يعاني المجتمع النسائي من الركض خلف كريمات التفتيح وعمليات شد الوجه وزيادة حجم «المؤخرة والأرداف والثدي.. الخ»، وتركيب وزيادة وإطالة الشعر، فلقد أصبحت ظاهرة الجلد المسلوخ ولمعانه والشد والنفخ آخر تقليعات الموضة. وفي ملف المسكوت عنه طرقت «ست الحسن» الباب بشدة في محاولة لمعرفة الأسباب والدواعي للاستعمال، وجلست لعدد من المختصين والأطباء والفتيات فكانت الإفادات التالية: عادة قديمة.. وبحث عن زوج بررت مواهب علي وهي موظفة استخدامها لهذه المستحضرات بسبب طلب الرجال لمواصفات اللون الأبيض والسمنة، وقالت لا أريد أن أكون خارج المنافسة، وأضافت وبعدين «ما كل الفتيات يستخدمونها» ولم نسمع بواحدة ماتت لاستخدامها لأي مستحضر. حتى أبقى حلوة وتقول لمياء الزين والتي تحول لونها الى الأبيض وتحرص على عدم الخروج في الشمس خوفاً من احتراق لونها كما ذكرت صديقاتها، تقول: استخدم هذه المستحضرات رغم معرفتي بخطورتها ولا استطيع الإقلاع عنها، ولا أخفيك فأنا تعودت سماع كلمة «بقيتي حلوة» واذا تركتها ربما أفقد خطيبي الذي لم يرَ هيئتي السابقة. عودة الى الطبيعة لفت نظر «ست الحسن» الطالبة «اعتماد.ت» بجامعة الخرطوم وشكلها الطبيعي الخالي من آثار الكريمات والمساحيق.. وأكدت بعدم استخدامها لهذه المستحضرات رغم إعجابها الكبير بالشكل المميز لبعض من يستخدمنها، وتعلق لكن خطورتها تجعلني أعيد النظر في الفكرة، فلقد رأيت إحدى المشوهات نتاج استخدام كريم في المستشفى، وتضيف ألجأ لما هو طبيعي ولا استخدم من الكريمات سوى المرطبة للجسم فقط، لارتفاع درجات الحرارة. آدم والخوف من الصناعي ولأن الرجل هو المتهم الأول عند حواء في بحثه عن الفتاة ذات البشرة البيضاء والسمنة، فلقد أجمع عدد منهم من تخوفهم من انتشار الجميلات صناعياً، ويقول نزار في السابق كنا نعرف الفتاة بمجرد النظر اليها وكانت الحكاية ظاهرة «يعني الوش ميرندا واليدين بيبسي»، الآن اللون كله واحد.. وفي مداخلة ضاحكة من زميلة جمال قال: أصحبنا نخاف من خداع حواء لنا في كل شيء، اللون والجسم والشعر.. أخاف أن أتزوج امرأة صناعية. ويؤكد حسن بحثه عن الجميلة والطبيعية في كل شيء مثل والدته وجدته. ü رأي علم النفس والاجتماع يرى العلماء بأنها ظاهرة اجتماعية تتطلب الدراسة وتعكس سلوكاً اجتماعياً لحب المرأة للزينة والجمال ولتكون لافتة للأنظار ومحط اهتمام الجميع، لذا نراها تسعى وراء هذه الأشياء رغم علمها التام بخطورتها، ووجه الخبراء صوت لوم للمجتمع الذي وضع مقاييس معينة للجمال، ولكي توصف الفتاة به لابد أن تكون بدينة وبيضاء اللون، وبهذا سترتفع أسهمها في سوق الرجال الذين اعتبرهم الخبراء المتهمين الأوائل بوضعهم هذه المواصفات في قائمة أوصاف فتاة الأحلام وزوجة المستقبل. وقالوا بأن يكون العلاج لهذه الظاهرة اجتماعياً أولاً، ومن ثم محاربة هذه البضائع من السوق وخلق البديل لها. ü حقائق ومفاجآت يفجرها الطب هذه الكريمات والحبوب والحقن التي تستخدم من أجل تفتيح اللون أو زيادة حجم بعض مناطق الجسم، هي عبارة عن علاجات لأمراض جلدية أو أمراض أخرى لها تركيز كيميائي مختلف في درجة ونوع المرض، هكذا ابتدرنا دكتور مهدي شمو- إستشاري الأمراض الجلدية والتناسلية، وأوضح احتواءها على مواد خطيرة مثل الكورتيزون والذي له آثار جانبية وتحسبها حواء إيجابية مثل تفتيح اللون وتنعيم البشرة، فهي تزيل الطبقة السطحية من الجلد وترقعها، وأيضاً قد تؤدي الى ظهور حبوب كحب الشباب والذي يستغرق زمناً طويلاً في العلاج، ويواصل الدكتور في شرحه: وكذلك يسبب بعض الأمراض الجلدية كالشقرين وتقليل المناعة وظهور الفطريات في الجسم. ويحذر الدكتور من استخدام الهيادروكينون والذي أصبح شائعاً، ويقول إن استخدامه بصورة عشوائية يسبب سرطان الجلد، أما مادة الزئبق الموجودة في كثير من الكريمات فهي تؤثر على الكُلى وتدمر خلايا اللون وتتسبب في الكثير من الأمراض. ويبين بأن الحقن التي يأخذنها كحقن الملاتيون التي تعمل على تغيير اللون، فزيادة على خطورتها المرضية فهي تؤخذ بالوريد، وتكمن الخطورة في طريقة أخذها فإن صاحبها خطأ سيودي بحياتهن فوراً، وحول حقن زيادة الوزن يقول دكتور مهدي هناك أنواع من المواد التي تعمل على الزيادة الموضعية وتؤخذ بطرق علمية، لكن للأسف هذه الأشياء المنتشرة بكثرة ما هي إلا عبارة عن كورتيزونات منها بالحقن ومنها عند طريق الفم، وعلى سبيل المثال اذا أخذنا حبوب «النجمة» كمثال هي عبارة عن علاج لمرض، وتناولها لزيادة الوزن له عدة آثار جانبية، وأيضاً قد تحسبها حواء نتائج إيجابية، فهي تعمل محمل تركيز الدهون في الأكتاف والجذع ويشبه شكلها تماماً الثور الأمريكي، ويصبح الوجه مدوراً فيما يعرف ب(moon face) وجه القمر، وهذا الشكل نتيجة لعدم توازن الأملاح في الجسم، وتصبح عرضة لمرض السكري والضغط. ويختتم دكتور مهدي حديثه بضرورة العودة للمواد الطبيعية والرجوع للعادات السودانية القديمة.