كل الأسماء التي وردت حتى الآن في سوق إنتقالات اللاعبين، لم يذكر فيها إسما لمهاجم يتنافس حوله ثنائي القمة، وكل التركيز على وظائف بعينها لاعلاقة لها بخط المقدمة، الذي صار علامة مسجلة للاعبين الأجانب ، ولا يمكن أن يفكر ثنائي القمة في ضم وطني إلا من قبيل الإحتياط فقط! وهذا يشير بجلاء إلى إستمرار معاناة المنتخب الوطني من وجود المهاجم المتميز الذي يمكن أن يتحمل جزء كبير من مسؤولية قيادة المنتخب كما كان يحدث في السابق، حيث كانت الكلمة العليا للمهاجمين! في سابق عهود الكرة السودانية كانت النجومية في المنتخب الوطني للمهاجمين، وكل الأسماء التي سطرت تاريخ الكرة السودانية ذات يوم اسماء لمهاجمين يحتار الناس الآن في إيجاد نسخ لهم! ولكن بات الآن المهاجم يأتي عابرا أجواء دول كثيرة ليحط رحاله بملاعبنا، وبات الجميع يعتمدون على أسماء تاتي مسافرة ..وتاهت خطى اللاعب الوطني الذي يلعب كمهاجم يعتمد عليه. وما يؤسف له حقيقة هو ان المهاجمين يأتون عادة من طرفي القمة، حيث يستقطبان أفضل اللاعبين، ويتم تأهيلهم وإعدادهم بشكل متميز من خلال معسكرات تدريب لا تتوفر للمنتخبات الوطنية، ويشرف على تدريبهم وتلقينهم كل تقنيات كرة القدم افضل المدربين! حتى الدعم المعنوي فهو يتوفر للاعبين بصفوف فرقهم، وتحديدا ثنائي القمة، وهو ما يجعلهم في كامل الجاهزية لأداء واجبهم تجاه المنتخبات الوطنية! وهذا ما إنعدم تماما بعد ان صارت المقدمة الهجومية في طرفي القمة حكرا على اسماء اجنبية، وقليل من الفرص تتاح للمهاجمين الوطنيين.. وحتى الآن لم يتحدث أعلام الطرفين عن اسماء لمهاجمين ..وحتى من ورد إسمه ..وأعني الطاهر حماد أصلا ضمن كلية المنتخب..ولم يثبت اقدامه كمهاجم يعتمد عليه بشكل قاطع، مما يعني إستمرار أزمة المنتخب الوطني الذي يفكر مدربه الآن في كيفية تحضير تشكيل يشرف به الوطن في نهائيات امم أفريقيا بغينيا الإستوائية والجابون ..ويمحو به الصورة المهزوزة التي ظهر بها في نهائيات غانا! ويقيني أن لمازدا ايضا دور اخر غير إنتظار ثنائي القمة حتى يقدما له أسماء ليعتمد عليها، من خلال طوافه بالملاعب المختلفة، وفي كل الدرجات، وتقديم اسماء جديدة حتما ستمر ذات يوم عبر ذات الطريق الذي مر به غيرهم وصاروا نجوما تتخطفهم القمة فتعدهم وتمنحهم الخبرات وهكذا! وقد كانت هناك تجارب ماضية ..إعتمدت على ذات الفكرة..ولكن لم يكتب لها النجاح الكامل ..مثل تجربة جيمس جوزيف الذي أتى من بيت المال ..وصار حلا مميزا لهجوم المنتخب الوطني في يوم الأيام ..وكذلك مهند الجيلي الذي أحضره وازاريك ..وبرغم الأستغراب الذي صاحب أختياره إلا أنه صار نجما تتخطفه أفواه القمة في مواسم التسجيبلات! يمكن لمازدا أن يطور من هذه الفكرة ، وأن لا يركن لإسلوبه المعهود وهو إستدعاء لاعبي القمة والأندية الأخرى بعد أن يقدموا مستوياتهم مع منتخباتهم ..وهو اسلوب معهود ايضا في كرة القدم ولاغبار عليه..ولكن يحتاج مازدا إيضا لأسلوب آخر حتى يحل أزمة المنتخب الوطني المستعصية حتى الآن!