الجهات المانحة، بصدد تمويل المشاريع الإنمائية، والباب أمامه مفتوح لمقابلة اي مسؤول كبير في حكومة المركز بدون سابق إنذار أو وعد مضروب. هذه الميزات لن تجدها في اي والٍ اخر. ü متطوع لنشر ثقافة السلام