كنت أدخر هذه الزاوية.. التي أكتبها والعام 2102 يلوح مودعاً.. لتكون زاوية للأمنيات.. وبعضاً من التحايا والذكريات.. وهي العادة التي درجنا عليها في نهاية كل عام.. ولعل الامنيات للوطن هي دائماً الامنيات الاغلى والاحلى.. باعتبار ان البلد ان انصلح حالها فسينصلح حال الناس فرادى وجماعات ودوناً عن كل الأعوام الماضية أشعر ان العام القادم سيشهد تحولاً ايجابياً على المستوى السياسي.. الذي وان حدث سيكون مؤشراً لتحول ايجابي اقتصادي هو المنى والمبتغى.. وربما سأل أحدكم من أين استمديت إشارات التفاؤل هذه رغم ان الساحة السياسية فيها ما فيها من غليان بعضه على السطح والأخطر ما يحاك منه في الأعماق! أقول انني استمديت جرعات التفاؤل هذه من أخطر حوار أجراه الاستاذ أحمد البلال الطيب في برنامجه «في الواجهة» على الفضائية القومية والذي استضاف فيه الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية ودعوني في البداية أحييّ وبتقدير تام الدور الكبير الذي يلعبه الاستاذ البلال بتوفيقه وتقريبه لوجهات النظر المتضادة في حراك وطني مقدر !! اكد من خلاله ان المكسب الاعلامي ليس في الشو والخبطات التلفزيونية والكواريك ومقاطعة الضيوف أو اشتعال النيران كما يفعل المدعو فيصل القاسم في قناة الجزيرة. اكد البلال ان المكسب الاعلامي في الحوار الهاديء المتزن واتاحة الفرصة لضيوفه في طرح أرائهم وتوصيل وجهات نظرهم بكل هدوء واريحية.. وليت من يظنون أن ضيوفهم متهمين في قفص الإتهام يدركون ان الضيف الذي ليس لديه ما يقوله لا يستحق ان تستضيفه أو تمنحه بثاً لا يستحقه. أقول إنني استمديت تفاؤلاً بلا حدود للسنة القادمة.. فاروق أبو عيسى المعارض الأبرز يقول ما لم يقله مالك في الخمر في حكومة المؤتمر الوطني وأفرغ من داخله كل الهواء الساخن !! وهو ما لا يستطيع ان يفعله اي معارض في الفضائية الرسمية في اكثر بلاد العالم إدعاءاً للديموقراطية، وهي قد تكون بشارة خير ان العام القادم سيشهد كثير من الانفراج في الحريات الصحفية! واكثر ما جعلني أتفاءل ان العام القادم سيشهد إنفراجاً سياسياً كانت الروح التي قابل بها دكتور نافع حديث أبو عيسى صحيح نافع لم يترك عادته ومارس بعضاً من «القِريص» في كلماته لكن ذلك لم يخرج من السياق أو يفقد الموضوعية نكهتها خاصة وهو يقدم دعوة مفتوحة للأحزاب المعارضة واحسب أنها دعوة صادقة وجادة لصياغة الدستور وللتراضي حول الانتخابات القادمة فقط هي دعوة محتاجة لحسن النوايا ومحاصرة مساحات التشكك من الطرفين! أقول أنني الى حد كبير متفاءلة ان العام القادم سيكون عاماً أفضل أرجو ان تكافيء فيه السماء هذا الشعب الصابر على صبره.. وطولة باله.. وتحمله لكل الضربات والاخفاقات والمفاجآت التي شكلت تاريخه!! وسيكون عاماً أفضل ارجو ان تكافيء فيه حكومة المؤتمر الوطني هذا الشعب على وقوفه معها.. وتفويته لمحاولات الغدر والخيانة بأن جعل ظهراً ساتراً لها!. وسيكون عاماً أفضل أرجو ان تكافيء فيه المعارضة هذا الشعب الصابر بأن تعارض لأجله ومن أجله بعيداً عن الأجندة الخارجية والفواتير المقدمة أو الآجلة الدفع.. اللهم أجعل هذا البلد آمناً وأرزق أهله الطيبات! كلمة عزيزة قال دكتور نافع في حواره عبر الواجهة.. ان المعارضة تنتظر من المؤتمر الوطني ان يسلمها القطر ويكتفي بعربية الفرملة.. يا جماعة القطر ده ما شايل بضائع القطر يحمل شعباً بإرثه وتاريخه وحضارته.. فاجعلوه يسير بأمان على القضبان. كلمة أعز كل عام والجميع بخير.. وبكرة سنة جديدة بدايتها تفاؤل وعملٌ وأملٌ ومنجزات.. وربنا يدي كل زول الفي مراده!