ولجت حنان إلى غرفة العمليات.. ودعت مرافقيها بابتسامة صادقة.. الممرضة تعاملت معها بعطف وبدأت تشرح لها طبيعة العملية التي ستخضع لها.. بدأت حنان أكثر توجساً عندما علمت أنها ستخلع ملابسها وتصبح بين يدي الأطباء كما ولدتها أمها.. حاولت أن تقنع الممرضة بأن يؤجل الأمر أو يجدوا طريقة أخرى لممارسة عملهم دون الاقتراب من ملابسها الداخلية.. ضحكت الممرضة وأكدت لها أنها المريضة الأولي التي تريد أن تدخل إلى غرفة العمليات بملابسها. أخيراً رضخت حنان لمطالب الفريق الطبي.. طبيب التخدير العجوز قذف بمفعول الحقنة في وريد الشابة.. حاول الطبيب أن يلاطف الشابة حتى يسري المخدر في أوصالها.. سألها عن اسمها ومكان عملها.. بدأ لسانها يتباطأ في الإبانة وعيناها الجميلتان تستسلمان.. سألها بعد أن ظن أنها غابت عن الوعي لماذا لم تتزوجي أيتها الفتاة الجميلة. السؤال البايخ يولد ثورة عند المريضة.. بدأت تحركها من أطرافها وتحاول الاستيقاظ.. الاندهاش ملأ الغرفة الصغيرة.. عندما استعدلت وجلست على ذات الطاولة وأخذت تحكم من ربطة خمارها بدأ عدد من أعضاء الفريق الطبي ينسحبون.. القاعدة الطبية تقول إن المريض الذي يقاوم التخدير يمكن أن يكون شرساً وعدوانياً.. اختصاصي التخدير اقترح منحها جرعة إضافية.. بحضور عقلي كامل احتجت حنان..الطبيب الجراح واستناداً على أخلاقيات المهنة طلب من فريقه الخضوع لإرادة المريض. بدأت حنان تسرد قصتها.. سألتموني لماذا لم أتزوج.. الآن أشعر أنني قريبة من الموت.. دعوني أخبركم بالتفاصيل قبل أن أرحل.. سأروي لكم السر الذي حفظته لمدة ستة عشر عاماً.. نائبة الجراح رندة اهتمت بالمريضة الغامضة وبدأت تشجعها على البوح.. أمسك الطبيب بأطراف بنان المريضة.. حنان بخوف شديد سحبت يديها.. ثم بدأت تبكي وتحكي. طارق كان ابن الجيران.. يكبرني بسنوات وسنوات.. شقيقته صديقتي ورفيقة دربي في المدرسة.. كنت دائماً أراه منذ مراهقتي فارساً لأحلامي.. لم يكمل تعليمه الجامعي وفضل مساعدة والده في السوق.. منذ وقت مبكر كان يركب عربة والده.. كان دائماً يهتم بي.. عندما أقابله في الشارع ويبتسم لا أنام ليلتي.. أحاول دائماً أن أرسمه في كراسة الدراسة.. تخيلت نفسي زوجة أقوم بإطعامه والاعتناء بملابسه. في ذاك المساء اصطحبت أسرته إلى مناسبة زواج في جبل أولياء.. أخبرت أمي أنني سأكون برفقة صديقتي هالة في حلها وترحالها..كان عمري وقتها سبعة عشر عاماً..امتليء أنوثة وجمالاً.. بدأ طارق يراقصني في دائرة الفرحة المزدحمة.. كنت استشعر أننا وحدنا في الميدان.. كثيراً ماكان يهمس في أذني.. لا أسمع شيئاً ولكنني ابتسم. عندما انتهى الحفل شعرت بالإرهاق.. أمسكني طارق بحنو بالغ..أخبرني أننا سنمضي بعربته إلى منزل خالته حيث سنجد صديقتي هالة وباقي الأسرة بانتظارنا..عندما دخلت في جوف العربة شعرت ببعض الرعب وأنا استنشق رائحة غريبة وكريهة.. طمأنني بكلمات حب لم أسمعها.. أغمضت عيني ومضيت معه. ذهبنا إلى اطراف المدينة.. دخلت بصحبته إلى بيت من طين..الظلام يلف المكان..أصوات شباب في الغرفة الأخرى..سألته أين صديقتي وشقيقته..لم يتكلم.. دفعني دفعاً من العربة..بدأ طارق كوحش آدمي.. كنت أصرخ وكان يضحك.. دمائي تثير حماسته.. عندما أفرغ شهوته خرج ودخل آخر ثم ثالث ورابع.. مت في تلك الليلة مائة مرة من يومها كرهت أن أخلع ملابسي أمام الرجال...كلما جاءني عريس كنت أبحث عن باب للاعتذار. بعدما أكملت قصتها عادت حنان لتنام مرة أخرى على الطاولة وتقول للأطباء هيت لكم. شعر الجميع بالخجل.. الطبيبة رندة نظرت إلى رئيسها كأنها ترمي عليه وزر جميع الأوغاد.. اختصاصي التخدير التزم الصمت فيما اعتذر الجراح عن إجراء الجراحة.. الممرضة حليمة هرعت للهاتف لتطمئن على كريمتها التي تدرس في المدرسة الثانوية.