لا نريد أن نكرر القول إن كل شيء سعره زاد، وأن السبب انفلات أمر الدولار الذي باستقامته ومعقوليته تستقيم الأسعار وتهدأ النفوس.. وبالرغم من قناعتنا بذلك إلا أن الزيادات في كل شيء أصبحت حقيقة واقعة وبيِّنة ولا تقبل الجدل بين المصطفاب والهنود وهلم جرا. قاسٍ علينا جداً جداً أن تزيد قيمة الصحيفة قرشاً واحداً بعد الجنيه يتحمله القارئ الكريم.. ولكن قاسٍ علينا جداً جداً أن نرى الصحف السودانية تتدهور ويخرج بعضها من السوق وصحف العالم حولنا تتطور. قاسٍ علينا أن نرى صحفنا تتراجع إلى «12» «اثنتي عشرة» صفحة وصحف العالم من حولنا لا تقل عدد صفحاتها عن الأربع والعشرين صفحة وست وثلاثين وربما أكثر. قاسٍ علينا أن نرى صفحات الصحف من حولنا إقليمياً تكون صفحاتها كلها ملونة وورقها مصقول ناصع البياض وصحفنا جزء من صفحاتها أسود شديد السواد. أخي القارئ الكريم، إن لكل من ذلك ثمنه فإن كان الوضع فرض علينا أن نعالج الأمر فلا بد أن نشرك القارئ معنا في معالجته ولكن لا بد أن يعلم قارئ «الإنتباهة» الكريم وقد وقف مع صحيفته إبان إيقافها ثلاثة أشهر في العام قبل الماضي، ولا بد أن يعلم أن تكلفة طباعة الصحيفة «16» «ست عشرة» صفحة ملونة زاد هذا العام بواقع أكثر من ثلاثين في المائة نسبة لزيادة أسعار الورق والأحبار. والزيادات التي حدثت في الوقود ترتب عليها زيادة مبلغ نقل الصحيفة وتوزيعها وكثير من المصاريف التي لا يتسع المجال لذكرها بالتفصيل. القراء الكرام، إننا في صحيفة «الإنتباهة» نجلس الآن لإعادة النظر في القيمة التي اتفق عليها اجتماع الناشرين الأسبوع الماضي في قاعة الشهيد الزبير بهدف الوصول إلى زيادة في سعر الصحيفة «ست عشرة» صفحة كاملة التلوين بالحد الذي يمكننا من مواصلة الصدور بالشكل الذي يرضي القارئ مع تقليل الخسائر على الصحيفة حتى تتمكن من القيام بمهامها بصورة أفضل. إن المحافظة على مستوى الصحيفة بصفحاتها المتخصة وحواراتها وتحقيقاتها مع الاحتفاظ بكُتّابها الذين التفّ حولهم القراء الكرام ورضوا بهم يفرض علينا تكلفة إضافية نأمل أن يتحمل القارئ الكريم جزءاً منها. إبراهيم الرشيد