مجتمع الجالية السودانية بكندا مجتمع طيب وجميل ولا يعكر صفوه سوى بعض التصرفات من مدمني السياسة الذين يحاولون نقل خلافاتنا السياسية داخل السودان إلى تلك البقاع النائية التي تحتاج إلى التكاتف والتعاضد أكثر لتكوين جالية ناجحة ومتطورة.. والغربة رغم ما فيها من آلام وإحباط فيها أيضاً اشياء جميلة وطيبة.. وفي دنيا الغربة كثيراًما تحدث طرائف ومفارقات مضحكة من ابنائنا وبناتنا ومن كبارهم ايضاً. وكثيراً ما تتعلق تلك الطرائف والمفارقات بسبب اللغة واختلاط العربية بالانجليزية والتصرفات العفوية من البعض. ü في كل مدينة من المدن الكندية توجد حدائق وميادين ألعاب موزعة في وسط أحياء كل مدينة تكون متنفساً للأطفال والشباب ولقد درجت بعض الكنائس على إرسال بعض من شبابهم المسيحي الملتزم لتلك الحدائق في حافلات ملأى بالألعاب وما إلى ذلك للترفية عن الأطفال ولجذبهم بطرق مبسطة لحب المسيح عليه السلام. وذات مرة كانت بنتي «رباح» وشقيقتها «دوانا» تلعبان مع بعض أطفال الحي بالحديقة المجاورة لسكننا عندما جاءت حافلة الكنيسة وقامت بعمل ألعاب تسلية جماعية لهم وعند نهاية الألعاب قالت لهم فتاة الكنيسة «الآن وقد انتهينا من لعبنا سنقوم بتوزيع الحلوى والشوكلاته عليكم ولكن قبل ذلك على كل واحد منكم ضم كفيه معاً ووضعهما أمام صدره وأن يطأطيء رأسه لنصلي معاً شكراً لجيسص» وهنا قالت دوانا لرباح «الليلة يا رباح قالو عاوزين يصلوا على جيسص» فهمست لها رباح «ما في مشكلة.. نعمل إيدينا زيهم ونقول في سرنا إستغفر الله.. إستغفر الله ونشيل شوكلاتتنا ونمشي»!! ü ذات مرة طلب أخونا حسنين من ابنته «توتا» كباية شاي وقال لها «أعملي لي كباية شاي وختي لي فيها مسمارين» وبعد قليل أحضرت «توتا»كباية الشاي وبها مسمارين أربعة بوصة!! فضحك حسنين وقال لها «أنا قاصد مسمارين قرنفل يا دايشة»!! ü تم عقد قران واحدة من بنات السودانيين بمدينة سنت كاترينز باقليم نياقرا وبعد انتهاء مراسم العقد كانت مجموعة من البنات يتسامرن في بيت العقد وكانت إحداهن تحكي عن روعة العقد والرجال بجلاليبهم وعمائمهم البيضاء والحلوى والكعك وما إلى ذلك فما كان من ريم ابنة اخونا الشيخ أن قالت «والله العقد حلو.. أنا ذاتي داير أبقى معقدة»!! ü ولريم طرفة أخرى عندما اجتمعت مجموعة من الفتيات السودانيات بمنزل أخونا الشيخ وكن يجلسن بالطابق العلوي من المنزل وجاء وقت الصلاة فقامت توتا بنت حسنين بإمامة الفتيات في الصلاة، وبينما هن في الركعة الأولى نادت السيدة «خالدة» على ابنتها ريم.. ولم ترد ريم لأنها كانت منشغلة بالصلاة.. ومرة ثانية جاء صوت خالدة «يا ريم.. يا ريم».. ولم ترد ريم.. وما زالت خالدة مصرة «يا ريم.. انتي وين يا ريم» «ما بتسمعي يا ريم».. وكانت درجة التوتر قد ارتفعت عند ريم وفي المرة الأخيرة فوجئت المصليات وهن في الركعة الثانية بريم تشيح بوجهها جانباً وتصرخ «What Mamaaaa!!». ü عندما تم قبول إبنتي «دوانا» بكلية الطب بجامعة الخرطوم كان عليها إجراء الكشف الطبي الروتيني للقبول بالجامعة وكانت برفقتها خالتها «أحلام» وبدأت الطبيبة المسؤولة عن الكشف الطبي في ملء استمارة البيانات الطبية ومن ضمنها أسئلة عن التاريخ الطبي بالعائلة فكانت تسأل وخالتها «أحلام» تجيب.. في سكري في العائلة؟ في ضغط؟ في صرعة؟ وهكذا وبعد الإنتهاء من الكشف قالت «دوانا» لخالتها «أحلام» إنتي ليه كضبتي على الدكتورة؟ فقالت لها أحلام «كضبت في شنو؟» فقالت لها الدكتورة سألتك «عندكم «صلعة» في العائلة وانتي قلت ليها لا مع إنو خالو عمر عندو صلعة وأحمد أخوي عندو صلعة». ü عندما كانت ابنتي «رباح» في السنة الأولى بكلية الطب بجامعة الخرطوم كانت مع بعض من زميلاتها بمنزل صديقتهم «حنين» ابنة دكتور أسعد بايرلندا وكن يراجعن في مادة «الفيزيكس».. وبينما هن كذلك قامت «حنين» لأداء الصلاة وفجأة سلمت يمنة ويسرة وبدأت تهمهم «استغفر الله.. استغفر الله» فسألنها «بسم الله مالك يا حنين؟» فقالت لهن «جيت أقول.. قل أعوذ برب الفلق.. قلت أعوذ برب «الفيزيكس».. استغفر الله»!! ü وفي ذات أيام الامتحانات تجمعت بعض الطالبات بعد واحد من الامتحانات وهن يتحدثن عن الامتحان وبحكم تربية «رباح» في كندا فإنها لم تكن ملمة ببعض تعابير الطالبات والتوريات الخاصة ببعض أحوال الطلاب وعندما قالت إحداهن في واحدة قبضوها عندها «بخرة» وطلعوها من الامتحان قالت «رباح» بكل براءة «وهي جايباها معاها ليه ما كان تتبخر بيها في البيت وتجي!!». ü عندما حضرت الأخت «أحلام منير» خالة أولادي إلى كندا ذهبنا عند نهاية الاسبوع من تورنتو إلى مدينة «اوكفل» لزيارة أسرة أخونا رشدي الباشا والذي كان بيتهم قريباً من أول مخرج للمدينة من طريق المرور السريع المسمى بال«409» وأثناء الونسة قالت «أحلام» و«ابتسام الشبلي» زوجة اخونا رشدي «والله بختكم بيتكم قريب من الظلط!!» وقد فات على «أحلام» أن كندا كلها ظلط.. ü ولدت صغرى بناتي «دوانا» بكندا ولم تحضر للسودان إلى أن بلغت سن الرابعة عشر حيث زارت السودان ورجعت لكندا وذات يوم اصطحبتها إلى مركز تجاري كبير بمدينة سنت كاترينز يسمى «سيرز» وفي قسم الستائر لفتت نظري إلى ستارة أشبه بالناموسية وقالت لي «دي الستارة القلت ليك عايزاها لي سريري» فنظرت إلى السعر وكانت تسعة وعشرين دولاراً فقلت لها «انتي شفتي سعرها كم؟» فنظرت إلى بطاقة السعر وخبطت بيدها على صدرها وقالت «توينتي ناين ووب عليّ!!» فقلت «يا بنت الذين فركو العدس- ده الإتعلمتيهو من السودان!!». ü عندما حضرت بنتي «ريان» للالتحاق بالجامعة في السودان كانت تجتهد في تعلم الكلام بالطريقة السودانية.. وكما نعلم ان هنالك بعض الكلمات الانجليزية يتم تحويرها لتقال بالطريقة مثل كلمة «ديبرشن» والتي تحولت إلى «دبرسة» وذات مرة كانت «ريان» في زيارة لبعض من أهلنا وكانت المطرة «صابة».. وعندها دخلت «كديسة» لداخل المنزل مبتلة بالمطر وكانت ترتجف وحاولت «ريان» أن تحول كلمة «shaking» للطريقة السودانية فقالت لهم «شوفوا الكديسة دي «بتتشكشك» كيف!!». ü كانت «رباح» تتفرج على بعض صور التقطت في مناسبة زواج شقيق واحد من زملائها وفي واحدة من الصور كان زميلها يرتدي بدلة أنيقة وجميلة وأرادت «رباح» أن تقول «ما شاء الله بدلة جميلة» فخانها التعبير فقالت «إنا لله وإنا إليه راجعون.. والله بدلة جميلة جداً»!!