بالنظر إلى قائمة المنتخب الوطني الذي تم أنتقاؤها مؤخرا ، يمكننا أن نقف أمام أزمة كبيرة تشتكي منها كرة القدم السودانية، وأن لم يصل الأمر إلى مرحلة الكارثة بعد! مع عميق تقديرنا للمواهب الطيبة التي تم أختيارها، لي أن أشير إلى غياب أسم المهاجم (السوبر) عن القائمة، ولا يوجد إسم يمكن الأعتماد عليه لتغيير النتائج، ووضع البصمة الواضحة، كما يحدث في كل منتخبات الدنيا الأخرى! من وقع عليهم الأختيار ، وبعيدا عن المغالطات مواهب جيدة ، أثبتت قدرات جيدة على الصعيد المحلي ، وربما على الصعيد الخارجي من خلال مشاركاتهم مع أنديتهم في المنافسات الخارجية، ولكن ليس من بينها المهاجم صاحب الأسم الكبير! بعد أن توقف النجم الكبير هيثم طمبل لما يقارب العام عن اللعب، غاب معه إسم المهاجم المتميز، فطمبل كان يمثل آخر جيل من المهاجمين الذين يمكنهم قيادة المنتخب إلى تحقيق النتائج بشكل أكبر من بقية رفاقه! هذا الواقع المحزن، تسببت فيه عده عوامل يأتي في مقدمتها بالتأكيد وأد نشاط الناشئين طوال سنوات مضت، أي الفترة التي تلت إيقاف نشاط أشبال الأندية المفرخ الأساسي للمواهب في زمان مضى! وكم قدمت ملاعبنا نجوما أفذاذا صاروا الآن في مكان الأساطير والحكايا، كان منبتهم الحسن بأرض ملاعب الناشئين و الأشبال، ومنذ توقف نشاط الناشئين والقضاء عن منافساتهم وتحديدا بأشبال الأندية بدأت الكرة السودانية تفقد الكثير من المواهب التي ضاعت وسط تيارات التنظير الأجوف. فقدنا مواهب بارزة في وظائف اللعب المختلفة ، مثل حراس المرمى المتميزين ، والمدافع صاحب الإسم المرموق، ولاعب الوسط الإستثنائي، ولكن كان الأثر أوضح في غياب أسم المهاجم السوبر! وقد أتت مرحلة الإنفتاح الخارجي وإستقدام اللاعبين الأجانب، فيما عرف بتجربة الأحتراف، لتقضي على ما تبقى من أخضر مواهبنا الكروية، وتحديدا بطرفي القمة! خلال سبع أو ثماني سنوات وربما عشر، بات الأعتماد على المهاجم الأجنبي صاحب الإسم المعروف أكبر من منح الفرصة للمواهب الوطنية ذات الوجود الشحيح أصلا، فكان أن ضاعت أسماء كثيرة على رصيف إنتظار الفرص دون جدوى! وقد لعب الطموح المرتفع لدى القمة السودانية دورا كبيرا في هذا الإتجاه، ولا أعتقد أننا يمكننا أن نلقي باللائمة على المسئولين بالقمة ، لأنهم كانوا ولا زالوا يبحثون عن اللاعب الأجنبي المؤثر الذي يمكن أن يقود الفريق إلى منصات التتويج وتحقيق الإنجازات، وهو طموح مشروع بكل تأكيد! ولكن كانت العناصر الوطنية ، ولا زالت هي ضحية هذا الطموح المشروع، ليأت الوقت الذي نبحث فيه عن إسم لمهاجم وطني يمكنه صناعة الفارق لمنتخبنا الوطني، ويكون وجوده أندر من صافي المياه هذه الأيام! أعود مجددا، وأعيد معي الثقة الكاملة في العناصر التي تم أختيارها مؤخرا لإرتداء أشرف الألوان، ونؤكد على موهبتها العالية، ونتمنى أن يكون من بينها المهاجم صاحب الإسم الواضح والعطاء المؤثر، وبمقدور أي إسم من الأسماء التي تم أختيارها أن يكون ذلك المهاجم السوبر! وإن كان الأمر بالأمنيات ..فنتمنى أن يعود النجم الكبير هيثم طمبل للتحليق قريبا مع صقور الجديان سيما بعد أن تواترت الأخبار السعيدة بقرب عودته للملاعب بعد أن تماثل للشفاء ويحتاج فقط إلى فترة تأهيل قد لا تطول كما كنا نتوقع وفقا لتقارير سابقة..فهيثم طمبل هو المهاجم الوحيد الذي يحتكر لقب المهاجم السوبر في السنوات الأخيرة! في نقاط حاول الأخ رضا مصطفى الشيخ مدير إدارة البرامج الرياضية بالفضائية الدفاع عن الفضائية من خلال صحيفة الزعيم بالأمس وفشل! من المعلوم أن المباريات التي يسعى جمهور كرة القدم بالداخل والخارج لمتابعتها هي التي يكون طرفها أحد ناديي القمة! وقد فشلت الفضائية السودانية في نقل مباراة المريخ والأمل عطبرة والأمر مرشح للتكرار مع المريخ نفسه أو الهلال! الفريقان لا يلعبان سويا ، وإن لعبا ، فإن الإتفاق مع قناة قوون يمكن الفضائية السودانية بالوفاء بعقدها مع الإتحاد العام! أما حديثه بأنهم غير ملزمين بنقل كل المباريات، فهو حديث غريب، ونأمل أن نجد ردا من قبل الإتحاد العام في هذا الخصوص!