وافق مجلس الوزراء فى آخر جلسة له على تخصيص 20% من الإيرادات العامة لتأهيل البنية التحتية الزراعية واستقطاب الموارد كما وجه المجلس بحشد الموارد لإنفاذ برنامج النهضة الزراعية والذى رأى فيه المخرج للنهوض بالإنتاج الزراعى بشقيه النباتى والحيوانى . وهذه الموافقة تسند جهود اللجنة العليا العليا للنهضة الزراعية التى تكرس جهدها لتفجير الثورة الزراعية والتى ستبدأ ولا شك قبل تخصيص الموارد وتأهيل البنيات بالمورد البشرى العامل فى مجال الزراعة وحفزه وتطهيره من نمطية التفكير والفعل والسلوك الزراعى التقليدى الذى لم يضف الى إنتاج بلد يرقد على مائتى مليون فدان صالحة للزراعة ومياه فى باطن الأرض وعلى سطح الأرض ومن السماء ماكان يجب أن يضاف ليكون فى قائمة الدول المنتجة والمصدرة للغذاء . شاهدت فى الصين التى تستغل أى شبر من أراضيها للزراعة أن الطماطم جذوره فى « أصايص» طينية وتمد سوقه الى اعلى لتتمدد على حوامل طولية وعرضية حتى لايشغل مساحات على الأرض ويجمع المحصول كما العنب والمتسلقات . لن نطلب من زراعيينا وخبرائنا ابتداع مثل هذه الأساليب التى توفر مساحات زراعية يمكن استغلالها فى انتاج محاصيل أخرى لأن الأرض وبحمد الله متوفرة والمياه متدفقة ولكن نطلب أن يفكوا لنا أسرار الشفرة الجينية للطماطم السودانية التى تغير لونها ومسخ طعمها واهترأ جلدها وكثرت بذورها وقبل هذا وذاك قل انتاجها وارتفع سعرها رغم أن الطماطم المنتج فى الدول المجاورة لنا من الشرق أو الشمال لايعانى مثل انتاجنا . نريد من علمائنا وزراعيينا فك أسرار الشفرة الجينية للقمح كما فعل العلماء البريطانيون مؤخراً ليصل الانتاج فى الشمالية للخمسين جولاً للفدان وفى الجزيرة الى ثلاثين . نريد من علمائنا وزراعيينا أن ننتج انواعاً مقاومة للامراض وتقلبات الطقس من البصل والثوم والبقوليات والخضروات . نريد ان تخرج لنا كلية من كليات الزراعة بنتائج بحث عكفت عليه وبذلت له لتقول أن الأسمدة المستخدمة فى حقول الزراعة فى السودان لاتتناسب مع طبيعة الأرض الزراعية السودانية وأن المبيدات التى يرش بها الانتاج الزراعى غير صالحة وان البذور والتقاوى التى يستخدمها المزارعون فى السودان تخلى العالم عن استخدامها يومها سيفرح السودانيون أن مشكلة الزراعة فى السودان ستحل بعد أن عرفت أسبابها وستعود الثقة فى مؤسساتنا البحثية والعلمية لانها عرفت أسباب تدهور الزراعة فى السودان ومن ثم الانطلاق بالانتاج الزراعى إكتفاء وتصديراً . جوزيت شيرى رئيسة برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة حذرت بأن إرتفاع الأسعار الحالى فى الانتاج الغذائي يجب ان تكون صرخة توقظ العالم وتدفعه للإستثمار البعيد فى مجال الغذاء والذى يتوقع أن ترتفع أسعاره بنسبة 50% عام 2016 . أقترح على النهضة الزراعية أن تبتعث كل طلاب السنوات النهائية فى جميع كليات الزراعة والانتاج الحيوانى والبيطرة بالبلاد الى تركيا والصين لمدة عام كامل على الأقل ليعملوا فى مزارعها وحقول الإنتاج الحيوانى ويكون هذا برنامجاً لعشر سنوات ليعودوا بعدها خريجين مؤهلين لاحداث النهضة الزراعية .