الشاهد أن الأحداث التي جرت في جبل عامر السريف قد كشفت الكثير عن عمق أزمة النسيج الإجتماعي في دارفور عموماً من حيث تحول حالة التمرد التي كانت هي المسيطرة على المشهد الدارفوري إلى حالة الصِّراعات القبلية، والتفلتات الأمنية، وتحول الوضع إلى تهديد أمني مجتمعي مستمرٍ للعديد من الأسباب التي تكالبت على الإقليم ، وشكّلت حالةً استثنائيةً ضاع فيها المواطن الدارفوري مابين التمرد والتفلّت، ولكن رغم ذلك يرى مراقبون أن هذه المشاكل يمكن معالجتها رغم صعوبة الأوضاع فالناظر إلى المجتمع يجد أنه رغم المشاكل التي ضربته عميقاً يجده قادراً على لملمة أطرافه ورتق ما حدث من خروق في ثوبه العتيد والقديم بتاريخه وقيمه وتراثه ..لهذا كانت المؤتمرات للصلح والجلسات للحوار والتعويض للمتضررين وسائل لجبر الضرر والكسر تفاصيل ما حدث في جبل عامر إن ما حدث في جبل عامر تعرض لكثير من التشويش والزيادة والنقصان مما أحدث ربكة اجتماعية أدت ايضاً إلى تفاقم الأزمة التي نشبت، ولكن بحسب مصادر مطلعة كانت شاهد عيان لتلك الأحداث وجزءً من حل المشكلة تحدثت إلى آخر لحظة حديث الحقائق والدلالات ،لا ليجتر تلك الأحداث، ولكن ليضع النقاط فوق الحروف بحسب إفادته خاصةً والأيام المقبلة سوف تشهد خطوات جادة في طريق السلام مابين الطرفين الذين اشتبكا في ولاية شمال دارفور وحتى يكون الحل جذرياً لهذه المشكلة، أو غيرها.. فبحسب وصفه فالأحداث تسارعت أحداثها إثر شجارأفراد في تدافعهم إلى بعض الحقول في إطار ادارة وتنظيم حقل التعدين بالمنجم الكبير، وسرعان ما تطور واتسع إلى صراع قبلي، وحرب طاحنة بين مجموعة قبائل وأطراف عديدة في مكونات محليات السريف وسرف عمره الاجتماعية وبعض منسوبي محلية الواحة ... مشيرًا إلى أن الفتنة التي وقعت يوم 5/يناير2013م في ركن جبل عامر الشمالي إمتدت حتى السابع من يناير 2013م حيث سيطرت القوات المسلحة على المنجم ولمدة أربعة أيام متتالية كانت اللجان تعمل في ترحال بين القرى والمدن والفرقان لتهدئة الأوضاع، وتصحيح المعلومات والإشاعات، التي كانت أخطر الاشياء لأنها تمثل وقوداً حياً لإشعال الفتيل من جديد هنا وهناك ..وحكومة الولاية ظلت متواجدة بمسرح الأحداث لمدة خمس مرات في تسعة أيام دافعة بالكوادر الطبية والمنظمات ووكالات الاممالمتحدة لتقديم الدعم الفوري لإغاثة المتضررين من جراء هذه الحرب. وكُوِّنت آلية للتكافل والدعم من قبل الحكومة والمجلس التشريعي والمحليات ومجتمع الولاية.. واشارت المصادر التي تحدثت إلى آخر لحظة أن الأمور هدأت من يوم 17 يناير حتى 14 فبراير 2013م ولكن فجرها مرةً اخرى حادث قُتِل فيه أحد أبناء الرزيقات من طوف لبني حسين في منطقة (أم جروه) يوم 14 فبراير على إثره تدهورت الأحوال مرة أخرى وتصاعدت ولكن تحرك الحكومة الفوري إلى منطقة الأحداث مرة أخرى أوقف القتال، وعمل على دحض الشائعات بوجود تجمعات أخرى للقتال. وتم عقد ملتقى ثالث بتاريخ 1/3/2013 م و كونت فيه ثلاث آليات: واحدة للمتابعة الفورية والمعالجة ودحض الشائعات، وأخرى للدعوة والهداية، وثالثة فنية عدلية للحصر والتصنيف ...وتم فتح الطرق لإعادة الحياة لمجاريها.مع إيقاف التعدين بالمنجم لحين معالجة الأوضاع كافة، وكذلك وقف الحملات الإعلامية التي تثير النفوس، ومن حينها لم تنشأ أيَّ مشكلة جديدة وفي انتظار مؤتمر الصلح والتعايش لطرح الكثير من القضايا المتعلقة بمثل هذه النزاعات. المؤتمر للتعايش ورتق النسيج الاجتماعي مع إقتراب مواعيده في منتصف هذا الشهر وتوقعات وآمال وطموح كل مواطني الولاية والجهدالمبذول من حكومة الولاية ومجلسها التشريعي وادراتها الأهلية وبالتنسيق مع كل الأطراف المعنية ومع توافق ذلك مع الكثير من الأحداث الإيجابية تجاه دارفور، تبدو حظوظ نجاح المؤتمر اكثر وضوحاً بعد أن عُقِد مؤتمر عودة النازحين، ومؤتمر المانحين بالدَّوحة وتوقيع اتفاق سلام مع حركة العدل والمساواة وهدوء الأوضاع النسبي من قبل حركات التمرد المسلحة مما يشجع كل طرف له نزاع أو قضية في قبول شروط الصلح ، والعمل على التعايش بسلام ،وكذلك الالتزام بتعويض المتضررين لازالة الإحتقانات وإتاحة العمل بالمنجم في التنقيب للجميع دون إحتكارٍ من أحد، وتوعية المواطنين بكافة المخاطر التي تسعى لتشتيت شملهم، لأن هنالك من سيستخدم القبيلة كسلاح لمزيد من الفتنة .. وهنا سيكون دور الإدارة الأهلية في رتق النسيج الاجتماعي بحيث لا يفلت مجرم من عقاب.. فالمثل الدارفوري يقول(الجريمة كلب تابع سيدو ) بمعنى أن المسؤولية فردية، وحتى لا يضيع دمٌ أوحقٌّ هباءً إذًا هي خطوات حثيثة لا تكل ولا تمل من قبل حكومة الولاية والادارة الأهلية وكل المهتمين بوضع حلول جذرية لمثل هذه المشاكل التي أعاقت الحياة وطغت حتى على التمرد ولكن بعزم الرجال ستتجاوز دارفور في كل ولاياتها محنتها و صراعاتها القبلية.. وجبل عامر سيعمر من جديد ويهدي أهله ذهباً وحياةً وأمناً وسلاماً..