قالت شهرزاد السودانية وهي تحاول إخفاء خصلات من شعرها (معصلجه ) تم تطويعها بالقوة الجبرية عبر آخر النسخ العالمية من محاليل فرد الشعر ، بلغني أيها الرجل اللئيم أن سوق الإعلان في السودان هو الأضعف من نوعه على مستوى الوطن العربي من الأزرق إلى الأزرق ، وان منطوق الإعلان وآليات تنفيذه تدعو للضحك والسخرية خصوصا تلك المواد المرئية المركبة على أهازيج وأنغام شعبية ، يؤديها رجال و نساء أصواتهم مثل ثغاء الماعز المصابة بالجرب ، نعم المصابة بالجرب ، المهم في تلك اللحظة اعتدل الرجل اللئيم وبرم شنباته وانتشي طربا مثل القط الجائع حينما يعثر على فأرة سمينة وعوج لسانه وقال لشهرزاد ( زيديني عشقا زيديني ) ، وهنا اعتدلت شهرزاد في جلستها وقالت في دلال ماسخ : كان يا ما كان في سابق العهد والأوان موظف مبيعات وتسويق سوداني يعمل في دولة خليجية ، هذا الموظف عاد من الغربة البطالة وهو يحمل في رأسه طموحات كبيرة بإكتساح سوق الإعلان في العاصفة القومية ، وتواصل شهرزاد سرد حكايتها وتقول : كان صاحبنا هذا يعمل في دولة خليجية لمدة 18 عاما ، جرب خلالها العمل في مجال المبيعات والتسويق وأخيرا عمل مندوب تحصيل في شركة عقارات كبرى بعد ان اثبت فشله في مجالي التسويق والمبيعات ، صاحبنا قبل ان يدرس آليات سوق الإعلان في السودان دخل بتحويشة عمره ، ولدهشته وجد ان المسالة ( ماشية معاهو ) آخر حلاوة رغم فشله كمندوب تسويق ومبيعات في الغربة ،وبمرور السنوات أصبح الرجل الفاشل من كبار مسوقي الإعلان في السودان ، المهم ان فشل صاحبنا في الغربة ونجاحه في السودان يؤكد ان سوقنا الإعلاني ضعيف ويمكن لأي فاشل ان يقتحمه ويحقق فيه ما يصبو إليه ، فبواسطة مغنواتية و مطربات باهتات وشعراء فاشلون ومصممي إعلان عشوائيين يمكن ان يفلح أي زول في سوقنا الإعلاني ، وبعدها هاك يا عك ودوشة دماغ وحركات ماسخة وزعيق مثل أصوات الماعز ، لدرجة ان الإنسان العاقل حينما يشاهد مثل هكذا إعلانات يشد شعره ،هذا طبعا اذا كان لديه شعر ، أبشركم يا جماعة الخير نحن نستأهل جائزة أسوأ إعلان في العالم اجمع ، على فكرة هناك دراسة ألمانية أشارت إلى ان الإعلانات التعيسة كما هو الحاصل في السودان يمكن ان تثير الأعصاب وضيق الخلق والتوتر ، أتصور والله اعلم ان بعض من مآسينا المتلتلة ، ناتجة عن الإعلانات الماسخة ومش كده وبس بل ناتجة عن الإعلانات والعنتريات التي يقوم بها بعض من المسؤولين في كافة المواقع،ويعلنون عن أنفسهم ومشاريع فشنك كل هذا والوطن بانتظار الإعلان عن استقراره ، أسأل متى يا ناس الحكومة ويا ناس الأحزاب ويا ناس الفصائل المسلحة يتم إعلان انتهاء مشاكل السودان، ههههههههههههه ، في المشمش .