بحضور عدد من الضيوف المهتمين نظم الاتحاد الوطني لشباب ولاية الخرطوم ندوة فكرية بالتعاون مع صحيفة (آخر لحظة) تحت شعار «نبني مجدك يا بلادي»، بعنوان «دور وسائل الإعلام في رتق النسيج الاجتماعي» و قد أمن المتحدثون خلالها على ضرورة تمكين القيم الإنسانية وترسيخها وسط المجتمع السوداني بمختلف مكوناته وذلك عبر الوسائط الإعلامية باعتبارها السلطة الرابعة ولا يقل دورها عن بقية السلطات الثلاثة، مشيرين إلى مهمة الإعلام وفعالياته وتأثيره في عكس كل القضايا الاجتماعية، واعتبر المتحدثون الإعلام أمانة في رقبة الإعلامي عليه أن يؤديها بإخلاص لبناء الأمة وليس لهدمها أو إنقاص دورها، ويقع على الإعلام مهمة عكس رسالة التماسك الوطني ونبذ العنف وكل ما يفتت القيم الموروثة.. من جانبها أبانت وزيرة التنمية الاجتماعية ولاية الخرطوم مشاعر الدولب أنه مع كل ذكرى للاستقلال هنالك كثير من التحديات والقضايا التي تطرح نفسها بقوة، وهي أين نحن من معاني و مضامين الاستقلال الذي تحقق قبل 57 عاماً.. لافتة إلى الحرص والعض بالنواجذ على ما تحقق من مكتسبات وإنجازات الشعب السوداني والمحافظة عليها لكي لاتتم تجزئتها واختطافها لفرد من الأفراد أو جماعة من الجماعات، وقالت يجب أن نؤكد في ذكرى الاستقلال على أن هذا الوطن هو وطن الجميع بكل مكوناته الاجتماعية والسياسية والثقافية و أكدت أن الاحتفالات في ولاية الخرطوم ستستمر حتى منتصف فبراير مشيرة إلى أن الاحتفالات الدينية التي تزامنت مع احتفالات الاستقلال فيها إشارات قوية فيما يتضمنه مفهوم النسيج الاجتماعي، وأكدت أن الدين الغالب في السودان هو الدين الإسلامي وأوضحت أن احترام السودان للأقليات الدينية الموجودة واحدة من القضايا التي يجب أن تجد حظها من العناية والاهتمام من أجل الحفاظ على المنجز في هذا الإطار. وقالت إن التسييس الحاد قد أضر بمصالح الوطن وقضيانا الاجتماعية ولفتت إلى ظهور ظواهر داخل الدين المسيحي وظهور مهاترات بين بعض الأطراف في الجماعات الدينية معتبرة ذلك مرضاً من الأمراض الوافدة ونوهت الى عدم الانزلاق في التطرف وهو الأخذ بأي موقف بعيد عن الوسطية، ولفتت إلى ترسيخ قيم التكافل وإزالة أمراض قد تنتج من التفاوت بين هذه الشرائح الضعيفة من غبن اجتماعي وإحساس بالتهميش وإحساس بالظلم من أجل تقوية النسيج الاجتماعي.. وأقرت أن ما يحدث في التمرد وغيره ليس نتيجة غبن أو تهميش بقدر ما هو طموح سياسي لبعض النخب السياسية التي اتخذته ذريعة للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد من فقر وحاجة. وقالت قد يكون هنالك خلل في توزيع الثروة أدى الى أن تسيّس النخب السياسية هذا الأمر لصالحها بدلاً من أن تنصرف لمعالجة قضايا الفقر. وأكدت أن العنف ضد الأطفال جزء من تفكك النسيج الاجتماعي، وحذرت من عطالة الشباب، وقالت إذا ظل الشباب عاطل سيهتك النسيج الاجتماعي بإحساس أن الوطن لم يقدم له ويشعر بالفراغ والظلم والإقصاء وأضافت لا استغرب إذ وجدت دراسة حللت النزاعات المسلحة في السودان ووجدت أن الشباب الذين يقودون هذه النزاعات هم الخريجون والمتعلمون ودعت لإزالة البطالة لكي