أن يكون رئيسك ظالم فعليك أن تبصق الصمت وتنزوي حتى تخرج من عباءة المغضوب عليهم ، بالمناسبة العنجهية وظلم الناس ليس وقفا على شعب بعينه الناس ، الظلم من سمات بن آدم حتى الأحياء الفطرية تعرف الظلم ، لكن أن يظلمك من تقع تحت طائلته فإن هذا أسوأ أنواع الظلم ، وهو تماما مثل ظلم ذوي القرب الذي وصفه شاعر في زمان مضى ، ما علينا المهم ، قال صاحبي أن رئيسه في العمل رجل معقد ، ينفث يوميا أحقاده ولا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب ، وحكي قصة زميلة لهم أذاقها الرجل الحاقد ويلات العذاب ما جعلها تقدم استقالتها وتمضي إلى حال سبيلها غير آسفة على وظيفة لم تجد فيها الراحة النفسية ، ولأننا شعب شاطر في الشمشرة وكشف ثغرات الآخر خصوصا اذا كان هذا الآخر إنسان مؤذي فإن موظفي القطاع الذي يرأسه الرجل الحاقد قاموا بالبحث في سيرة رئيسهم فاكتشفوا بقدرة قادر أن الرجل عاش طفولة معذبة في أسرة مفككة وأن ما يفعله فيهم ناتج عن تداعيات ماضيه الأسود ، عموما بعد هذا الاكتشاف الخطير عرف صاحبنا وزملائه أن رئيسهم يعاني من عقدة النقص ويريد إخراج كل معاناته في موظفيه ، انتقاما من ماضيه القاتم ، لكن السؤال هل أن الانتقام حتى وإن كان في غير محله يمكن أن يشفي غليل المنتقم ؟ ، إجابة هذا السؤال نجدها في دراسة أعدها باحثون ألمان وبلجيكيون أشارت إلى ان الانتقام ربما يكون حلو مثل السكر ، ولكنه أي الانتقام في نفس الوقت مضر بصحة الإنسان ويجلب له المصائب ، وكشفت الدراسة التي أجريت بين 20 إلف شخص أن الناس الذين يحبون استرداد ما يعتقدون إنه اخذ منهم ظلما يكون لديهم عدد قليل من الأصدقاء ، كما ان هؤلاء يكونون اقل رضاء بالحياة ، عموما حكاية الانتقام هذه تقودنا إلى ان نبتهل إلى الله ان ينسى أصحابنا المشتغلين بالِشأن السياسي في السودان الأحقاد فيما بينهم لان الحقد ومحاول الانتقام من الخصوم ربما تجيب أجلهم ، خصوصا ونحن نعيش في طاحونة اللاتوازن وعدم الإستقرار ، وتظهر من بعيد رائحة الربيع السوداني ، اسمعوني ، في الدنيا العريضة هناك الكثير من مشاهد الانتقام ينفذها بشر ضد خصومهم ، ولكن أبشع أنواع الانتقام دائما تكون صادرة من النسوان ولا غيرهن ، ومن أبشع جرائم الانتقام سيناريو لسيدة كويتية مطلقة أشعلت النار في خيمة مليئة بالنساء والأطفال الذين كانوا ضمن المعازيم في حفل زفاف طليقها قبل نحو عامين ، وأدى الحريق الحاقد إلى وفاة 44 سيدة وطفلة ، هل رأيتم حقدا اكثر من هذا ؟ أتمنى وما نيل المطالب بالتمني ان نعمل إلف حساب لقضايا النساء في السودان وعدم ظلمهن ، لان المرأة المظلومة يمكن ان تكسر الدنيا ، وتقلب عاليها واطيها ، كما احذر الرجال من طرف في السودان ان العالم أصبح قرية كونية صغيرة وان ما حدث في الكويت ببساطة يمكن ان يحدث في السودان ، خصوصا اذا تواصلت لدينا قضايا العنف ضد النساء ، كما ادعو كافة الرجال الذين يفكرون في الارتباط بزوجة أخرى ان يضعوا في اعتباراتهم إمكانية ان يحدث لهم ولمعازيمهم ما حدث في الكويت ، تعالوا نغني ظلمتني يا ظالم .