نقول مثلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، إذا ما رأي ما يحب، كما جاء عن أم المؤمنين الطاهرة المطهرة السيدة عائشة رضى الله عنها: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات». نعم.. الحمد والشكر لله، فقد رأينا ما نحب، ورأينا أن ننقل ذلك إلى شركاء النجاح قراء «آخر لحظة» الكرام، وهو أن مجلس إدارة الصحيفة عقد اجتماعاً أثيرياً يوم أمس ضم عدداً من أعضائه، واتخذنا قراراً رأينا أنه سيسعد كل أبناء «آخر لحظة» وكل قرائها الذين تحملوا معنا نتائج الأزمة التي ضربت عالم الصحافة خلال الأشهر الماضية، والتي أدت إلى تقلص نسبة المطبوع قليلاً، وزيادة سعر النسخة من الصحيفة بنسبة ما كان لنا أن نقرها لو لا واقع سوق الطباعة وارتفاع تكاليف الإنتاج، في وقت لم تتراجع فيه الضرائب المفروضة على الصحف، ولم يتم إعفاء مدخلات إنتاجها، بقرارات تضمن استمرارية صدورها. الآن وبحمد الله تعافت كثير من الصحف، واجتازت الأزمة من خلال تطبيق سياسات تقشفية، وأخرى اتصلت بزيادة سعر النسخة بنسبة خمسين في المائة من السعر القديم، وقد تحملها القاريء الكريم ليؤكد أنه هو الداعم الحقيقي للصحافة السودانية، لا الحكومة ولا مؤسساتها المعنية بهذا الأمر. ومن ضمن القرارات الصعبة التي اتخذناها مع بقية الزملاء من ناشري الصحف السياسية، وبعد ضمان موافقة المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، كان القرار الخاص بتقليص عدد صفحات الصحف السياسية إلى اثنتي عشرة صفحة، إلا في حالات ارتفاع نسبة أو عدد الصفحات الإعلانية داخل الصحيفة. طبقنا القرار الجماعي على مضض، ورأينا أنفسنا نتوزع على أكثر من مطبعة لمعالجة أمر الطباعة في حالتي الاثنتي عشرة صفحة أو الست عشرة صفحة. طبقنا القرار على مضض لأننا كُنّا الصحيفة الأولى والرائدة التي بادرت بإحداث انقلاب إيجابي في صناعة الصحافة بالسودان، من خلال الإخراج المتميز الذي أصبح الآن أصلاً تستنسخ منه بقية الصحف هيئتها وشكلها، ومن خلال فتح الباب أمام شباب الصحافة لكسر احتكار الكبار، ولإثبات الذات من خلال العمل الموضوعي المميز القائم على المهنية، سعدنا أن خرّجت «آخر لحظة» النجوم في سماء الصحافة، حيث أصبح الكثيرون والكثيرات منهم هدفاً لكسب توقيعاتهم في صحف أخرى، وهذا أمر كان يسعدنا كثيراً، لأنه جزء من رسالتنا. ثم كان هناك أمر مهم آخر، وهو أننا أول صحيفة قررت أن تصدر في ست عشرة صفحة يومياً، وهذا نفسه قاد إلى أن يوجه المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية بقية الصحف لأن تحذو حذو «آخر لحظة».. وهذا في حد ذاته نقلة نوعية نرى أنها تحسب لكل العاملين في الصحيفة. بالأمس، ومن خلال الاجتماع الأثيري رأينا أن نلغي فكرة الصدور في اثنتي عشرة صفحة نهائياً، وأن نعاود الصدور في ست عشرة صفحة كاملة ملونة طوال أيام الأسبوع، مهما كانت تكلفة هذا الأمر علينا، فقصدنا لم يكن جني الأرباح فقط، بل تجنب الخسارة بقدر الإمكان وإرضاء القاريء الكريم وتلبية حاجته من المواد التحريرية وإشباعه قدر الإمكان منها.. ورأينا أن نعلن ذلك لشركاء النجاح، شركاء الأمل والمستقبل قراء «آخر لحظة» الكرام.. ولكن هذا الإعلان، وهذه الفرحة، وهذه المفاجأة ما كان لها أن تكون جميعها لولا الذين تحملوا معنا الصعاب، وعملوا على تجميل عالم الصحف في السودان بالطباعة الحديثة، الراقية، التي يقف وراءها شباب من المهندسين والفنيين والإداريين والعمال، هم نموذج للشباب الذي تحلم به الأمم. نعم.. ما كان لكل ذلك أن يتم لولا مساندة إدارة مطابع المجموعة الدولية وعامليها لنا وللفكرة التي نريد لها أن تبقى حية ومضيئة. غداً.. ربما كان هو موعد الإعلان عن المفاجأة الثانية بإذن الله. ونختم بمثل ما بدأنا بأن الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.