دور الإعلام في رتق النسيج الاجتماعي أمن الأستاذ عبد المطلب الفحل الخبير الإعلامي على دور الإعلام في تعزيز الروابط الاجتماعية وفق ما يتم عكسه من قيم موروثة لابد للمجتمعات من التنبيه لها، خاصة والبلاد تحتفل بعيد الاستقلال دون النظر إليه كمناسبة سياسية بقدر ما تمثله من فرص للحفاظ على رتق المجتمع السوداني، مشيداً بدور الاتحاد الوطني للشباب السوداني لاهتمامه بقضايا أساسية شأنها أن تدفع باستقرار أمثل للمجتمع السوداني والحفاظ على وحدته في ظل التنوع الثقافي العرقي الديني. وذكر عبد المطلب الفحل أمثالاً ظلت تتداول حول قيم إنسانية عملت على نبذ العنف بين من يحكم ومن يعارض خلال فترة سابقة في التاريخ ربما كانت تعكس المبادرات التي من شأنها توحيد أهل السودان بمختلف انتماءاتهم السياسية والفكرية. وقال عبد المطلب إن رسالة الإسلام هي أن السلام بين كافة المجتمع، وهي أمانة حملها الإنسان بالرغم من جهالته.. وطالب الفحل بضرورة وضع السودان في القلب والعقل والحفاظ على قيمه الموروثة بعيداً عن التحزب والجهوية والقبلية... مشيراً إلى أن بعض القصص والأمثال الاجتماعية الشعبية في غرب السودان كانت دافعاً للنهوض الاقتصادي الاجتماعي بين مكونات وخصائص المجتمع السوداني، وأكد أنه لو لا الحروب والاقتتال كان يمكن أن يكون جبل مرة في دارفور موقعاً سياحياً عالمياً يدفع بالاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وكذلك منطقة أركويت بالبحر الأحمر وحظيرة الدندر، كل هذه المناطق تحتاج إلى القلم النظيف والإعلام العفيف الذي يضع السودان ضمن أولوياته حفاظاً عليه.. وأمن الفحل على حديث الوزيرة مشاعل الدولب بأن ما يتم نشره في الصحف وبعض الإذاعات يركز على السلبيات، وهذا في حد ذاته أمر غير صحيح وغير مقبول. مشيراً إلى تجربته في الإذاعة القومية حينما كان يشيد بالأعمال المتطورة والصحفي المبدع، بينما يقوم بتوجيه النصح والإرشاد سراً لمن يحتاجه منهم في تلك الفترة، في إشارة منه إلى أهمية أن ينأى الإعلام عن عكس ماهو سلبي فقط، وضرورة عكس كل ما هو إيجابي مع وجود النقد البناء بالضرورة، ونوه إلى أن السودان به كفاءات حريصة على تقديم كل ماهو جميل ومبدع ومتقن و يمكن أن ينافس الخبرات العالمية إذا ما وجد الاهتمام. وطالب بضرورة التركيز على التجارب التي تستحق الإشادة مثل الطالب الذي فاز من جامعة النيلين في مسابقة بحوث تقنية عالمية بعد أن تم حصر (85) بحثاً. وأضاف عبد المطلب الفحل إلى أهمية التركيز على أرياف وقرى السودان لإنتاج برامج إعلامية ذات قيمة ثقافية عالية بعيداً عن المدن والحضر.. وأشار إلى أن المجتمع السوداني بعيد عن العصبية القبلية، وقال إنه مازال يتمتع بقيم يجب على الإعلام عكسها في سبيل الحفاظ على رتق المجتمع السوداني... وطالب أن يكون الإعلام متصفاً بالأمانة وأن يعمل الجميع بمبدأ رأي الإمام الشافعي الذي قال رأئي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب. وذكر عبد المطلب دور الفاتح النور مؤسس جريدة كردفان عام 1945 مشيداً باهتماماته