ها هو العام 2102م حزم حقائبه ليودعنا بكل ما حمله إلينا من أحزان وأفراح تاركاً لنا الآمال والتطلعات حتى نستقبل العام 3102م الذي باتت تفصلنا عنه أيام قلائل. ونجد أن كثيرين يسعون إلى الاحتفال برأس السنة باعتبار أنه يمثل انطلاقة عام جديد لتأتي الاحتفالات مختلفة فهناك من يحتفل به في المنزل وهناك من يخرج إلى شوارع وكباري الخرطوم الرئيسية، وهنالك من يفضلون الذهاب إلى الحدائق والمنتزهات العامة، إلا أن الاغلبية نجدهم يسعون للاستمتاع بالحفلات التي يقيمها كبار وصغار الفنانين بالصالات والأندية العامة. ورغم أن الاحتفالات باعياد رأس السنة تجيء متزامنةً مع إحتفالات البلاد بالاستقلال المجيد إلا اننا نجد أن الأغلبية يحتلفون برأس السنة وليس الاستقلال !!! حيث في يوم العطلة يذهبون إلى أماكن ترفيهية كخزان جبل أولياء وحدائق توتي وايضاً إلى السبلوقة. ومن جهة أخرى نجد ان معظم فئات وشرائح المجتمع المختلفة تكون لديها تطلعات وطموحات وإنجازات يسعون إلى تحقيقها خلال العام الجديد، وحتى نتعرف على بعض النماذج قامت «آخر لحظة» باستطلاع عددر من المواطنين وتطلعاتهم وآمالهم فمعاً نطالع الإفادات. ٭ بداية إلتقينا بالموظفة نسرين حيث قالت: أمنياتي على الصعيد الشخصي أن أكون متصالحة مع نفسي، وان أنعم بالراحة النفسية. كما أتمنى ايضاً ان تنجح المفاوضات بين دولتي السودان وجنوب السودان حتى ينعم الشبان بحياة كريمة تتوفر فيها جميع متطلبات الحياة. ٭ فيما ذكرت الموظفة صبا قائلةً أتمنى أن نجد الأماكن والعوامل التي تساعد في أن نعيش حياة عاطفية سليمة بعيداً عن لغة الأرقام، والمنفعة كما أتمنى ان أستقر وأجد الإستقرار النفسي الذي يجعلني أستطيع وزن الاشياء. وعلى الصعيد العام أتمنى من المسؤولين بالدولة ان ينظروا إلى أننا سلة غذاء العالم فيجب عليهم إحياء المشاريع الزراعية لأن الذهب ما زال حلم !! والبترول أصبح في أيدي غيرنا !!لذلك عليهم الاسراع في استصلاح المشاريع الزراعية وان تكون هذه اولى الخطوات في العام الجديد. ٭ ومن جهة أخرى ذكر الشاب محمد حسن بأن أمنياته خلال العام الجديد أن يعود جمال الوالي ليرأس نادي المريخ من جديد، وعلى الصعيد الشخصي قال أتمنى أن أجد وظيفة في دواوين الحكومة هذا العام، فأنا خريج جامعي منذ ثلاث سنوات!! وأعمل أعمالاً هامشية، واتمنى مع العام الجديد أن تتاح لي فر صة الوظيفة. ٭ وعلى ذات الصعيد ذكرت مجموعة من الطالبات أن أمنياتهن تتجسد في الإلتقاء بفارس الأحلام والسفر إلى خارج السودان. ٭ فيما ذكر معاوية عمر «استاذ ثانوي» بأن أمنياته في العام الجديد هو أن يتم ضبط السوق، وان تصبح الأسعار في متناول ايدي الجميع خاصة السلع الضرورية، وان ينعم السودان بالاستقرار، وان تقل نسبة الجرائم الدخيلة على المجتمع السوداني، وان يزيد تماسكه وترابطه. ٭ وذكر المواطن علاء الدين قائلاً على الصعيد الشخصي «اذا قعدت أقول ليك امنياتي لحدي بكرة ما بكون خلصت» وعلى رأسها اتمنى أن أسافر إلى خارج السودان إلى ديار تحتويني بالشيء الذي يحقق امنياتي على رأسها توفير وظيفة ذات دخل جيد أستطيع من خلاله توفير مستلزمات الحياة «العلاج، التعليم، السكن» وتمتد أحلامي بأن استطيع اكمال نصف ديني بعقد قراني على زوجة صالحة. أما على الصعيد العام اتمنى أن ينصلح حال البلد إقتصادياً وان تتوفر وظائف للخريجين العاطلين عن العمل، وان يعيش الناس في سلام واتمنى دوام الصحة والعافية للجميع، لانه في عدم وجودها لا يوجد حياة، وايضاً اتمنى ان تدوم السعادة على الجميع. ٭ وحتى نتعرف لماذا تطغي الاحتفالات باعياد رأس السنة على الاحتفال باعياد الاستقلال ذكر لنا الخبير الإعلامي مدثر بان الاحتفالات برأس السنة تأتي بدلاً عن الاستقلال لانعدام الثقافة ! وضعف التربية الوطنية!! والذي ترتب عليه اللامبالاة بالاحتفال بالأعياد القومية والوطنية، والإتجاه إلى الاحتفال باعياد الميلاد أو العام الجديد والترتيبات المسبقة بكيفية الاحتفال سوى على مستوى الاسرة أو الأصدقاء بالذهاب للصالات والأندية للاحتفال بميلاد العام الجديد وفي ذات الوقت نجد غياب هذا الاهتمام بالاحتفال بالعام الهجري الجديد. وربما هناك عوامل مساعدة للتوجه لمثل هذه الاحتفالات حيث تنظم العديد من الصالات والأندية حفلات بنجوم الطرب والفرق الموسيقية بهذه الليلة. ويلاحظ الاهتمام من خلال الترويج عبر الملصقات في الشوارع الرئيسية أو الفرعية وعبر الاذاعات والقنوات الفضائية. وايضاً فإن أعياد الاستقلال سواء على مستوى العاصمة، أو الولايات يكون احتفالاً مختصراً ولمحليات لا تبذل جهد على أساس عمل أمسيات ترفيهية في الميادين والمساحات بمشاركة نجوم الطرب حتى تكون حافزاً للمشاركة وحضور الجمهور لهذه الاحتفالات.