تلقى المشير عمر البشير رئيس الجمهورية دعوة من نظيره بدولة الجنوب سلفاكير ميارديت لزيارة جوبا، وتبادل الرئيسان التهاني بمناسبة توقيع وفدي البلدين مصفوفة تنفيذ اتفاقية التعاون المشترك صباح أمس، والذي وقع عليه الرئيسان في السابع عشر من سبتمبر الماضي. وأكد الرئيسان أن ما توصل إليه وفدا البلدين خلال أربعة أيام من التفاوض بأديس أبابا يمثل الوضع الطبيعي للعلاقة بين البلدين. وشدد البشير في اتصال هاتفي مع سلفاكير بعد التوقيع على المصفوفة على أن مصلحة الشعبين تقتضي توثيق العلاقة بما يخدم المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة، مؤكداً على ضرورة الالتزام بتنفيذ المصفوفة، واتفق الرئيسان - حسب عماد سيد أحمد السكرتير الصحفي للرئيس - على المضي قدماً بإخلاص وصدق وجدية في إنفاذ المصفوفة وتسوية القضايا العالقة التي تعوق تعزيز التعاون بين البلدين، ووعد البشير بزيارة جوبا. وكان وفدا البلدين وقعا أمس على مصفوفة تنفيذ اتفاقية التعاون المشترك بحضور الوسيط الأفريقي ثامبو أمبيكي، ووقع عن السودان إدريس محمد عبد القادر، رئيس الوفد، فيما وقع عن دولة الجنوب باقان أموم، وذلك بعد أربعة أيام من التفاوض سبقتها ترتيبات لعب فيها د. منصور خالد مستشار رئيس الجمهورية السابق دوراً مهماً وقدم مقترحات استطاع بموجبها تجسير شقة الخلاف بين البلدين. وتضمنت المصفوفة جدولاً زمنياً لاستئناف تدفق نفط الجنوب إلى ميناء بورتسودان لتصديره خلال أسبوعين، والتعاون التجاري والمصرفي وحركة المواطنين بين البلدين. وأصدر رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت أوامره للجيش الشعبي للانسحاب من المنطقة العازلة على الحدود مع السودان لإقامة منطقة منزوعة السلاح. وقال فليب أقوير المتحدث باسم الجيش الشعبي إنهم بدأوا في الانسحاب من ثماني مناطق حدودية، على أن تكتمل العملية في الرابع والعشرين من مارس الجاري ومن ثم تشرع لجان المراقبة في تحديد المناطق منزوعة السلاح تمهيداً لبدء ترسيم الحدود بين البلدين. وسارعت دول العالم والقوى السياسية بالبلاد إلى الترحيب بتوقيع السودان ودولة الجنوب على المصفوفة. واعتبرت نكوسازانا دلاميني رئيسة مفوضية الاتحاد الأوربي أن التوقيع هو تتويج للمحادثات التي رعاها الاتحاد الأفريقي، مجددة ثقتها في الخرطوموجوبا بالعمل على تنفيذ الاتفاق «بسرعة وحسن نية». فيما أشادت فرنسا بالاتفاق دعت إلى تنفيذه فوراً، مشددة على ضرورة مواصلة الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل نهائي للمسائل العالقة بين البلدين. ورحب المؤتمر الشعبي بالتوقيع على المصفوفة، وقال كمال عمر الأمين السياسي للحزب لسونا إن حزبه لديه علاقة بدولة الجنوب وصفها بالجيدة وإنه انطلاقاً من المسؤولية الوطنية فأنه يؤيد توقيع الاتفاقية أملاً في أن تساعد في بناء علاقات جيدة وفتج الحدود وحلحلة القضايا العالقة بين الخرطوموجوبا. ووصف الحزب الشيوعي الاتفاقية بأنها خطوة إيجابية، وقال في بيان أصدره أمس يوسف حسين المتحدث باسم الحزب «موقف الحزب المبدئي هو حل كل المسائل الخلافية بالحوار والتفاوض بعيداً عن الحرب والاقتتال»، واعتبر أن الاتفاق يفتح الباب لتنفيذ كل بنود التعاون المشترك، ونادى بضرورة حسم الترتيبات الخاصة بمنطقة أبيي.