في الدول التي تحترم شعوبها وتعمل بآلية حضارية بإمكان أي زول حتى وأن كان متشردا أن ينتقد أداء الوزارة الفلانية، أو المصلحة الفلتكانية وبإمكانه أن يشرشح أي مسئول مقصر في عمله ويقوده إلى المحاكم وربما يستقيل المسئول ( الثقيل) ويترك الجمل بما حمل ،حينما يجد نفسه وقع في المصيدة ، أما لدينا في السودانفالحمد لله نحن شعب متحضر ومن درجة تحضرنا فالمسئولون في بلادنا حماهم الله ذخرا للبلاد والعباد يقفون صفا واحدا ضد النقد ، فأي مسئول في أي إدارة مجتمعية أو سياحية أو اقتصادية أو مرورية حينما يخطئ أو يهبر ما شاء الله عليه من تحت الطاولة ويتم اكتشافه ويوجه له النقد الصريح عبر الصحافة ، أقول النقد الصريح يصبح هذا المسئول مثل الجاموس البري حينما يصاب بسهم قاتل ، يلعن سنسفيل أبو الصحافة من طقطق وحتى آخر سطر وعمود ، واحمد الله إنني أغرد في العلالي ، وخارج السرب ولولا ذلك لتم تقطيعي من قبل (إدارة ) تناصب الشعب العداء ، للأسف مسمى النقد في السودان ليس له وجود ولكن يمكن للإنسان أن يقول للآخر ( دجاجه تنقدك ) نعم دجاجة تنقدك ، هكذا فقط ، أما عدا ذلك فعينك ما تشوف ألا النور ، اسأل والسؤال يحتاج إلى مليون إجابة شافية من مسئول يكون ابن ناس طيبين ولا يخشى من النقد ولا على الكرسي الدوار ، لماذا يخشى أولاد الأبالسة النقد الموضوعي لماذا لا يتم إنشاء وزارة تحت مسمى وزارة المراقبة العامة مهمتها التحقيق مع أي مسئول مقصر حتى وان كانت له شوارب تربط الحصان وليست مثل شواربي المزعمطة ، في بعض البلدان توجد إدارات للرقابة العامة تقوم بمحاسبة المسئولين المقصرين بكل شفافية ، نحن لا تنفع معنا سوى وزارة تهز وترز لتحقيق هذا الغرض ، أسال مرة اخرى سؤالا عبيطا أين هيئات وجمعيات حقوق الإنسان في الوطن لإنصاف الغلابى من عباد الله وأخذ حقوقهم من المسئولين المتعنتين ، المواطن الغلبان حينما يشعر انه ظلم وتعرض للغبن من الجهة الفلانية أو المسئول الفلتكاني ، حدثوني أين يذهب ولمن يشتكي و( الشكوى لغير الله مذله )؟ ، ويا ما في السودان مظاليم تعرضوا للغبن والظلم من أولاد الايه ، المهم من أوجب مبادئ تحقيق مقولة اضعف الإيمان يتوجب تفعيل إدارات العلاقات العامة في الوزارات والمصالح الحكومية والإدارات المجتمعية الكحيانة نعم يجب تفعيلها للرد على الصحافة بموضوعية وتبيان الحقائق ، شيء آخر صدقوني نحن بحاجة إلى ان يجلس الكثير من المسئولين ( المتحكرين ) على الكراسي الدوارة والخائفون على مناصبهم في دورات تحت مسمى دورات التعامل مع الجمهور ، كم نحن في حاجة إلى ذلك وللا إيه رأيك يا حكومة ، هل سنظل نعيش في منظومة المقولة العربية الشهيرة خيبة الأمل راكبة جمل أم ماذا ، حدثوني يا ناس وحنوا عليا .