جزى الله الباشمهندس عمر البكري أبوحراز خيراً فهو شديد الغيرة على بلاده فيتابع ما ينشر عنها في المراكز البحثية الأمريكية والتي تعتمد عليها الإدارات الأمريكية المتعاقبة عند اتخاذها لبعض قراراتها ، وهذه المراكز تبدو وكأنها تتمتع باستقلالية كاملة لكنها في الواقع أداة سياسية وعصا استعمارية تستخدم لتأديب أو ترهيب الدول المستهدفة.. أو في رفع معنويات الدول الخاضعة أو الخانعة.. أبوحراز يتصدى ويفند وينشر محصلة ذلك في المواقع ذاتها وباللغة نفسها والمعايير المستخدمة بعناية فائقة ومهنية رفيعة.. يفعل ذك من تلقاء نفسه بلا أعباء وظيفية أو تبعية حكومية فاستحق بذلك التهنئة والتقدير وعسى أن توقظ مقالات المهندس عمر البكري أبوحراز جهات الاختصاص عندنا من سباتها أو بياتها الصيفي والشتوي والسنوي لتتصدى لهذه الترهات في مظانِّها.. بدلاً من السكوت عنها بما يجعلها تتحول إلى حقيقة يتعامل بها الناس باعتبار أن السودان دولة فاشلة (والفشل في اللغة الفزع والجبن والضعف) وفي المصطلح الذي نحن بصدد هي حوالي (اثنى عشر مؤشراً) تتراوح ما بين الاقتصاد والسياسة والأمن والخدمات بتفصيلات عديدة يمكن مراجعتها في مقال ابوحراز المنشور على جزئين في العددين 1455 و 1456 في يومي 24 و25 اغسطس بهذه الصحيفة. وبالعودة الى الجهة التي تحاول إلصاق صفة الفشل ببلادنا وهي الادارة الامريكية الحالية أو السابقة أو حتى اللاحقة نجد أنها من أفشل الدول خارجياً وداخلياً.. فقد فشلت أمريكا في جميع الحروب التي شاركت فيها خارجياً فشلاً ذريعاً وخرجت من أي بلد غزته تجرجر أذيال الفشل والخيبة مما يجعلها تلجأ للدعاية السينمائية فتصور الجندي الامريكي بطلاً ورجلاً (سيوبر) وإنساناً يفيض قلبه بالرحمة وهو في منتهى القوة لتعويض ما خسرته في الحرب من مال وسلاح وسمعة فأسوأ ما تكون سمعة الجندي الامريكي الذي يقتل بدم بارد كل شئ يتحرك أمامه ولعل موقع ويكيليكس (WIKILEAKS ) قد فضح بالوثائق والصور ممارسات الجيش الامريكي في العراق وافغانستان ما يكفي لإدانته بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. أما تعذيب السجناء في أبوغريب وغوانتنامو وبغرام والسجون السرية في بعض البلدان الاوربية - والسجون الطائرة - والطائرات بدون طيار القاذفة والتي تتبع لجهاز السي آي إيه فيقتلون بالاشتباه بلا أدلة وبلا تحقيق.. وعلى الصعيد الداخلي فأمريكا تعاني ويعاني بسببها العالم من الأزمة الاقتصادية العالمية والتي خرجت من رحم الاقتصاد الامريكي وبدأت بما يعرف بأزمة العقار ولم تنته حتى اليوم تداعياتها وافرازاتها وظهرت البنوك الوهمية والشركات الاحتيالية واللصوصية والسرقة وأكل أموال الناس بالباطل وتجاوزت الأرقام المليارات الى التريليونات إلى أرقام فلكية لا يعلم مداها إلا الله ولعل ما حدث في خليج المكسيك من تسرب للنفط والتلوث الذي غطى المنطقة وتكرار زيارات أوباما للمنطقة ما يعكس الفشل في أبرز صوره وهكذا دولة لا تنقضي عجائبها من الفشل حتى مع ربيبتها إسرائيل تفشل في حملها على طريق خارطة الطريق ولا وقف الاستيطان.. ولا على فك حصار غزة.. ولا على أي شئ سوى أن تواصل الإدارة الأمريكية دعمها لإسرائيل (من سُكات). ننادي نحن ونحذّر أن تنحدر بلادنا نحو (الصوملة) والأمريكان وضعوا الصومال في مركز أفضل منا على مدى العامين الماضيين (تصوروا!! يعني مش اتصوملنا لا.. بقينا أكعب من الصومال)!! أي والله العظيم.. فبلادنا احتلت المركز (الطيش) بين الدول الفاشلة لكنها ويا للبشرى!! اتصلحت هذا العام شوية فأصبحنا (تالت الطيش) وبعدنا تشاد وأخيراً الصومال. فلتهنأ يا شعب السودان البطل أنك (مش الطيش) فهناك من هم أسوأ منك.. إن الايادي الخبيثة في كل مكان تستطيع أن تعبث بالنتائج لتخرج بالترتيب الذي تريده هي.. تماماً كمدرسة (ست فلة) والتي ترتب النتائج لمن يدفع أكثر فإذا دفعت لها مبلغاً محترماً وقلت لها شدي حيلك مع الولد عاوزنه يجيب نتيجة كويسة (تقول لك) إنت عاوزو يجي الكام! فالذين يزودون هذه المراكز بالمعلومات عاوزننا نجي الطيش وما على الحواسيب المسكينة من حرج كما قال (ابوحراز) فهي تتعامل وفق المعلومات المزودة بها - ولكن السؤال هو من يزود هذه الحواسيب بالمعلومات وما هي المصادر التي يستقي منها معلوماته تلك ويمكن لأي مسؤول ان يرفع كتفيه ويقول (سيبك ده كلام فارغ) لكنه سيصبح (كلام نجيض) عندما تؤسس عليه القرارات والعقوبات ووقف الاستثمارات - وشن الحرب وتشجيع الانفصال - وها هو نائب الرئيس الامريكي جو بايدن يخاطب قادة الحركة الشعبية قائلاً (لا نريد للاستفتاء أن يقيم دولة فاشلة أخرى) في المنطقة.. ومربط الفرس هو (أخرى) هذه.. وهذا هو المفروض،،