أكدت وزارة الزراعة والري مفاجأتها بالهجمة الشرسة للجراد على السودان مؤخراً بعدد من الولايات، وقطعت بأن دورة الجراد في هذه المرحلة غير عادية وأنها لم تحدث في تاريخ السودان منذ العام 1960م. وقال وزير الزراعة د. إسماعيل المتعافي إن دورة الجراد في هذه المرحلة لم تحدث في تاريخ السودان بأن يهجم في هذه الفترة، وقال لأول مرة يحدث تحول في «سلوك» الجراد الصحراوي موضحاً أن الجراد أتى من مناطق التوالي «شبعان» ولا يحتاج للغذاء، مبيناً أن السودان أكبر مسرح للتوالد الحراري في الصيف والشتاء، وقال من هنا تأتى الخطورة، مما استدعى منظمة الفاو مساعدة السودان ودعم الحملة في أبريل. الوزارة وصفت الموقف بالأزمة وكشفت وزارة الزراعة والري أن إجمالي ميزانية مكافحة الجراد الصحراوي في الوقت الراهن بلغت «10» مليون دولار، ووصف وزير الزراعة د.عبد الحليم إسماعيل المتعافي الموقف بالأزمة، وعزا هجمة الجراد الصحراوي على السودان بنجاح الموسم الزراعي، وقال إن الظروف كانت ملائمة للتوالد.. وقطع المتعافي خلال مخاطبته المؤتمر الصحفي الذي عقدته الوزارة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة العالمية «الفاو» حول موقف مكافحة الجراد الصحراوي بالسودان الذي عقد أمس بمباني المركز السوداني للخدمات الصحفية «SMC» قطع بأن دورة الجراد في هذه المرحلة غير عادية ومفاجئة، وأضاف لأول مرة يحدث تحول في «سلوك» الجراد الصحراوي، وأوضح المتعافي أن الجراد أتى من مناطق التوالد «شبعان» ولا يحتاج ألى الغذاء، مبيناً أن السودان أكبر مسرح لتوالد الجراد في الصيف والشتاء، وقال هنا تأتي الخطورة مما استدعى منظمة الفاو لمساعدة السودان ودعم الحملة في أبريل. الجراد مراقب ومحاصر ونسبة الخسائر 1%: وأكد المتعافي أن الحملة في أبريل ومايو ستحدد مستقبل أسراب الجراد إن كانت تغزو شمال دارفور وشمال كردفان في الخريف أم لا، ولذا نستجيب لتوصية الفاو بانعقاد اللجنة الدائمة لمواجهة الموقف. واستعرض المتعافي موقف المكافحة الآن وقال إن التوقيت العلمي للمكافحة يستوجب الانتظار حتى يكتمل التوالد ثم تبدأ الحملة لأن عمليات الرش قبل المواعيد لن تفيد، وأقر المتعافي بوجود الجراد الصحراوي غير أنه توقع التمكن من السيطرة عليه.. معلناً العزم لعقد اجتماع إقليمي بين السودان والسعودية ومصر لمكافحة قضية الجراد الصحراوي.. من جانبه كشف مدير إدرة وقاية النباتات بوزارة الزراعة خضر جبريل أن نسبة الخسائر بلغت 1% فقط غير أنه أشار في ذات الوقت إلى وصول 20% من الجراد الصحراوي لمرحلة النضوج، وأكد بأنه مراقب ومحاصر. واستعرض جبريل موقف الجراد الصحراوي بالسودان والحملات المصاحبة، وقال هناك حملتان للمكافحة صيفية وشتوية وأبان أن الحملة الصيفية تبدأ من يونيو حتى اكتوبر في شمال دارفور وشمال كردفان والنيل الأبيض والخرطوم والجزيرة ونهر النيل والبحر الأحمر. لم يحدث انفجار للجراد في السودان بهذا الحجم: وقال إن إستراتيجية المكافحة مبنية على المسح المستمر، وأكد أنه ومنذ العام 2007م لم يحدث أي انفجار للجراد الصحراوي في السودان بهذا القدر بفضل المسح المستمر والمكافحة الأولية، مشيراً لاستنباط الجراد في الدول المجاورة.. وأبان أن المساحة المصابة حوالي «571» ألف هتكار