هي عائشة موسى احمد إدريس واشتهرت بلقب (الفلاتية) لأن أسلافها كانوا قد حضروا الى السودان من نيجيريا بغرض التجارية واستقروا فيه، ومن ضمنهم والدها الذي جاء الى السودان صغيراً ونشأ فيه الى ان تزوج وأنجب عائشة وشقيقة اخرى تصغرها. ولدت عائشة في ام درمان عام 1922م، وحفظت قدراً من القرآن الكريم في (خلوة) والدها، وتزوجت وهى صغيرة في حوالي الحادية عشرة من عمرها، وكان طبيعياً ان تؤول هذه الزيجة الى الفشل، خاصة وان عائشة كانت مغرمة بالغناء ولا تفوت فرصة للمشاركة في حفلات الزفاف التى كانت هى المتنفس الوحيد لإشباع موهبتها الناشئة. واستهلت عائشة تجربتها الفنية بتقليد وترديد اغاني (التمتم)، وكانت تهفوا الى الغناء من خلال الإاذاعة الناشئة آنذاك، فتحققت أمنيتها على يد الفنان حسن طه زكي الذي اعجب بأدائها وقدمها لمستمعي الإاذعة حيث غنت لأول مرة بالاذاعة أغنية (يا بلال تزورني مرة)، وبعدها تألق نجمها وكونت لها شعبية كبيرة من المعجبين، وصارت تشارك في البعثات الفنية داخل وخارج البلاد، وخلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) شاركت في الترفيه والتحميس للجنود السودانيين في جبهات القتال بشمال افريقيا والقرن الافريقي، ولا يغيب عن بالنا ان الجنود السودانيين كانوا في تلك الحرب لا يقاتلون من اجل المستعمر وحلفائه بقدرما كانو يقاتلون من أجل استقلال بلادهم اذ كان هناك وعد من قبل الحلفاء بأن يمنحوا الشعوب التى كانوا يحتلون بلادها استقلالهم اذا ما شاركوا في الحرب الى جانبهم، ومن هنا كانت بسالة الجندي السوداني في تلك الحرب، والتى شهد بها العالم باسره.. وكانت تحنو على الجنود كابنائها:- جاهل صغير وحمامة يوم لبسوا الكمامة ودوهو خشم القربة يا ربي عودة وسلامة..! وكانت، عليها الرحمة تسخر من القوات المعادية وهى تبث كلماتها الحماسية لجنود الوطن:- يا هتلر الالماني .. وموسليني الطلياني لو تضرب السوداني .. تصبح ريال براني ومن اشهر اغنياتها الساخرة خلال الحرب:- طيارة جاتنا تحوم شايلة القنابل كوم جات تضرب الخرطوم ضربت حمار كلتوم .. ست اللبن طيارة جات من بدري شايلة القنابل تجري المدفع الجبلي خلى البحر يغلي والجو هنا ... ... (نواصل)