في كل عام تنتظم العالم حالة احتفالية في هذا اليوم، وهو قد خصص للاحتفال بالأم، ومنذ زمن وقبل وفاة والدتي رحمها الله وأنا أكتب تارة في هذا اليوم عن العيد وأرفضه تارة أخرى، فلدي اعتقاد اتعامل به، وهو أن ذكرى الأم وهي متوفية أوبعيدة جغرافياً من أبنائها يجعل هذه السيرة مريرة عند بعض المتأثرين بهذه المشكلة، فكما هو يوم جميل عند البعض فهو يوم مرير عند الآخرين، ومعروف أن لحظات الفرح تنقضي سريعاً.. أما لحظات الحزن قد تطول حتى لو كان الزمن- كما يقولون- إحساس داخلي ودائماً ما اتدخل بدون استئذان وأطلب من أي شخص إيقاف أية أغنية عن الأم حتى وإن كانت نغمة في جواله.. ومعروف أن الجوال (ملك شخصي ومن حقه أن يعمل ما يراه مناسباً).. لكننا لا نريد أن نحجر على أحد رأيه، ولا طريقة احتفاله التي يراها مناسبة، ولكن هناك طريقة اعتقد أنها الأفضل وهي المعاملة الحسنة التي تمهد لمن يقوم بها طريقه للجنة.. فالجنة تحت أقدام الأمهات.. ومعاملتهم بصورة طيبة بها عطف وحنان وطاعة واهتمام، فكثير من الأمهات يعانين من الإهمال، لذا يصبن بالمرض والهزال فهي تريد أن تعطي حتى آخر عمرها، ويظل الأبناء يأخذون بلا تفكير في كيفية العطاء.. وكثير منهم يعتبرون أن عجلة الحياة تسير بصورة جيدة، خاصة وأن بعض الأبناء بعد أن يكملوا تعليمهم وينالوا حظهم في التوظيف يفكرون في أنفسهم ويتزوجون.. وبالمناسبة هذا الزواج في كثير من الأحيان يزيد عبء الأم بمشاكل زوجة الابن، ويا ويلها اذا وقف الابن مع زوجته التي يتعمد بعض منهن اختلاق المشاكل مع الأم وبناتها.. فتكون المشاكل كما ذكرت آنفاً نوعاً جديداً من زيادة العبء عليها.. سادتي ليس هناك إحساس عند الإنسان أحسن من أن يحس أنه حاز على رضى والديه خاصة أمه، فهذا العفو يفتح للإنسان فتحاً لا يتوقعه، فلماذا لا نعمل من أجل الحصول على رضائهم.. نعم الاثنان فالأب أيضاً يحتاج لأبنائه.. فالحياة أدوار.. ووجود الوالدين نعمة لا يعرف قدرها إلا من فقدها.. نعم فقبل الفقد يشعر الإنسان أنه في نعمة، لكنه لا يعرف قدرها إلا بعد فقدها.. فهما صمام الأمان في هذه الحياة، ومن فقدهما فقد سنده وظهره في الحياة وكل ما بعده بدائل ومسكنات، فمكانهما يظل شاغراً وهما اللذان يريدان لأبنائهما الخير المطلق، ويسعدان إذا أصبح ابنهما خير منهما.. هذا كله تذكير لمن يعيشوا مع والديهما.. أما لمن توفي أحدهما أو كلاهما عنه فعليه أن يكون ابناً صالحاً فيدعو لهما حتى يلحق بهما، ولا ينساه أو يدع مشاكل الحياة تأخذه.. وكل عام وكل الأمهات والآباء بخير..