من مدينة أم درمان، ومن شاطيء أبوروف الجميل الذي يحتضن الكثير من الذكريات التاريخية العريقة من بطولات المهدي، الى قصص الحكايات والحياة، بتفاصيلها البسيطة.. وجه آخر يطل من على شاطئها يحمل حياة الناس هنالك وتوارثهم لمهن عديدة، وتراث انساني، متنقل عبر الأجيال، ومنها صناعة المراكب التي كانت وسيلة نقل ومهنة لصائدي الأسماك النيلية.. «آخر لحظة» أبحرت مع المراكبي حسين نصر محمد وغاصت في أعماق صناعتها فكانت رحلة نيلية أفردنا لها شراع الحروف. ٭ حسين نصر محمد الريس المراكبي وصانعها يقول: توارثنا هذه المهنة أباً عن جد، فهي مهنة الجدود، على هذا الشاطيء النيلي الوفي، وقال وأنا طالب في زمن الانجليز بدأت أتحسس معرفتي بالمهنة مع والدي. ٭ المراكب في تلك الفترة كانت تحمل الكثير من البضائع وكانت كبيرة الحجم ، والواحدة منها تحمل ألف جوال عيش «ذرة» وكذلك الخضروات وكانت تبحر حتى الجنوب وكوستي. ٭ نصنع مراكب مختلفة منها مركب «عشرة ضراع» ومركب «81» ضراع ومركب «53» ضراع وعلى حسب طلبات السوق وهي تأخذ منا في الصناعة من «51» يوماً الى شهر وربما أكثر. ٭ وتصنع من أجود أنواع الأخشاب وأندرها . ٭ هذه مهنتي التي اعرفها ولو تم تعييني وزيراً لن أتركها فمن هذه المهنة ربيت اولادي وأعيش حياتي، وقد خرجت الدكتور والمهندس وغيرهم.