مركز مامون بحيري تأنق لإستقبال ورشة كبيرة نظمتها وزارة الزراعة والثروة الحيوانية بشمال كردفان بالتعاون مع النهضة الزراعية وأمينها العام عبد الجبار حسين لمناقشة ما سمي ببرنامج التنمية المستدامة لمنطقة بارا الكبرى وفقا لدراسة علمية غنية قدمها فريق من الخبراء على رأسهم البروفيسور التاج فضل الله ورهط من الفنيين والمهندسين الزراعيين وعلماء التربة وأطباء الحيوان..! تنادى لهذه الورشة عدد كبير من أبناء الغرة تقدمهم رئيس البرلمان مولانا أحمد ابراهيم الطاهر الذي جاء البرنامج تحت رعايته هذا الى جانب مشاركة وزيري المالية والعلوم والتكنولوجيا , فضلا عن حضور مميز لقيادات و رموز كردفان وقد جاء بعضهم من عروس الرمال لحضور هذه الفعالية التنموية الهامة ..! وتزين اللقاء أيضا بتشريف كبير من النواب البرلمانيين بما في ذلك رئيس كتلة نواب شمال كردفان الأستاذ محمد أحمد الطاهر أبو كلابيش والأستاذ الفاضل حاج سليمان رئيس لجنة التشريع والعدل ولم يغب عنها العضو البرلماني المشاغب مهدي عبد الرحمن أكرت..! تناول اللقاء الدراسة العلمية المهمة التي أتت أهميتها في تركيزها على مناطق الخيران وأمبالجي والتي يتراوح عمق المياه فيها بين مترين الى ثلاثة - بحسب الدراسة- وأكثر ما يميزها أنها علمية بحتة (أتت بحقائق غير مجيرة) بمافي ذلك فرض الرسوم على بعض أشجار الفاكهة من قبل السلطات ..! ورغم هذه المرارات إلا أن الدراسة لم تكن متشائمة وأعادت الى نفوس الحاضرين مساحة كبيرة من الأمل والتفاؤل ولسان حالهم يقول نعم أن السودان سلة غذاء العالم .. ولكن..! وكان وزير المالية والإقتصاد الوطني علي محمود قد وعد الحاضرين بتقديم الدراسة في مؤتمر الإستثمار العربي الذي ستستضيفه الخرطوم في ديسمبر المقبل والذي سيناقش قضايا الغذاء العربي . ولكن إذا كان هذا هو الدور الذي ينبغي أن يقوم به السودان فلمن يوجه حديث السيد وزير المالية ؟؟ وما الذي يعيق ذلك إذا كان هو من يصنع ويقدم وينفذ السياسات الإقتصادية في البلاد؟ ولماذا لانكون قبلة للجوعى على مستوى العالم العربي إذا ما كنا نتحدث عن مساحات زراعية واسعة في هذا البلد البكر المخضر..؟ والمؤسف أن جميعنا أصبح يتحدث عن التقصير تجاه قضايا البلاد بعيدا عن واجبه الشخصي تجاه التنمية حتى أن الوزراء المسؤولين أنفسهم يتحدثون عن الإشكالات بوجهة نظر معزولة وخير مثال ما دار في الورشة محل النقاش أمس الأول، فإذا كان رئيس البرلمان نفسه مؤكد على أهمية الزراعة وتطويرها ولديه إيمان وقناعات راسخة بأن قضايانا وقضايا جوارنا وأمتنا العربية والإسلامية يمكن أن نحلها بالزراعة فما الذي يمنع أن نقوم بذلك ؟؟ علما بأن تكاليف المشروعات الزراعية هي الأقل بالنسبة لكثير من محاور التنمية ؟؟ وأين حكومات الولايات؟؟ وهل ستظل مكتفية بقتل المبادرات بعد أن تحيا هنا في الخرطوم؟؟ وفي الذاكرة المبادرة التي أطلقها النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه بشأن التنمية في شمال كردفان، فانطلقت المبادرة بروح السيد الوالي(المعروفة!!) ونامت ثم انتهت معه ..! وأتمنى وأرجو وألتمس ألا تتحول المبادرة هذه الى أدراج السيد الوالي حيث تنتهي آمال وتوقعات مواطني بارا الكبرى كما انتهت آمال مواطني الولاية بأجمعهم ..! صفوة القول: أعتقد أن الورشة نمط متقدم وأسلوب علمي رصين لتنمية بلادنا وحسنا فعل الجنرال محمد بشير سليمان فهو خبير عسكري ناجح ومستنبط يحترم الخبراء بما في ذلك الزراعيين منهم وهذا هو أس النجاح فالمعرفة ليست بالضرورة أن تكون شخصية مباشرة وبذلك نهضت الأمم، فالإدعاء بمعرفة كل شيء لغة الجاهلين وهي تأكيد على الجهل بكل شيء وعلى المركز وقيادة الحزب أن تنظر كيف يفكر قادة الشعوب وكيف يحملون معهم العلماء والخبراء وصاحب العقل يميز..! üكنت أتمنى أن تكون شمال كردفان قد شملتها الترتيبات الإدارية الأخيرة التي طافت على ولايتي شرق دارفور والنيل الأزرق فهي أحق بذلك بكثير ..! والله المستعان.