تداعيات المرض لم تثن اليمني ولم تقعده عن أداء دوره، فبادر بإنشاء جمعية «حياة» لرعاية مرضى الكلى وتقديم العون لهم. فأحرزت الجمعية كثيراً من مؤشرات النجاح من خلال خدماتها التي قدمتها ولا تزال للمصابين بالفشل الكلوي الذي تزايدت معدلاته في الآونة الأخيرة. أثناء وجودي الأسبوع الماضي بمدينة نيالا لحضور فعاليات النسخة الثانية لمعرض نيالا التجاري الإستثماري، هاتفني الأستاذ أحمد العوض الحسن ومن قبله نور الدين اليمني، ليبلغاني نبأ تدهور صحة اليمني ونقله على عجل إلى حوادث مستشفى الشرطة ببري، بعد وصولي كانت أولى محطاتي زيارة اليمني للإطمئنان على صحته، دخلت عليه بغرفته رقم «81» بالطابق الأول بجناح الفريق اول الحضيري بمستشفى الشرطة فكان محاطاً بأبنائه وأهله وزواره، جلست إلي جواره، ورغم وطأة الألم وجدته وانتزعت منه هذه الإفادات بعد «حمدلة السلامة». أشكركم وأشكر صحيفة «آخر لحظة» على الزيارة والحمد لله على كل حال، قبل حوالي شهر عانيت من مشاكل في الأعصاب و «النخاع» الشوكي، وأصبت بثقل في الأيادي والأرجل فقلت الحركة وانعدمت تماماً إلى جانب مضاعفات السكري في شكل أربع «جروح» إنتشرت في بعض انحاء الجسم، تم استئصالها بعد وصولنا المستشفى، بالإضافة إلى السهر وانعدام النوم. مكثت حوالي 42 ساعة بالحوادث، ثم إلى الغرفة رقم «81» بجناح الفريق الحضيري، وسبب وجودي بمستشفى الشرطة يرجع لابنتي ملازم أول طبيب رحاب، التي تعمل ضمن قوات الشرطة، والحمد لله بدأت حالتي في التحسن أكثر من الحالة الاولى، وأخضع الآن تحت رعاية المقدم طبيب أبوذر محجوب دفع الله، أخصائي الكلى وأحظى بعناية فائقة من «الستسترات »والممرضات وكل طواقم المستشفى والعاملين بالقسم، ونسأل الله لنا ولكم العافية. الدكتورة رحاب عثمان اليمني أثنت على الرعاية ونوعية الخدمات التي ما فتئت تقدمها مستشفى الشرطة لنزلائها من المرضى، وقدمت شكرها عبر الصحيفة للواء معاوية محمد جبارة، واللواء طبيب محمد توم بالخدمات الطبية والفريق أول عمر الحاج الحضيري ولمدير شرطة ولاية البحر الأحمر اللواء حيدر أحمد سليمان، والشكر للأهل والمعارف الذين بادروا بالزيارة والذين اتصلوا عبر الهاتف مع فائق عبارات الثناء والتقدير للشاعر الكبير ابراهيم إبنعوف والشاعرة فوزية حبيب الله، وللفنانين عبد الرحمن البركل ويوسف كرم الله وزوجته وصالح حسين وعيسى بروي وعبد الرحمن الكرو وللشاعر كدكي وصديق احمد فرح ولصحيفة «آخر لحظة» ممثلة في عوض أحمدان وغيرهم. ٭ من المحرر: اليمني بتاريخه الحافل ومشواره الطويل، يحل الآن مريضاً بالمستشفى، أدعوا له جميعاً بعاجل الشفاء وسرابيل العافية، وإني لعلى يقين أن المسؤولين والجهات المعنية ونادي الطمبور وجماعة الدليب لن يقصروا في حقه ابداً، الأمر يحتاج إلى وقفة جادة يسجلها التاريخ، حتى يتجاوز محنة المرض وعظمة الابتلاء، فالرجل أحد فرسان الساحة الموهوبين، ظل مغرداً في أركانها وجنباتها أكثر من نصف قرن من الزمان. اليمني «كفارة البيك يزول والمرض ما بكتلو زول» وإن بقيت طبت وجيت عديل أكيد فوقنا ندر أب قرناً كبير، لك العافية رداءً وسربالاً يا جبل الصبر، وفارس النضم السمح.