عُرف البول منذ أقدم العصور اعتقاداً على احتوائه مواد علاجية فقد استخدمه الرومان في العصور الوسطى لتبييض الأسنان، وقد ورد في تفسير بعض آي الإنجيل شرب الإنسان لمائه وفسرها البعض بأن الإنجيل يحض على شرب البول كعلاج ولكن يرى بعضهم أن المقصود بهذه الآية هو الإخلاص للزوجة، وهنالك مجموعات كثيرة في الدول الغربية تؤمن باستعمال البول للعلاج والبعض يشرب البول لآلام المعدة والمصران العصبي وقد كان نساء النبلاء في فرنسا يقمن بالاستحمام بالبول من أجل تشبيب البشرة ونضارتها، وقد حكى لي أحد المرضى أن جدته في مناسبة عائلية تبولت في إناء لصعوبة حركتها وحضرت امرأة كبيرة أخرى وظنًا منها أنه ماء توضأت به والشيء بالشيء يُذكر فقد طلب من أحد المرضى تجميع البول لمدة «24» ساعة وهو مصاب بمرض يجعل لون البول أقرب إلى زيت السمسم وقام أحدهم بسرقته ظنًا منه أنه زيت، وأتمنى ألا يكون قد صبّه على صحن الفول، وفي إحدى المرات طلبت من أحد المتبرعين بالكلى تجميع البول لمدة «24» ساعة لفحص معدل البروتين به وهو أكثر التحاليل دقة لمعرفة ما إذا كان هنالك خلل بكلية المتبرع فقام أحدهم بشرب بول المتبرع ظناً منه أنه ماء وتسبب بتأخير العملية، والبول من الناحية العلمية يخرج نقياً ونظيفاً بدرجة حمضية ويصلح استعماله كمطهِّر، وقديمًا كان الناس يبولون على الجروح لتطهيرها ولكن البول أيضاً عرضة للالتهابات البكتيرية لوجوده بالمثانة وفور خروجه من الجسم، ولهذا نحن بصفتنا أطباء ننصح بعدم استعماله في الجروح، أما بالنسبة للناحية العلاجية فلم تُثبت البحوث العلمية جدوى ذلك ولا تعدو الممارسات باستعماله كعلاج أن تكون اعتقادات لا يسندها العلم الحديث.. وفي جنوب الصين هنالك اعتقاد سائد بأن بول الأطفال به علاج وفأل حسن ولهذا يقومون بغسل وجوه الأطفال حديثي الولادة ببول الأطفال الصغار. فحص البول يساعد الطبيب على كشف كثير من الأمراض وهو من الفحوصات الرخيصة والمتاحة لكل المرضى، فيمكن معرفة تأثر الكلى إذا كان هنالك زلالي في البول، وقد يكون فحص البول أول المؤشرات للإصابة بمرض السكري ووجود الدم بالبول قد يكون إنذارًا مبكرًا للإصابة بسرطانات الجهاز البولي أو التهاب المسالك البولية أيضًا نقصان كثافة البول قد يكون إنذارًا مبكرًا للإصابة بورم في الغدة النخامية.. والبلهارسيا البولية يمكن معرفتها عن طريق وجود بيض البلهارسيا في البول، ويمكن معرفة قصور وظيفة الكلى بفحص البول، وأيضًا يمكن معرفة التهاب البول عن طريق فحص كريات الدم البيضاء في البول، ويساعد زرع البول على وصف العلاج السليم والقضاء على الالتهابات المتكررة. يُذكر أن أحدهم شعر بجفاف في الحلق وعطش كثير وزيادة في معدل البول وكان يعول «12» طفلاً ويتعاون عليهم بعربة بوكس موديل «78» وذهب إلى الفحيص لفحص البول فأخبره الفحيص بأن عنده أربعة صلايب سكري وبما أن الشينة منكورة قرر إعادة الفحص مرة أخرى وامتحان الفحيص فأحضر بوله وأضاف إليه بول زوجته وأضاف أيضًا زيتًا من ماكينة البوكس وقام الفحيص بإجراء الفحص ثم قال له «إنت عندك أربعة صلايب سكري والمرة حامل بي تيمان والعربية دايرة ليها شنبر»..