لم أصدق أذنيي وشعرت بالرعشة من صوف راسي لي كرعي ليس طرباً ولا إعجاباً بمشهد حسن أخاذ أو جمال فتان أو صوت رنان لكن النقاش الذي سمعت تفاصيله يدور بين ابني الطالب الجامعي وشقيقته ابنتي وشقيقتي التي هي خالته عن موقع ما على صفحات «الفيسبوك» بعنوان «سودانيون لا دينيون» جعل الأرض تتزلزل تحت أقدامي !! والشاب اليافع يحكي عن نقاشات تتم بينه وبين المنتمين لهذا الموقع.. الذين ينكرون والعياذ بالله وجود المولى سبحانه وتعالى من الأصل.. وكيف ان هذا الموقع قد اجتذب الالالف من الشباب.. وأن زميل له في قاعة الدراسة بالكلية المرموقة التي يدرس بها قد آمن بهذا الفكر واقتنع به.. ولأننا دخلنا معه في جدال إعترف أنني لا أملك أدواته باعتبار أنني لست من المتفقهين في الدين.. ولا من الدارسين لأصول الشريعة.. إلا أنني دافعت بكل ما أملك من حجة ضد هذا الفكر التكفيري الخطير.. وان كنت أحمد الله ان ابني وجدته «محصن» من هذه الدعوة الهدامة.. إلا انني لا أضمن نتائج هذه المناقشات في المستقبل له أو لغيره! وبالتالي دعوني أقول ان كانت البعثات التبشيرية والتنصيرية قد نشطت في الآونة الأخيرة واستطاعت القوات الأمنية ان تضع يدها عليها.. فان هناك خطر اكبر وافظع !!! وهو هذه المواقع التي لا تجد حسيباً ولا رقيباً جعلت من صفحات الفيسبوك الذي أصبح هو عالم هؤلاء الشباب الذي يعيشون فيه جعلت منه مساحة تبث سمومها وسقوطها فيه.. والخطورة في مثل هذه المواقع أنها تخاطب شباباً في سنٍ صغيرة.. لم يمتلكوا ما يكفي من الأسلحة المضادة الكافية في غياب الجرعات الدينية التي يفترض ان يتلقونها .. وهم في حالة اللا وعي والغيبوبة التي دخلوها مع دخولهم لمثل هذه المواقع وغيرها من الوسائط الاعلامية الهدامة! ولعلي ومن شدة جزعي وخوفي مما سمعت سألت أحد الإخوة من العارفين والعالمين بمثل هذه المواقع الإسفيرية ان كان بالامكان حذف ومنع مثل هذه المواقع ؟؟ فأخبرني للأسف صعوبة حدوث هذا الأمر.. فقلت له إذن لابد من ان تقارع الحجة بالحجة ولابد من ان يدخل علماؤنا الأجلاء وشبابنا من حماة الدعوة والعقيدة لمثل هذه المواقع.. وتفنيد إدعاءهم الباطل على الأقل حتى يجد من يتصفح هذه المواقع من الشباب رأياً آخر يدحض هذه الدعاوي ويطعنها في مقتل.. في كل الأحوال أقول إننا نواجه حرباً شرسةً لم أشعر بخطورتها إلا أمس وعلى كل أم وأب ان يرفع درجات الحذر والحيطة.. وندرك اننا أمام معركة حقيقية.. الخسارة فيها تعني ان أولادنا وشبابنا سيسلب دينهم وأيمانهم وبالتالي حكاية الوطن والتراب والهوية قضية خاسرة يبيعونها في ثواني «والشاري» منتظر وجاهز! كلمة عزيزة..! طاف بخاطري وأنا اشاهد برنامج (بنك الثواب) على قناة (قوون) طاف بخاطري.. خاطر تمنيت لو أنه تحقق وهو (مالو لو ان أي واحد امتدت يده و«نهب» مال الغلابة بأي شكل من الأشكال.. وشبع واتمطت كرشه.. مالو لو ساهم كل اسبوع بمبلغ لمريض أو محتاج دون ذكر اسمه ؟ فلربما غفر الله له ذنبه والله غفور رحيم. كلمة أعز.. مشكلة المسؤولين عندنا أنهم يصدرون قرارات لا تنفذ «يقشرون» بها أمام الوالي.. وأجهزة الإعلام.. ولا يحرصون على متابعتها بدليل أن قرار وضع الديباجات على السلع سمعناه الف مرة !! ولم ينفذه احد..! والآن الدكتور مأمون حميدة يتحدث عن إجراءاتٍ صحيةٍ نرجو أن تنفذ لأهميتها على الصحة العامة.. لأنها لا تختص بالعاملين في مهن لها علاقة بصحة المواطن!!