باعتباره واحداً من الرجالات الذين وثقوا لكل ماهو جيد ونقي عن كردفان والسودان. وطالب الفحل الشباب بضرورة الاهتمام بالثقافة، وأمن على أهمية معرفة الصحف بمداخل إجراء الحوارات عبر وسائل مهمة منها تقديم الشكر والتقدير للشخص، خاصة من كان رأس قوم أو قبيلة، واستدل بسيرة أبي سفيان حينما قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن» و كان للحديث وقعاً خاصاً لدى أبي سفيان. واختتم عبد المطلب الفحل حديثه بمراجعة أمر دور الإعلام وتوجيهه نحو كل ما من شأنه أن يعزز ترابط المجتمع الواحد. بدوره أمن الأستاذ محمد بريمة جار النبي رئيس مجلس التعايش السلمي بولاية الخرطوم على حديث الأستاذ عبد المطلب الفحل، مشيراً بدور الشباب في إطار جهود تعزيز مفاهيم دور الإعلام في رتق النسيج الاجتماعي وقال إنه ينبغي البحث عن كل ما هو يضعف رتق النسيج الاجتماعي لمعالجته.. قائلاً إنه بالرغم من العادات والتقاليد السمحة التي يتمتع بها الشعب السوداني فما هي الأسباب التي تقف وراء ضعف الترابط الاجتماعي - للبحث عن إجابات للأسئلة المطروحة- مؤكداً أنه بعد ذلك يمكن أن يعيش السودان في ترابط وتكاتف أكبر... مشيراً إلى أن الشباب بتحريكه لهذا الملف يعتبر أنه (رمى حجراً في بركة راكدة)، من خلال الحوار وتناول الآراء والمناقشة التي تدفع إلى حلول ناجعة لقضايا اجتماعية أساسية خاصة من النواحي النفسية ودور الإعلام باعتباره سلطة رابعة، وهي سلطة موجهة لكل ما هو مطلوب من الصحفي والإعلامي وكل ما يتم تناوله يجب أن يكون من منطلق الحرص على وضع الأشياء في مكانها الصحيح.. وعلى رأس المسائل التي يجب أن تكون من منطلقات عمل الصحفي أن كل هؤلاء البشر «من آدم وأن آدم من تراب» ومن منطلق الآية: (يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم). مطالباً الإعلام بتقدير كل المجموعات السودانية ومعالجة قضاياها بطريقة مهنية، إذ ليس هناك ما يميز إنساناً على آخر، وكل الأقدار بيد الله في توزيع الفقر والغنى والقوة والضعف. ونوه محمد بريمة إلى دور الإعلام في إذابة كل الفوارق بين مكونات المجتمع الواحد، وأشار إلى مجتمع جبل أولياء الذي اعتبره أفريقيا مصغرة والتعايش السلمي بين سكان المنطقة في صورة تعكس روح وفهم الإنسان السوداني.. وتحدث عن دور المحلية في حلحلة بعض القضايا بطريقة تحافظ على سماحة التعايش السلس دون الإحساس بالغبن أو التهميش من أحد. وقال محمد بريمة إنه مهما قلنا عن الإعلام فله مميزات حضارية، ونوه إلى الاهتمام بدور الإعلام لبناء الأمة و وحدتها وتعافيها من كل ما يفرقها. الأستاذ حافظ إبراهيم رئيس الاتحاد الوطني لشباب ولاية الخرطوم جدد دعوته إلى وسائل الإعلام المختلفة لتحمل مسؤولياتها تجاه الوطن، مشيراً إلى دور (آخر لحظة) وما تنشره من مواد، كما نوه إلى أهمية عقد مبادرات وندوات مماثلة تعزز المسؤولية الاجتماعية وتعمل على غرس القيم الموروثة والمنشودة. وأوضح أن كل المناسبات الوطنية والدينية ينبغي استغلالها لصالح المزيد من جهود السلم والوئام في وطن يمثل للجميع قيماً وقيمة.