يدور الشباب في حلقة الإنتاج من أجل الوطن والخلاص من السلبية التي قد تسقطه وتسقط النسيج الاجتماعي.. وأبدت الدولب ثقتها في الاعلام السوداني مؤكدة أنه إعلام وطني له مساهمة كبيرة في دفع العمل الاجتماعي والوطني، و أبدت استعدادها لاستقبال كل ملاحظات ومساهمات الفاعلين الاجتماعيين وعلى رأسهم الإعلاميون مشيرة الى أن الدور الذي يقوم به الإعلام دور قوي واستطاع ان يفرض نفسه ليس على المستوى المحلي بل على المستوى العالمي أيضاً وأشارت الى أن الإعلام أصبح سلطة أولى وهو يقود كل العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي في أعلى مستوياته وقالت في يده أن يُنجح كثيراً من المبادرات و الأعمال كما في يده أن يجهض الكثير من المشروعات الوطنية الكبرى لأنه الأكثر وصولا الى عقول وقلوب أفراد المجتمع وأبانت أن وزارتها سنطرح مبادرة باسم المسؤولية الاجتماعية للإعلام على قرار المسئولية الاجتماعية للشركات مثل شركات البترول في مناطق الاكتشاف وقالت ان الدراسة التي أشرف عليها البروفيسور علي شموا أثبتت أن العمل الاجتماعي لايجد حظه من الاهتمام الإعلامي وأن جله منصب على العمل السياسي وربط ذلك بربحية الصحف والإثارة والتركيز على الجريمة، وأضافت نحن لا نريد تسليط الضوء على شخوص ورموز بعينها ولكن نريد تسليط الضوء على قضايا اجتماعية وادارة الحوار حولها دون مصادرة الراي والراي الاخر من اجل تحقيق تجانس وتوافق المجتمع. وأكد رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني بلة يوسف أن عنوان الندوة يتكامل مع رسالة الاستقلال التي تعزز قيم التماسك الاجتماعي وتعزز قيم الوطنية والتماسك والارتباط بين مكونات المجتمع المختلفة، وقال يجب أن نعمل جميعاً من أجل ترسيخها وتقويتها، وناشد وسائل من أجل أن يكون لها دور مؤثر وفعال لمصلحة المجتمع ورتق النسيج الاجتماعي وتعزيز قيم الوطنية، وأوضح أن الإعلام من خلال الرسالة الموجبة يساهم في كثير من المواد السالبة التي يمكن أن يكون لها الأثر السلبي في تأجيج نيران الفتن وكثير من ما يشيع البغضاء والفرقة والتباعد عبين أبناء الوطن الواحد وقدم نداءً للأقلام السالبة لكي تتجه نحو الأدوار الموجبة والتأكيد على رسالة السلام والأمن والتكافل التي عبرها نستطيع أن نؤسس لأمة سودانية نفاخر بها بين الأمم وقال نستطيع بذلك أن نتذوق قيمة الاستقلال وقيمة أننا شعب ينتمي إلى أمة وهوية موحدة وأضاف بهذة المعاني نعتبر أن للإعلام دور مؤثر بشكل كبير جداً، ودعا الشباب في وسائل الإعلام أن يكونوا أكثر مبادرة لتقديم نموذج أكبر في قيادة الإعلام نحو أدوار وطنية وأكد أن الاتحاد الوطني سيظل عبر أذرعه ومؤسساته يعمل على تعزيز القيم الوطنية. من جهته أكد المحرر العام لآخر لحظة عثمان حامد اهتمام الصحيفة بقطاع الشباب وانتقد السياسيين وقال إن لهم دوراً أساسياً في الاستحواذ على مساحة كبيرة في وسائل الاعلام وفي مقدمتها الصحف وأضاف وسائل الاعلام قصرت في نقل الجوانب الإيجابية في المجتمع وأكد أن السودان مازال حريصاً على التماسك الاجتماعي رغم الظروف التي مر بها من حروب وظروف اقتصادية. ... نواصل