وفق التقرير الثامن لعام 2012 بخصوص الدول الفاشلة الذي أصدرته مجلة السياسة الخارجية «Foreign Policy» بالتعاون مع صندوق دعم السلام الأمريكي، احتل السودان المركز الثالث للدول الفاشلة عالميا بعد الصومال والكنغو. الجدير بالذكر أن المؤشر السنوي الذي تصدره مجلة السياسة الخارجية الأمريكية مع صندوق دعم السلام الأمريكي Fund fof Peace ، ظل يضع دولتي الصومال كأفشل دولة في العالم والسودان كثالث أفشل دولة أي في مقدمة الدول الفاشلة على مدى أربع سنوات، بينما ظل موقع ثاني أفشل دولة متغيرا في تلك الفترة فكان لزمبابوي ثم تشاد مرتين وأخيرا للكونغو هذا العام. وحاز السودان على درجة فشل تساوي 109.4 وذلك بدرجة فشل أكبر من درجة العام الماضي 2011 والتي بلغت 108.7. ويذكر أن الدرجات محسوبة على 12 مؤشراً، يتِم الاستناد عليها في تقييم مدى فشل أو نجاح أي دولة . كانهيار الحكومة أو صراع السلطة وفقدان الشرعية وفساد الحُكم والتمرد الاجتماعي وحالة الخدمات، وانتهاك حقوق الإنسان وسيادة القانون، والتدخلات الخارجية، والتدهور الاقتصادي، والنزاعات العرقية، وفرار المواطنين أو نزيف العقول، والنزوح، ونقص الغذاء والوضع الصحي والمستوى التعليمي، وانتشار السلاح. هذا وقد احتلت القارة الأفريقية أسوأ المراتب إذ غلب عليها اللون الأحمر القرمزي المعطى للدول ذات الحالة الحرجة من الفشل، وقد غطى القارة تقريبا فيما عدا مناطق في غربها وجنوبها وجيوب قليلة موزعة فيها. واحتلت العديد من الدول العربية المراتب الأسوأ كأكثر الدول فشلا على مستوى العالم. فقد تصدرت الصومال المرتبة الأسوأ على المؤشر باعتبارها الدولة الأكثر فشلاً في العالم، كما جاءت السودان في المرتبة الثالثة عالميا، كما جاءت دولتا اليمن والعراق في المركزين الثامن والتاسع على التوالي. وتعتبر فنلندا أفضل الدول عالمياً على المؤشر المذكور لعام 2012 بين 177 دولة تليها السويد ثم الدنمارك وسويسرا فالنرويج.مع العلم بأن اربع دول احتفظت بترتيبها ذاته للعام الماضي ولم يحدث في ترتيبها أي تغيير بين عامي 2011 و2012 وهي السودان «3»، العراق «9»، المغرب «87»، والكويت «128». وذكر التقرير ان الدول الضعيفة والفاشلة تمثل تحديا للمجتمع الدولي في عالم اليوم الذي يتمتع باقتصاد عالمي شامل وانظمة معلومات متقدمة.وان الضغوط على مثل هذه الدول يمكن ان تؤدي الى تبعات لا تصيب الدولة نفسها فقط بل تؤثر في جيرانها وفي الدول الاخرى.ومنذ نهاية الحرب الباردة انخرطت عدة دول في مجال من العنف نتج عن نزاعات داخلية، بعض هذه الازمات ناتجة عن صراع عرقي، وبعضها الآخر حروب اهلية والاخرى اخذت شكل الثورة، كما ان العديد منها انتهى به المطاف الى حالات انسانية طارئة ومعقدة. وعلى الرغم من ان النواحي الديناميكية تختلف في كل حالة الا ان جميع هذه الصراعات تنتج عن ضغوط اجتماعية واقتصادية وسياسية التي لم تحل من قبل المؤسسات الشرعية والمهنية.ان مؤشر الدول الفاشلة الذي انتجه صندوق السلام العالمي يعتبر اداة فعالة في ابراز، ليس فقط الضغوط العادية التي تواجهها جميع الدول، ولكن في تحديد مدى امكانية ان تؤدي هذه الضغوط الى دفع الدول للوصول الى مرحلة الفشل. وتعد قوة مؤشر الدول الفاشلة هي قدرته في الحصول على ملايين المعلومات ووضعها بشكل يسهل فهمه ويقوم صندوق السلام يوميا بجمع آلاف التقارير والمعلومات من العالم وتفصيل كل الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه 177 دولة من الدول التي نقوم بتحليل معلوماتها.ويعتمد مؤشر الدول الفاشلة على استخدام برنامج تقييم الصراعات المملوك لصندوق السلام CAST كمنصة رئيسة للتحليل الذي يعتمد على الطرق العلمية والاجتماعية.البيانات التي تأتي من ثلاثة مصادر رئيسة تخضع للمراجعة الدقيقة من اجل الوصول الى درجات التقييم النهائية للمؤشر. ويحتوي التقرير على مؤشر الفشل لكل دولة في العالم، والترتيب على سلم هذا المؤشر من ناحية الأفضلية هو عكسي، بمعنى ان أسوأ الدول وأكثرها فشلاً تقع في قمة هذا المؤشر، وأنجحها وأفضلها في أسفل سلم هذا المؤشر.ويعتمد التقرير على مؤشرات تهدف الى قياس حالة الأوضاع الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية وكل مؤشر من هذه المؤشرات بدوره يقيس مجموعة أخرى من المتغيرات التابعة له.