تراسيم - الذين يتبولون تحت الشجرة..!! عبد الباقى الظافر في مارس الماضي شدت الدكتورة عفاف تاور الرحال إلى أوربا وأمريكا.. السيدة تاور التي تشغل منصب رئيس لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان كانت تستهدف الالتقاء بأبناء النوبة في المهاجر.. بعد طول ترحال عادت عفاف بصيد غير وفير.. لم يستجب لنداء تاور غير قليل من السياسيين القدامى الذين استوطنوا بلاد الأحلام.. حتى من جاءوا اعتبروا أن الأمر مجرد إجازة سعيدة مدفوعة القيمة وبعدها عادوا غانمين إلى منافيهم الاختيارية.. لا أعتقد أن أحداً من غمار الشعب أو من سادة الحزب الحاكم طالب بجرد حساب للرحلة الطويلة. الدكتورة عفاف تاور ومن الخرطوم طالبت بإقالة الوالي أحمد هارون وتعيين حاكم عسكري.. ألمحت تاور أن أخيها هارون فشل في عقد ملتقى كادوقلي التشاوري ولم يفلح في جمع أبناء النوبة المشتتين في مغارب الأرض ومشارقها سوى من دولتين.. حمّلت تاور والي جنوب كردفان مسؤولية تدهور الأوضاع العسكرية التي جعلت كادوقلي تحت مرمى نيران العدو.. غير أن الأهم أن اتهمت الوالي هارون بأنه قطع مجهودات الحوار النوبي النوبي الذي تتبناه. بداية أحمد هارون مثل غيره من ولاة السودان ليس لديه مسؤوليات عسكرية.. بل المطالبة بتدخل والٍ مدني في شؤون الجيش يمثل خروجاً على الوصف الوظيفي للوالي المنتخب وإرباكاً للجيش المناط به مهمة إدارة الشأن العسكري في السودان. ولكن السؤال لماذا المطالبة بإقالة أحمد هارون عبر المركز.. أليس من الأيسر للسيدة تاور أن تستنفر عشيرتها الأقربين في المجلس التشريعي وتقيل هارون عبر إجراءات دستورية مجمع عليها.. عفاف تاور تريد الطريق الأيسر عبر التواصل مع القيادة في المركز.. لأنها ببساطة لن تجد من يعضد رؤاها في ولاية جنوب كردفان. غير أن الجزء الذي يصعب رؤيته من معادلة جنوب كردفان وتسوّق له عفاف تاور ومجموعة من أبناء جبال النوبة في المركز.. عنصرية ترى في مولانا أحمد هارون باعتباره وافداً على الولاية ولا يمت بصلة لقومية النوبة.. للأسف هذه الرؤية العنصرية وجدت من يؤازرها داخل الحزب الحاكم الذي انشأ لأول مرة في التاريخ منبراً داخل الحزب باسم منبر النوبة.. وربما غداً بذات التوجه تصير هنالك منصة للشوايقة وأخرى للمسيرية.. بلغت العنصرية حتى أن وفد الحكومة المفوض لمناقشة الحرب في جنوب كردفان يطلب أن يكون خصومه في طاولة الحوار من أبناء المنطقة الذين ينتمون عشائرياً لمنطقة جبال النوبة. أعجبني والي شمال كردفان الذي طلب من الإعلام أن ينقل عزمه حل حكومته وتكوين حكومة جديدة دون التشاور مع المركز باعتباره والياً منتخباً.. ففلسفة الحكم الفدرالي تقوم على نقل السلطة بشكل كامل للولايات.. الذين يريدون عزل الوالي أحمد هارون عليهم استخدام الوسائل الدستورية. مولانا هارون قال إن الحاكم شجرة.. بعض الناس يرميها بالحجارة والآخر يتغوط تحتها.. من يريد ممارسة حرية التبول عليه احترام الدستور وعدم الصيد في الماء العكر. من المسيء جداً أن تستنصر قيادية في السلطة التشريعية بالسلطة التنفيذية لتقويض الدستور الذي حدد بشكل واضح طرق إقالة الولاة المنتخبين. آخر لحظة