هل من الضروري والممكن الاستفادة من تجربة الدول في نقل عواصمها؟؟ ونقل العواصم يعني إحساس الساسه وصناع القرار بأهمية التركيب المكاني!! وهل يعتريه الخلل والتشوه الذي يتكون به الحيز الوطني من قرى ومدن وشبكات النقل والاتصال والمناشط الاقتصادية. إضافة إلى مؤشرات نوعية الحياة من سكن وخدمات الصحة والتعليم والمياه والطاقة والطرق والغذاء ويجئ نقل العواصم في استراتيجيةٍ للحد من نمو المدن الكبرى في الحيز الوطني نسبةً لتسارع النمو، وللدول التى سبقتنا في هذا المجال في نقل عواصمها وكمثال: الباكستان: التي نقلت عاصمتها من كراتشي إلي اسلام أباد تنزانيا: من دار السلام الساحلية إلي دودوماه. البرازيل: من ريوديجانيرو إلي برازيلا وسط حوض الأمازون ماليزيا: من كوالا لامبور إلي بتروجايا. بعض الدول كان نقل العواصم فيها لأغراض عسكرية بحتةٍ كما في الاتحاد السوفيتي وتركيا، وبعضها لأغراض الإنقسام أو تقسيم البلاد (ألمانيا - بنقلاديش) والتجارب المعاصرة تتم كاستراتيجية للتنظيم السكاني، أو الحد من الفقر، أو إضافة نوع من الجمال، وترقية نوعية الحياة، ونتابع نقل العواصم.. فالمسلمون نقلوا الخلافة من دمشق بعد السيطرة على الشام وشمال افريقيا إلي بغداد، ونقل البريطانيون عاصمة الهند إلي نيودلهي لاحكام السيطرة وترقية الإنتاج. كما نقل الأتراك العاصمة استانبول التاريخية إلي أنقرا، ونيجريا من لاغوس إلي أبوجا، وماليزيا من كولا لمبور إلي بتروجايا، وفي عهد دولة المهدية والحكم الثنائي 1885م- 1995م صارت أم درمان هي العاصمة الوطنية على حساب الخرطوم والخرطوم من أكثر العواصم في معدل النمو السكاني السنوي الإجمالي وأعلى معدلات النمو الحضري. إضافة للعوامل التاريخية تيار الهجرة المستمر من أقصى غرب أفريقيا صوب شرقها في درب الحج والطرد السكاني واغلب هذه الإجراءات تأخذ طريقها إلي المدن الكبيرة والخرطوم بصفة خاصة. وهل من الضروري والممكن والمتاح بعد الدراسة الشاملة لهيئة المستشاريين بالأمانة العامة لمجلس الوزراء حول إمكانية نقل العاصمة أو بقائها.