كما هي العادة؛وصديقي العدو الأول مرض السكري،ذهبت أمس الأول -الغريبة مابتوب منها- لمستشفى النو بالحارة الثامنة الثورة،لإرتفاع الأستون ل(صليبين)،وكان هذا فحص الأول من أمس بمركز الثورة الطبي بشارع الشنقيطي،وكانت نسبة السكري أيضاً صليبين(إثنين)؛وبلغ 385..! المهم (إتقبضت) من الألم،فذهبت بصحبة زوجتي - وزميلتي في نفس الوقت بالصحيفة- الباشمهندسة ماريا وجارتنا والحاجة بثينة صديقة والدتنا عليها رحمة الله نحو مستشفى النو التعليمي،قابلتنا بعد انتظار دام لنصف ساعة دكتورة عمومية،وذلك عبر نافذة التأمين الصحي،ولا أعتقد أنها أخصائية لصغر سنها،قامت مشكورة بتحويلي لعنبر الحوادث؛طالبة مني إجراء فحص السكري والأستون،فقلت لها أتمني أن يتم تحويلي للسرير فوراً؛فأنا لا أستطيع الجلوس للفحص والذي (منه)،فحالي يغني عن سؤالي.. أجابت طلبي ولها ألف شكر،لأستلقي بعدها في سرير عنبر الحوادث والذي ذكرتني ب(شلاتر) المشردين الذين أشاهدهم في الأفلام الأمريكية (بالضبط)..فهي سراير سيئة ووسخة،والعنبر يضيق بمن فيه... جاء شقيقي الأكبر عبدالرحمن من عمله بعد أن أبلغته زوجته بنقلي للمستشفى،وطلب مني مقابلة الأطباء من أجل الملف الطبي،قمت من السرير وتوجهنا نحو مكتب الأطباء لنجد عدد مقدر من الطبيبات الصغيرات السن،والذي بدأ لي أنهن سيتعلمن فيّ مهنة الطب؛وهذا ما إستنتجته من تلعثمهن واسئلتهن لي،وكانت أمامهن نتيجة الفحص،و(إتخلعت) عندما قلن لي أن نتيجة الفحص هي أربعة صلايب للأستون وكذلك السكري..! فقلت لهن نتيجة السكري من الممكن أن تكون صحيحة ولكن الأستون فهي مغلوطة؛وللضمان هل من الممكن أن أقوم بفحص خارجي..!؟وذكرت أنني ب(الأربعة)صلايب هذه كنت (مغِّبي) عندما كنت بمستوصف السكري والغدد الصماء ببحري..! ولايمكنكن اقناعي بأن هذه النتيجة حقيقية،فأنا أتحدث الأن معكن في كامل وعيي،وليس هناك إستفراغ أو مايلي ذلك من ارتفاع نسبة الأستون..!المهم خرجت للعنبر لأجد شخص على سريري؛رغم أكياسي الموجودة في السرير،فطلبت برقة من السسترات الموجودات بالعنبر أن يقمن بتحويله لسرير آخر.. فردت أحداهن ردا ماسخاً:(كيف نقومو دا عنبر حوادث..!)،فقلت لها أنني قمت فقط لمقابلة الأطباء لعمل الملف..وأغراضي حتى موجودة بالسرير،فلم أجد غير الإهانة والردود غير اللائقة بملائكة رحمة أو ممرضات..فطلبت بطاقتي التأمينية على الفور ووضعت لهن ملفي على الطاولة لأخرج،فمنزلي ستكون فيه الرعاية والإهتمام أكثر من مستشفيات مأمون حميدة وممرضاته وطبيباته اللائي يتعلمن فينا الطب،فاما فلحن في علمهن أو سقطن و(ودونا الآخرة).. وزير الصحة قم بزيارة لمستشفي النو،فهي ليست بعيدة عنك فأنت تملك سيارة بالتأكيد،ولي طلب آخر منك سيدي الوزير هو أن تنام ولو ليلة واحدة على سرير عنبر الحوادث،وعندها قل لي ماهو رأيك..؟! تحدثت جارتنا معي عن شقيقتها والتي أصيبت في حادث بطريق مدني..وقالت لي أن توفيت بخطأ كان من الأطباء -هذا الأمر حدث قبل ثلاث سنوات - فقد قاموا بإعطائها وهي في حالة غيبوبة دربات للجلكوز،وكانت شقيقتها مصابة بمرض السكري..؟!! في الخليج القريب سادتي وسيدي وزير صحتنا،يلبس أصحاب الأمراض المزمنة قلادة (قويشة بالبلدي) توضح مرض حاملها،حتى لايحدث مالايحمد عقباه،إن قدر الله وكان صاحبها في حالة (كوما).. صراع الصحة لايعود بفائدة على المواطن،فهو صراع مصالح،وكراسي وهيمنة في الفارغ..أرجو من الأخ والصديق د.المعز حسن بخيت،أن يعكس بزياراته للمستشفيات حوجة المريض ووضعه لوزير يتلهف للإستثمار وعوائده و(الزينة) والزيتونة خير مثال..! مصر ياشقيقة: سعدنا بوجودنا كنسخة ورقيةبين يدي سودانيي مصر،ولسنا بغريبين عن مصر؛فقد تعلمت فيها فنون التحرير االصحفي بمركز الإهرام الإقليمي،وعلى أيدي أساتذة أجلاء وتحت إدارة أستاذنا د.حسن أبوطالب..وكنت بصحبة عدد من نجوم الصحافة السودانية الشباب.. فلك يامصر وأهلها ألف ألف تحية، ومع«آخرلحظة» ستجدون صحافة حقيقية لن يغمض لكم معها جفن بإذن الله..