وبالأمس يا أحبة طالعنا الصفحة الأولى من كتاب الاسلاميين والذي هو أبداً وفي كل بقعة في الأرض يحمل عنوان «براعة الإخوان في المعارضة».. حكينا لكم قصة «أميرة الحكيم» تلك المأساة الدامية والتي حدثت إبان الحقبة الديمقراطية.. فصلنا لكم كيف اهتبل «الاسلاميون» تلك السانحة.. فنفخوا في جمرتها ارطال الهواء حتى صارت ناراً لها ضرام.. شنت صحف «الجبهة» وتلك الصديقة وأخرى ذات رحم ورباط مع «الجبهة» وذات زمام غير منقضب استطاع الإخوان أن يزرعوا الرعب والخوف والفزع في قلوب شعب كريم الخصال سمح السجايا رفيع الأخلاق.. صوروا له هول المأساة.. وكيف إن الفساد بات يربض خلف الأبواب.. أظهروا الحكومة بل الديمقراطية وكأنها بلا حول ولا قوة أمام الانفلات والإجرام.. وعتاة المجرمين.. وبذلك نجح الاسلاميون وفي براعة يحسدهم عليها أمهر كاتب سيناريو في قلعة هوليود وكتبوا نهاية ركن من أركان بنيان الديمقراطية الثالثة.. بل واقتعلوا عموداً ركيناً من أعمدة الحكومة.. والآن يا أحبة رسمنا لكم صورة الاسلاميين في المعارضة وحكينا لكم قصة أو مأساة أميرة.. ونسألكم «اتفرجتو». نعم ولكن هاكم «فرجة» أخرى والاسلاميون يمكنهم الله في الأرض.. ويمتلكون الوطن بكل أطرافه.. يمسكون بدفة المركب.. يجدفون ضاربين في قوة وجسارة صفحة النهر.. تمخر مركبهم عباب الموج.. وينطق بل ينطلق منشدهم في تنغيم ورزيم أفراحهم التي هلت في ربوعهم.. وتدوي الكلمات وهي تسبح في الفضاء.. حكمنا شريعة.. وتاني ما في طريقة لي حكم علماني.. وتتواصل خطواتهم وهم في قلب السلطة.. وتخفق أعلامهم وهم المالكين لكل زمام الوطن.. وتدوي طبولهم وهم في قصور ووزارات وديار ودور الحكم يبتدعون ما لم يستطعه الأوائل.. وما لم يعرفه الناس في ترتيب أقسام الحكم.. يخلقون من العدم مصلحة.. أو هيئة.. أو جماعة أو جمعية.. يطلقون عليها.. تزكية المجتمع.. ويتذكر الناس إثر هذه الهيئة أو التسمية قصة أميرة تلك التي اثارت عواصفاً من البلبلة والشك والفزع في أفئدة الشعب السوداني.. ويترقب الناس.. بل ينتظر الناس في ترقب وشوق.. أن تضيء مصابيح الفضيلة.. وتسمق منارات رفيع الأخلاق.. وأن تدفن في التراب وإلى الأبد كل بؤرة أو بذرة للفساد.. بل ذهب الحالمون بعقولهم وأحلامهم أن يعود مرة أخرى مجتمع يثرب ذاك الطاهر المطهر.. وتتصرم السنوات وتكر الليالي وتنسلخ العقود وها هم الاسلاميون في الحكم.. وبعد ثلاث وعشرين سنة وتزيد تعالوا «إتفرجو» تاني.. تعالوا باعينكم.. وشاهدوا حتى ان كنتم من المكفوفين.. فشل الاسلاميون في الحكم.. وهاكم الشريط.. الذي يحمل وقائعاً تحدث يوماتي.. بالسودان.. هي من البشاعة وكأنها تحكي ما يدور هناك في بلاد الكفار في «بفرلي هيلز».. موجة هائلة من اغتصابات لأطفال.. بين الثالثة وحتى الخامسة.. ثم اغتصاب وقتل ليس «لأميرة» واحدة.. بل أكثر من «أميرة».. تهجم على أسر في جوف الليل.. وترويع وتخويف ونهب ثم قتل.. ويحدثونك عن أميرة.. وتحدثهم الوقائع.. والحوادث ما لم يخطر.. بقلب سوداني.. وحفلة ماجنة.. منحطة.. قذرة.. تحدث في قلب الخرطوم هي تشبه تلك التي أفل منها بشاعة ووضاعة والتي قيل إنها حدثت في إحدى مدن السودان.. وقيل أيضاً إنها من أقوى أسباب الثورة المهدية.. لن أكتب حرفاً واحداً عن تلك «الحفلة» لاني لا أستطيع.. وحتى قلمي لن ينحدر إلى هذا المستنقع الآسن المتعفن اللزج.. فقط أرجو أن تكونوا قد «إتفرجتوا» وتأكدتم إن الاسلاميون بارعون في المعارضة فاشلون في الحكم.. لأن الشريط الذي حدث ويحدث الآن لو كان في عهد غير عهدهم ولو كانوا في المعارضة.. لأطاحوا بالحكومة.. بل لقذفوا بكل أعضائها من أعلى العمائر.. بكرة نتلاقى