آخر تقارير البنك الدولى تقول أن أسعار الغذاء بلغت مستويات حرجة إذ ارتفعت بنسبة 15% خلال الشهور الأربعة الأخيرة . رئيس البنك الدولى روبرت زوليك ذكر فى بيان صادر عنه أن أسعار الغذاء فى العالم ترتفع الى مستويات خطرة وتهدد عشرات الملايين من الفقراء فى جميع أنحاء العالم . ولم ينس زوليك الربط بين هذا الإرتفاع المستمر فى أسعار الغذاء وبين الاضطرابات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط وإن لم تكن السبب الرئيس إلا أنها كانت وراء هذه الاضطرابات .منظمة الزراعة والأغذية العالمية (الفاو) هى الأخرى حذرت على لسان مديرها العام جاك ضيوف من أن العالم يتجه نحو ازمة غذاء تهدد استقراره السياسي واعترف ضيوف بأن منظمته فشلت فى معالجة الأسباب الهيكلية وراء اختلالات نظام الزراعة الدولى. وقال ضيوف فى حوار صحفى لصحيفة «نيكاي» اليابانية أن إرتفاع أسعار الغذاء سيستمر فى السنوات المقبلة . وجاء فى تقرير الفاو الذى أصدرته مطلع العام الحالى أن مؤشرها للأسعار العالمية ارتفع لمستوى قياسي فى نهاية العام الماضى متجاوزاً مستويات عام 2008 حين أشعل ارتفاع أسعار المواد الغذائية اضطرابات فى عدة دول ومع القلق من سوء الأحوال الجوية انطلقت تحذيرات من احتمال زيادة أسعار سلع مثل القمح - السكر- الزيوت . أذكر فى العام 1983 ارتفعت أسعار الذرة إرتفاعاً كبيراً فى كل مناطق انتاجه بالبلاد وعندما بلغ النبأ أحد التجار الذى كان يخزن كميات كبيرة من الذرة قال الحمدلله وسط مجموعة كبيرة من اخوانه ولما كان هذا التاجر يمثل تياراً سياسياً إسلاميا استدرك بسرعة وقال لاحول ولاقوة إلا بالله ولو لا أن الأمر يتصل بالغذاء وحاجة من حاجيات الإنسان الأساسية والهدى الإسلامي يمنع من حجب القوت عن النفس الإنسانية ولولا أننا مازلنا نستورد المواد الغذائية لمواطنى بلادنا لقلنا الحمدلله على أزمة الغذاء لأن السودان كان سيكون أحد المنقذين للبشرية من نقص الغذاء . نعم فى امكان السودان أن يكون من المنتجين الرئيسيين للغذاء فى العالم فالذى يحتاجه انتاج الغذاء الأرض الصالحة الواسعة والماء الوفير والتقاوى ذات الإنتاجية العالية والمعالجات الفنية للزرع وتعهده الى حين حصاده وكل ذلك فى الإمكان . شاهدت فى الصين وللاستفادة من الأرض واستنفاد كل مساحاتها فى انتاج الغذاء أن الطماطم يتم زرعه فى أصايص ويمد سوقه الى أعلى حتى ينتشر أفقياً على حوامل من سوق تشبه القنا المعروف عندنا فيستفاد من الأرض ومن الهواء فى الانتاج الزراعى ونجد دولة كاليمن أن الزراعة تتم على مدرجات جبلية رغم صعوبة ريها ولكنه دأب الإنسان وقهره للظروف الطبيعية ليحصل على حاجاته من الغذاء حتى لايفنى . الله سبحانه وتعالى وهبنا هذه الهبات الأرض والماء ودعانا وأوجب علينا إعمارها فلماذا نستورد غذاءنا وفى امكاننا أن نصدر الغذاء للعالم وبجودة عالية . ستفشل النهضة الزراعية إن لم يحس السودانيون أن الموارد التى يمشون فوقها كل يوم اغلى مورد اطلاقا وان الغنى والسعد لن ياتى إلا من خلالها .