في العالم المتحضر حينما يجد المسؤول ايا كان منصبه ان ( ريحته ) فاحت وأصبحت مثل عطرك البطال للنفوس مسكن ، وان اسمه أصبح عنوانا بارزا في الصحف الصفراء وكواليس المجالس المخملية ، فإنه ببساطة يترجل من منصبه ويقول للكرسي الدوار ( باي باي ) ، أما ( عندينا ) في السودان ، فنجوم السماء اقرب من ان يستقيل أي مسؤول حتى ولو جاب الحبوب عاليها واطيها ، للأسف المسؤول لدينا يتمسك بمنصبه ولا يغادره إلا في حالة الوفاة ،وبعض المسؤولين لدينا اذا انكشف سرهم فيمكن للواحد منهم ان يردد بالصوت العالي ( دقوني ما تجروني ) ، عموما دعوني أسال سؤال عوير زي حالاتي هل سمع أحدكم ان الوزير الفلاني أو الفلتكاني في أي عهد من عهود الحكم منذ استقلال السودان ، قدم استقالته لانه عجز عن إدارة الوزارة أو فشل في القيام بمهامه الوظيفية ؟ ، طبعا الإجابة معروفة لا ومليون لا ، من الأشياء التي تدعو للعجب ان ثمة وزير بريطاني قدم استقالته ليس لانه من التماسيح الكبار وتم ضبطه وهو يلهف من تحت الطربيزه وانما لانه أي الوزير رأي ان منصبه لا يتح له مزالة هوايته في سباق السيارات ( وجع ) ، وجاء في الصحف البريطانية في تلك الايام ان الوزير اللورد بول دريسون وكان يشغل منصب وزير الدفاع والتجهيزات والمساندة كتب اغرب رسائل الاستقالة في التاريخ ، لانه يريد ان يحصل على بطولة ( لومان الدولية ) لسباق السيارات التي تقام في امريكا سنويا ، الله يخرب عقلك يا إنجليزي يا بارد ، لو منك كنت استشرت وزير (ماكن) أو مسئول في إحدى الدول النامية وكنت عرفت منه أفضل طريقة للهف وبعدها تمضي إلى حال سبيلك معززا مكرما ، إنما راجل عوير بصحيح ،المهم اذا كان صاحبنا الوزير البريطاني يعشق سباق السيارات فان بعض الكبار لدينا اللهم أحسن وبارك يتسابقون لنيل اكبر حصة من المال العام ، والمال العام حسب تصوري سمي بهذا الاسم الرنان لأن بركته تعم القرى والحضر ، وثمة حالة أخرى في ألمانيا جسدها وزير العمل الأسبق المدعو فرانس مونتفرينج هذا الفرانس قدم استقالته من اجل متابعة زوجته المصابة بالسرطان ( عفيت منك ) يا خواجه فرانس ، دي المرجلة يا بلاش ، بعد استقالة الوزير إياه ضجت الصحافة الألمانية بهذا الخبر وذكرت ان استقالته رمزا للوفاء الانساني والعشرة الزوجية الطيبة ، هل يا جماعة الخير يمكن ان يضحى مسؤول لدينا بمنصبه من اجل رعاية شريكة حياته وتمريضها اذا اصيب بعارض صحي ، طبعا أحلق شنبي المزعمط لو ان واحدا من المسؤولين لدينا يفكر في ترك الجاه والمنصب والبرستيج من اجل بعلته المريضة ، هذا هو الفرق بين جماعتنا الطيبين وجماعتهم في الدول المتحضرة ، قوم يا ابو اللؤم قال متحضرة قال يحضر لك سيف يقص لسانك . أنت عوير وللا شنو استقالة أبقى قابلني .