أخي عبد العظيم.. استأذنكم: قرأت تقريركم حول قصة الأستاذة زينب السعيد، فأحسست كأني من حدائق ورد زاهية الصور والألوان وحلاوة الكلم، إنك «مجنون» كصديقك «مؤمن» مسكون بسحر الحرف وعطر الكلمات، وربما أيضاً بليونة الحرف، فأسلوبك في لحظات العشق أو في لحظات الصفاء كأنه نغم موسيقي رسمته لوحة إبداع داخل نفسك العاشقة لكل ما هو رائع وجميل.. فالقلم المصادم يسبح في زورق النور، ويعزف موسيقى الإبداع ويضفي روعة وجمالاً في حق كاتبة أديبة أو أديبة كاتبة.. وهنا تكمن الروعة.. روعة من يوظف قلمه في خدمة القضايا العامة، ومن يسكب قطرات حبه عندما تسحره رواية أو قصة تعيده الى لحظات التأمل ودنيا الأدب، مثلي يا صديقي مهما كتب يتواضع أمام روعة وبلاغة ما تكتبون، وأخاف على قلمي أيضاً من «طولة لسان قلم صديقنا مؤمن»، ولكني أكتب بقلمٍ محاولاً الاقتداء إن استطعت.. فلا أنا استطيع أن أسايركم في إحكام السبك، وفي دقة وإجادة النظم، أو في رسم الحروف السكرى من عطر النفس الشاعرة، وكلماتك فيها عمق ودقة وإطار من وعي قلم متيقظ، لأنه ينطق الصخر، ولا يهيم في الوديان المحسورة، ولا ينطلق في المتاهات المجهولة، ولكنه يكتب عندما تطرب الكلمة وتعيده الحروف الى متعة الأدب بعيداً عن شقاء السياسة . ويا بخت الأستاذة زينب بكلماتكم وبإيقاع قلمكم الذي يحمل الرفرفة الطليقة، والتموجات الشائعة- كما قال سيد قطب- ويبدو يا صديقي أن بارود زينب يحرق القلوب المعطونة بالجمال.. لم التق بالأستاذة زينب، ولكني استمعت الى صوتها «الندي» وكلماتها الحلوات عندما قدمتني اليها الأستاذة سعاد السعيد شقيقتها مدمنة الفن والطرب والجمال، وعاشقة المنتديات، حتى أضحى منتداها بأم درمان قبلة لأهل الفن والإبداع.. ويبدو أنها قدمتني في صورة العالم والباحث.. وطلبت مني الأستاذة زينب لقاء لحديث تلفزيوني في برنامجها الناجح، وأخشى أن أخيب ظنها، فمازلنا نسهر مع الحرف، ونبكي على الزمن الذي ولى بعد أن أبيض الشعر كما ذكرت.. فنحن مازلنا نحترق ببارود عدم الوفاء واحترام العلماء ولا أطيل. أخي عبد العظيم.. المرأة السودانية تاريخ نضال طويل سكبت فيه روح الآباء والأجداء والجهاد والاستشهاد والسبح والطواقي وبالعطر والصندل والحريرة والضريرة، وبقصص بطولة وكفاح نعتز بامهاتنا ونفتخر ونعتز بتقديمك للأستاذة زينب بهذه الروعة، لك الشكروالتقدير ولها الإعزاز وحتماً سأحاول الحصول على «البارود» بالرغم من ضآلة معاشي الذي لا يساوي ما أصرفه في الكهرباء شهرياً.. والله المستعان . اخوك / د. يحيى التكينة من المحرر: مقطع من رواية بنفسج في حديقة البارود للتأمل .. بعد مرور بضع سنوات.. هاك يا علي اقرأ الجواب ده. والدي العزيز: أسأل عنك.. وعن الوالدة «سكينة».. وكل الأهل.. عساكم بخير.. وكيف حال علي إن شاء الله مستمر في دراسته ودخل طب.. وما عندو مشاكل، أنا بخير وقد قررت الزواج.. طبيبة هنا.. أبوها شمالي وأمها جنوبية.. أرجو الموافقة وإرسال ما يفيد مع حامل الرسالة.