في كاريكاتير فارس بعدد السبت جلس المواطن «المسكين» بأسماله البالية أمام التلفزيون وهو يستمع للأخبار والتي يقول بعضها الدفاع الشعبي يعيد فتح معسكراته من جديد.. المواطن اكتفى بالتعليق (والآن إعادة الحلقة الأولى)!! هي حلقات مرفوضة لا أحد يريد الحرب والدمار إن حدث ذلك فما الفائدة من انفصال الجنوب!.. وهنا ينطبق على السودان مثل «البصيرة أم حمد».. البصيرة إمرأة قيل إنها تتميز بالحكم والدراية في حل أي مشكلة مستعصية. حدث أن أدخل «عجل» رضيع رأسه في «زير».. فذهب إليها أهل المشكلة وشرحوا أبعاد القضية «المستعصية».. أشارت إليهم بأن «أقطعوا» رأس العجل حتى يسلم الزير.. جادلوها قالت لهم: حسب خبرتي المتواضعة «no way» لن يخرج الرأس بعد ذلك وحتى لا تخسروا كثيراً أفعلوا ما قلته لكم.. ذهبوا وقطعوا الرأس ولكنه أيضاً استعصى على الخروج.. فذهبوا إليها مرة أخرى سكتت برهة ثم صاحت كأرخميدس وجدت الحل كسروا الزير!! هذا هو بالضبط ما فعلته هذه الحكومة اعتقدت أن حل مشكلتها عند المجتمع الدولي والذي بدأ بالإيقاد وأصدقائها ثم شركائها لاحقاً وتطورت اللعبة حتى نيفاشا. إنها الوصفة الأولى «للبصيرة أم حمد» أشارت لهم بانفصال الجنوب.. هللوا .. واعتقدوا أن هذا هو الحل السحري.. وأوهمونا بأن السودان سيعيش في وئام وسلام.. الغريب في الأمر لم يقتنع أحد حتى هذه اللحظة بالحل الأول سكت الناس على مضض!!.. وما أمرّ السكوت في مثل هذه الحالة..! الآن يقولون الحرب قادمة أليست هي وصفة البصيرة أم حمد الثانية.. إنها تكسير الزير وتحطيم كل شيء!! قد يقول قائل ما الحل؟.. وهل سيتفرج الناس على روما وهي تحترق مرتين؟! دولة الجنوب تحتل ست مناطق غير متفق عليها.. و«تلت» و«تعجن» «على كيفها» في كل القضايا المعلقة.. بل إنها «تستكرت» بهذه الحكومة وتلعب بها مثل ما يلعب الصبيان أيام زمان بكرة «الشراب» في الحواري والأزقة حتى المغيب والأمهات «ينادين» يا أولاد «أدخلوا خلاص الشمس غابت»!! ويستمر مسلسل كرة «الشراب» في جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي و«الكورة لسه» مستمرة و«مدورة»! وفي هذه «المعمعة» يخرج علينا في المؤتمر الوطني من يقول لنا إن المسألة في يد سلفاكير ميارديت الذي عليه إبعاد العناصر المعادية للسودان في حكومته وبعدها يمكن أن ندخل في اتفاق مع الجنوب!! هل المسألة بكل هذه البساطة وإلى متى تستمر سياسة «شخصنة» المسائل« وتغبيش» جذور المشاكل والقضايا واستسهال الحلول؟! لقد فات على الذين ذهبوا للبصيرة أم حمد في تلك القصة الشعبية.. إشراك من بيده الحل وسط قومهم وعشيرتهم وذهبوا للبحث عن تلك المرأة وعادوا صفر اليدين.. وهذا ما يحدث الآن في هذه «الطبعة الحديثة».. فالحل هو إشراك الجميع في حل هذه المشكلة فقد استنفذت الحكومة كل الحلول والمحاولات ولابد من البحث عن أفكار جديدة وكذلك «وجوه» لحل لغز الحرب والسلام بين الشمال والجنوب! لا تهملوا كلامنا هذا رجاءً.