ظللنا في «آخر لحظة» ومنذ صدور الصحيفة في نسختها الثالثة، نحرص على أن نلبي حاجة القاريء، وأن نشبع رغبته في الحصول على مادة صحفية وتحريرية جيدة، في قالب إخراجي متطور ومقبول.. وحرصنا على أن نكون في متناول يد القاريء الكريم، الذي هو صاحب العمل، كما كان يقول أستاذنا الراحل المقيم حسن ساتي- رحمه الله- وظللت شخصياً أكثر الناس حرصاً على أن تصدر «آخر لحظة» في ست عشرة صفحة دون نقصان، حتى في أحلك الساعات وأصعبها وأقساها، إبان أزمة الورق الطاحنة.. وكنا نضحّي بتقليل كمية المطبوع خلال تلك الأزمة التي نسأل الله ألاّ تطل علينا بوجهها من جديد، وكنا أحرص الناس على عدم تحميل القاريء- صاحب العمل- أي تكلفة إضافية تتمثل في زيادة السعر، كما حرصنا على ألاّ نحمل المعلن الكريم أي زيادة في أسعار الإعلان، رغم ما في ذلك من مخاطر تهدد إستمرار الصحيفة في الصدور. وقبل عام من الآن اتفق الناشرون على زيادة سعر الصحيفة إلى مائة وخمسين قرشاً، لكننا رفضنا ذلك، ورأينا أن نتحمل تبعات قرارنا ذاك، وأجرينا جراحات مؤلمة داخل مؤسستنا، بدأت بتخفيض مرتبات أعضاء مجلس الإدارة بنسبة عالية، وقمنا بتخفيض عدد العاملين إلى أدنى الحدود، بل وحافظنا على الصدور في ست عشرة صفحة رغم أنه لم يكن هناك ما يمنع الصدور في اثنتي عشرة صفحة.. وقد تحملنا ذلك في سبيل إرضاء أصحاب العمل، قراء «آخر لحظة» الأعزاء وشركاء النجاح في هذه المسيرة التي نأمل أن تكون راشدة وقاصدة بإذن الله. الآن تكالبت ظروف عديدة جعلتنا نتجه نحو الطريق الصعب، طريق زيادة سعر الصحيفة، وقد أصبح هذا الطريق اتجاهاً واحداً لا مفر من السير فيه، وارتفعت تكلفة الطباعة إلى أكثر من ثلاثين في المائة، وأصبحت تكلفة طباعة الصحيفة مع خصم نسبة التوزيع مع تكاليف التشغيل اليومي تفوق سعرها كثيراً.. وقد اتفق الناشرون على زيادة سعر الصحيفة المكونة من ست عشرة صفحة إلى مائة وخمسة وسبعين قرشاً، وعلى زيادة سعر الصحيفة المكونة من اثنتي عشرة صفحة إلى مائة وخمسين قرشاً، ومع ذلك رأينا أن نصدر في ست عشرة صفحة كاملة ملونة مثلما بدأنا الصدور، ومثلما ظللنا نصدر في حال توفر المادة الإعلانية التي تغطي جزءاً من التكلفة العالية وأن نطرح الصحيفة على منافذ التوزيع بمائة وخمسين قرشاً، إلا اضطراراً عندما لا تتوفر الإعلانات اللازمة، وهذا بمثابة إعلان مهم لشركاء النجاح للتعامل مع صحيفتهم المفضلة وفق الواقع الاقتصادي الذي نأمل أن يكون طارئاً، وبالسعر الجديد اعتباراً من بداية العام الميلادي الجديد 2013م. وكل العام وبلادنا والجميع بخير..