في نهاية الشهر الماضي كان عمدة نيويورك ميكل بلومبيرق يوقع شيكا بمبلغ ثلاثمائة وخمسين مليون دولار..الصك المالي ذهب مباشرة لجامعة جون هوبكنز التي درس فيها الملياردير الامريكي..الجامعة اصدرت بيانا تؤكد ان العمدة اصبح الرجل الاكثر تبرعا في تاريخ الجامعة باجمالي دفعيات فاقت الميار دولار..بلومبيرق رجل اعمال يهودي ادار مدينة نيويورك بكفاءة عالية ربما تفتح له الباب ليصبح سياسيا ذو شأن عظيم في المستقبل القريب. بألامس كان الصحفيون يستجوبون وزير الصحة مأمون حميدة عن المستشفى الاكاديمي الذي ترعاه الجامعة العلوم الطبية التي اسسسها ..السائل كان يحسب ان حميدة الوزير مارس نفوذا ليسند حميدة المستثمر..الاستفزاز يجعلنا ندرك ان المشفى المشار اليه بناه الرجل طوبة طوبة..وان شهادة بحثه تنتسب اليه اصالة..جامعة مأمون تمول المشفى التعليمي بمائة وستين الف جنيه شهريا وتمده بعدد من الاخصائيين ليعملوا مجانا في خدمة المرضي..ثم يخبرنا الوالي ان ذات الرجل تبرع باثنى عشر من ماكينات غسل الكلى لخدمة المجتمع تعمل على مدار اليوم لخدمة المرضى مجانا. قبل عام او يزيد طابنا باعطاء البروفسور مأمون حميدة فرصة..بالامس وفي مؤتمر صحفي محضور كان الرجل يعرض كتابه بيمينه..وزارة مأمون تتبع الخارطة الصحية التي اجازتها منظمة الصحة العالمية..تلك الوثيقة العالمية تقول يجب ان يكون لكل عشرة الف مواطن مركز صحي يقدم لهم الرعاية الطبية الاولية..الان عدد هذه المراكز التي تضطلع بهذه الخدمة تجاوز الستمائة مركز صحي بالخرطوم..كل خمس مراكز تفرغ خدماتها في مركز نموذجي به اخصائيين وخدمات الاسنان والاشعة وغرفة صغيرة للعمليات..مستشفى حاج الصافي كان يسع ثمانية واربعين سريرا الان توسعت خدماته لتصل الثلاثمائة ..المفارقة ان سعة العناية المكثفة في هذا المستشفى الصغير تساوي تماما ذات السعة في مستشفى الخرطوم..ذات التطور شمل مشفى ابراهيم مالك الذي زادت سعته نحو اربع اضعاف..من غرفة عملية واحدة الى اربع غرف عمليات..من قبل كان على المرضي الذين كتب عليهم شق الرأس الانتظار طويلا او السفر الى الخارج لأن سعة العناية المكثفة بمستشفى الشعب كانت خمسة اسرة تتقاسمها وحدتي القلب والمخ. فلسفة مأمون حميدة التي جلبت له السخط تقوم على فكرة توصيل الخدمات الطبية للمواطنيين بدلا ان يرحلوا لها في وسط الخرطوم..من مستشفى اطفال واحد في قلب الخرطوم الخدمة الان تنتشر الى اطراف الخرطوم وذات المستشفى القديم يتحول لمؤسسة مرجعية. بصراحة استشعر ان جزء من الحملة ضد هذه السياسة الصحيحة ان صاحبها يدخل بخشونة وعزم واندفاع..وبعض المعارضين يحملهم شح النفس وحماية المصالح الخاصة المرتبطة بوسط الخرطوم..وكثير من الناس لايعلمون شيئا عن هذا الأمر ورغم ذلك يعادونه. المطلوب بالحاح ان تتتبنى حكومة ولاية الخرطوم هذه السياسة وتعضى عليها بالنواجز بعد تحريرها من الجهد الشخصي لمأمون حميدة.