نظمت الشركة السودانية للتنمية الريفية ورشة تدريبية لعدد من كوادر المؤسسات المالية والتنموية السودانية وممثلي منظمات إقليمية ودولية بالتعاون مع بنك السودان المركزي ومركز الأبحاث الإنمائي بجامعة الخرطوم، شارك فيها عدد من الخبراء في المجال.. نظراً لأهمية قضايا التنمية الريفية أجرت «آخر لحظة» حواراً مع د. جعفر محمد فرح مدير عام الشركة السودانية للتنمية الريفية، استعرض خلاله الخبير السوداني عدداً من الملفات المتعلقة بقضية التنمية الريفية وأهداف الورشة التي تستمر خمسة أيام إلى جانب جهود الشركة محلياً وإقليمياً في إطار البحث عن شراكات لتعزيز دورها المحوري، كما أمّن د. جعفر على الدور المأمول من الشركة التي قال لابد أن تجد الدعم والمؤازرة من قبل الدولة لدفع برامج الإستراتيجية التنموية في الريف السوداني، وذلك وفق المفاهيم المستحدثة العميقة... المزيد من حديث د. جعفر في الحوار التالي: ما هي أهداف الورشة والمواضيع التي ستناقشها؟ - ورشة شركة التنمية الريفية هي واحدة من الآليات المنشأة منذ «1980»، وهذه الشركة يمتلكها بنك السودان وبنك المزارع ووزارة المالية وبنك التنمية الصناعي وبنك الخرطوم والبنك السوداني الفرنسي، والورشة تهدف للنهوض بالريف السوداني اقتصادياً، يهدف تنظيم الورشة لعدد من الامتيازات، فالامتياز الأول العمل على المبادرة لإيجاد مفهوم إجرائي عن قضية تعريف التنمية الريفية، الهدف الإستراتيجي الثاني لهذه الورشة من خلال الدعوات التي قدمت للمشاركين من المؤسسات المتخصصة إضافة إلى التعاريف العالمية تريد أن تقول إن قضية التنمية الريفية يجب أن يتم النظر إليها والتعامل معها وفق المناظير أو مداخلات أكثر عمقاً، الهدف الثالث هو المساعدة لاستكمال المجهودات الوطنية في الخطط الإستراتيجية الموضوعة في برامج التنمية الريفية من خلال هذا المفهوم الإجرائي كواحدة من مخرجات الورشة وفق صياغة موجهات الشركة السودانية للتنمية الريفية 2013- 2017م. الهدف الرابع يأتي انعقاد هذه الورشة بالتعاون مع مركز الأبحاث الإنمائي بجامعة الخرطوم وهو من أكثر المؤسسات الأكاديمية خبرة في مجال التنمية الريفية وربما هذه الورشة هي الأولى التخصصية. ما مفهوم التنمية الريفية وفق التعاريف المستحدثة؟ - الآن مثلاً في السودان نجد أن هناك تبايناً في مفهوم التنمية الريفية وهنالك تداخلات مختلفة لحل إشكاليات التنمية، على سبيل المثال النهضة الزراعية تسعى لتحقيق التنمية من خلال النهضة الزراعية، بنك السودان بالشراكة مع شركاته لتحقيق تنمية اقتصادية اجتماعية من خلال التمويل الأصغر وكذلك العديد من المؤسسات، ما نريده وما نحتاجه هو إستراتيجية واضحة المعالم تتسق مع المفاهيم المتعارف عليها في قضية التنمية الريفية وهي لا يوجد لها تعريف واحد، هي عبارة عن مداخلات تتطرق في قضايا تغطية الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية وتقصير الظل الإداري والموارد المحلية ورفع الوعي والقدرات.. إيجاد دور أكبر للاقتصاديات المحلية باعتبار الزراعة عنصراً مهماً لعوامل النهضة بجانب العناصر الأخرى تتمثل في البيئات التحتية التعليمية الصحية.. هذا كله يقود السودان إلى مؤشرات كلية تنعكس إيجاباً على الخارطة الاقتصادية. ما هي رؤياكم في الشركة السودانية للتنمية الريفية لتحقيق أهدافها؟ - نحن بدأنا منذ منتصف 2012، أولاً نسعى لتوحيد المفهوم النظري في التنمية الريفية، شركة التنمية الريفية السودانية لديها العديد من المداخلات، أولاً على مستوى الولايات قامت الشركة بتنفيذ مشروع ربط صغار المزارعين واستهدفت بالفعل حوالي 500.7 ألف مزارع في شمال كردفان، الشركة لديها خطة طموحة في تنمية الريف والولايات والنيل الأبيض والجزيرة وسنار وعلى مستوى ولاية الخرطوم، بالفعل فتحت «5» نوافد ريفية الهدف من هذه النوافذ الطبية في المدى القصير أن نعمل على تحقيق الأمن الغذائي من خلال المكاتب الريفية، وشركة التنمية الريفية تطور في برامجها من خلال تقنية المعلومات الريفية إضافة إلى خلق اختراقات مفهومية وتطبيقية بين المؤسسات المالية. كيف تقيم قضايا التمويل عبر المؤسسات المالية السودانية؟ - هناك إستراتيجيات واضحة وإيجابيات، في مسائل التمويل الأصغر هناك دور واضح للدولة والبنوك خاصة في مسائل الالتزام، هذا مؤشر إيجابي لكن هناك بعض العثرات نريد من خلالها أن ننفذ إلى أصقاع الريف لتوصيل هذه الخدمة، خدمة متكاملة للتمويل الريفي والتحويلات الريفية. هل هناك شراكات بين الشركة السودانية للتنمية الريفية ومؤسسات مماثلة إقليمية أو دولية؟ - نعم لدينا أكثر من مذكرة تفاهم مع جامعة الخرطوم وبيوتات الخبرة والمستشارين المحليين مع مؤسسة التنمية الاجتماعية المحلية.. وعدد من البنوك لمشاريع صغار المزارعين، والآن هناك مخاطبات مع الهيئة العربية للتنمية الزراعية.. في طور صياغة مذكرة تفاهم لدينا تفاهمات بدأت مع منظمة الغذاء العالمي ومنظمة الفاو والإيقاد سترى هذه الاتفاقيات النور قريباً إن شاء الله. هل هناك تنسيق بينكم والنهضة الزراعية مثلاً في قضايا التنمية الريفية؟ - يمكن أنا في شركة التنمية الريفية لا يحق لي التحدث إنابة عن الآخرين فهم أدرى بظروفهم ومفاهيمهم، فهذه الورشة محاولة جادة لخلق تنسيق وإذا لاحظنا الفئات المشاركة في الورشة نجد أن هناك محاولات جادة لتنسيق الجهود مع عدد من المؤسسات المختلفة من عدد من الولايات، وهي محاولة جادة لتعزيز صوت من أجل تكامل الجهود. رسالة أخيرة: - لابد أن تلتفت الدولة للدور المأمول لشركة التنمية الريفية السودانية وهي وفق خبراتها وإرثها لديها القدرة على العمل من خلال المشاركة مع الفعاليات، ولابد للدولة رعاية مثل هذه المبادرات والورش حتى نتمكن من صياغة رؤى وأطر موحدة وإستراتيجية ومفهوم موحد.