فيما تم مكافحة «42» ألف هتكار، وقال إن الأسراب بلغت «37» سرباً استعملت في مكافحتها طائرتان و «27» طناً من المبيدات. وأشار مدير إدارة وقاية النباتات إلى توالي أسراب الجراد الصحراوي من منطقة شلاتين وهبوطه في منطقة أبوحمد في مشروع الأمن الغذائي ثم إلى مروي والدامر والدبة ودنقلا. وكشف أن جملة المكافحة في الفترة الشتوية والتي بلغت «207» ألف هكتار و «115» طناً من المبيدات المستهلكة لعدد «246» سرباً و «277» ساعة طيران، وقال إن التكلفة في الساعة تصل إلى «19» مليون وعدد «44» عربة و «239» برميل وقود. وأكد أن المكافحة تمت خلال «24» ساعة مؤكداً عدم وجود حدوث أي إصابات من الجراد وقال أدرنا الأزمة بالإمكانيات المتاحة، معلناً خلو السودان من الجراد فيما عدا بعض بؤر في وادي حلفا مشيراً لتعرض مصر إلى عزو الجراد الصحراوي. الفاو والسودان يعملان لمواجهة تهديد الجراد الصحراوي أعلنت منظمة الأغذية والزراعة العالمية «الفاو» التزامها بدعم حكومة السودان والمساعدة في مكافحة الجراد الصحراوي والسيطرة على تهديد الجراد في حالات التفلت، مشيرة لتخصيص مليون دولار كدعم مباشر وعاجل لمقابلة الاحتياجات العاجلة للمكافحة، وأعلن الممثل المقيم للمنظمة مستر شارلس موافقة المملكة العربية السعودية دعم حملة مكافحة الجراد الصحراوي بالسودان ب «400» ألف دولار فيما تبرع قسم الجراد برئاسة «الفاو» ب «75» ألف دولار إضافة إلى «500» ألف دولار وتوالي الدعومات حتى نهاية الفترة الصيفية. مناشداً الدول الصديقة لمساعدة السودان، وقال خلال مخاطبته للمؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة الزراعة والري بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة العالمية «الفاو»، قال على المانحين الدعم العاجل للوقاية من الآفة الخطيرج قبل أن يتفاقم الموقف ويخرج عن السيطرة، مبيناً أن أي دعم للوقاية من شأنه أن يوفر الأموال ويقي من الكوارث.. وجدد التأكيد بدعم المنظمة للسودان لمجابهة المحنة مؤكداً ان هجمة الجراد الصحراوي شرسة وتتطلب التعاون للقضاء على الآفة. وذكر شارلس أن قسم تنبؤ الجراد الصحراوي يتابع الموقف ويتنبأ بما سوف يحدث لمحاولة درء الخطر. الفاو تحذر من خطورة الموقف من جانبه حذر ممثل الفاو مستر كيت كدسيمت من خطورة الموقف اذا لم يتم تلافي الامر واحتوائه معلناً انتشار «بيض» الجراد الصحراوي على امتداد الحقول من وادي حلفا حتى نهر عطبرة. وزاد بأن البيض بدأ «الفقس» على طول ألف كيلومتر على حوض النيل وسوف يتوالى الفقس حتى نهاية الشهر الجاري، متوقعاً تجمع «الحوريات» خلال شهر أبريل المقبل والتحرك في شهر مايو، وقال إذا لم تتم المكافحة فسوف أسراباً مرة أخرى. خاصة أن أنثى الجراد تضع حوالي «200» بيضة ويفقس خلال «10» أيام فقط، وزاد أن الفقس غالباً ما يكون بالقرب من الزراعة المروية وقال إن ملايين الحوريات تغطي مزارع الطماطم، ونوه الى خطورة الجراد الصحراوي في تلك المرحلة، وقال إن الجراد يكون شرس ويحدث خسائر فادحة للزراعة ويتكاثر بملايين الأعداد، وأعلن أن الإمكانيات بدأت في الشح مشيرة لزيارة وفد منظمة الفاو للسودان لدراسة الوضع واقتراح التوصيات لمواجهة الموقف، مشيراً لضرورة تدريب العاملين في وقاية النباتات.