المؤتمر الدولي للمانحين لإعادة الإعمار والتنمية في دارفور الذي استضافته الدوحة الأسبوع الماضي وصفه القائمون على أمره بالناجح، بينما اعتبره المراقبون بالأقل من الطموحات، فالحشد والحضور الذي شهده المؤتمر كان يوحي بأن الدعم الذي سيقدم سيفوق ما وضعته السلطة الإقليمية في إستراتيجيتها البالغ سبعة مليار دولار، غير أن مساهمات المانحين في المؤتمر جاءت أكثر من مليار دولار نصفها من قطر التي أعلنت عن مساهمتها بخمسمائة مليون دولار لتمويل مشاريع التنمية وإعادة الإعمار بدارفور، بينما فاقت مساهمات المؤسسات الخيرية القطرية 120 مليون دولار، وساهمت المؤسسات والمنظمات الإسلامية والمنظمات الإنسانية والصناديق الدولية بتوفير الدعم للمشاريع المطروحة بشكل متفاوت، فيما تعهدت الحكومة السودانية بدفع مبلغ2.65 مليار دولار كما ورد في وثيقة الدوحة لسلام دارفور ليصبح إجمالى المبلغ 3.696.696.100 مليار دولار. الداعمون مادياً: دولة قطر أعلنت عن دعمها بخمسمائة مليون $ فيما أعلنت البرازيل عن ثلاثمائة ألف$ والمانيا عن مائة مليون $ و تشاد أوضحت بأنها ليس لها إمكانيات وقال ممثلها «العين بصيرة والايد قصيرة»، ولكن ندعمكم بمليون $، فيما أعلن الاتحاد الأوربي بدعم خمس وثلاثين مليون $ ومنظمة اسمح القطرية خمسة مليون $ والهلال الأحمر القطري تعهد بمواصلة الدعم ودفع اثنين وعشرين مليون $ وجمعية قطر الخيرية التزمت بتقديم ثلاثين مليون $ وشيخ عيد الخيرية تعهدت بثلاثة وثلاثين مليون $ والصندوق السعودي للتنمية تعهد بتنفيذ مشروعات بقيمة سبعين مليون $ والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي تعهد بدفع مئتين مليون دولار على عدد من السنين. الداعمون سياسياً والمتعهدون بمواصلة تنفيذ مشاريع في دارفور: الجزائر و البحرين الصين وأريتريا ومصر وفرنسا الهند، إيطاليا، اليابان، الأردن والكويت وماليزيا، المغرب، نيجريا، النرويج، فلسطين، كوريا الجنوبية وأسبانيا، سويسرا، تونس، تركيا الإمارات، بريطانيا أمريكا، الاتحاد الأفريقي، مجلس التعاون الخليجي، السنغال، هولندا منظمة ياهاها التركية. بينما أكدت منظمة الصحة العالمية عن إطلاق خطة لمدة خمسة سنوات بتكلفة 190مليون لتقديم خدمات في الخمس سنوات المقبلة. وأعلن برنامج الغذاء العالمي عن تقديم 1.2 مليون طن متري لمواطني دارفور. فيما اوضحت الصناديق والمنظمات التابعة للأمم المتحدة بمواصلة مشاريعها. منظمات اكتفت بتقديم أعمالها: استعرضت عدد من المنظمات أعمالها التي قدمتها سابقاً، وكان المؤتمر فرصة سانحة لها بتقديم نفسها ونشاطاتها منها منظمة الهلال الأحمر السعودي و منظمة الأيادي المسلمة البريطانية. انتقادات: جاءت مشاركة كنداوالسويد بتوجيه انتقادات للحكومة السودانية، حيث قال المندوب الكندى إن الحكومة السودانية تقوم بإعاقة عملية السلام برفضها تسهيل مهمة المانحين والمنظمات الدولية والإنسانية على وجه الخصوص، وأضاف أن الصراع الجاري الآن في جنوب كردفان والنيل الأزرق أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان وندعو جميع الأطراف فى الصراع للسماح غير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية، وناشد الخرطوم بوقف العنف وتنفيذ التزاماتها تجاه السلام والتنمية. ومن جانبه دعا ممثل السويد الحكومة السودانية إلى إنهاء المشكلات القبلية والخروقات الأمنية التي اندلعت في الفترة الأخيرة بإقليم دارفور، ودعا الحكومة السودانية بإطلاق حوار شامل يجمع كل القوى السياسية وقوى المجتمع المدني لمخاطبة مشكلات السودان بصورة شاملة بما في ذلك دارفور إذ ثبت عدم جدوى الحلول الجزئية. تفاؤل السيسي وال محمود: أكد دكتور التجاني سيسي رئيس السلطة الإقليمية لدار فور على نجاح المؤتمر بنسبة 150% لما حظي به من تأييد سياسي، وقال كل الدول التي شاركت دعمت اللإستراتيجية سياسياً ومادياً عدا دولة واحدة كنا نعلم موقفها منذ البداية.وقطع سيسي أن ماتقوم به الحركات المسلحة من تفلتات أمنية لن يعيق مشاريع التنمية، مشيراً إلى أن أهل دارفور ارتضوا السلام ونبذوا العنف، وأعرب عن سعادته بتحسين مواقف بعض الدول. من جانبه كشف آل محمود عن تشكيل آلية برئاسة دولة قطر وعضوية السودان في السلطة الإقليمية لدار فور والأمم المتحدة وممثلين من الدول المانحة وشركاء التنمية، معلناً عن مؤتمر سيعقد بعد عامين لتقييم مؤتمر المانحين وسير التعهدات وقال إن مبلغ 000.400،177 دولار أمريكي للمشاريع العاجلة الخاصة بالإنعاش الاقتصادي والمصالحة والعدالة، مشيراً إلى أن هذه المشاريع ستنطلق خلال هذا العام، وتعهد بتخصيصهم لمبلغ 5/88مليون دولار من المنحة القطرية لدعم تنفيذ المشاريع التأسيسية وقصيرة الأجل الواردة في إستراتيجية تنمية دار فور، ولفت إلى أن خيارات تنفيذ المشاريع مفتوحة بعيداً عن الروتين والبروقراطية، وأبان أن المبلغ المتوفر يكفي لمدة أربع سنوات. وأكد نجاح المؤتمر، وعزا مواقف بعض الدول بعدم الوقت الكافي لدراسة الإستراتيجية، مشيراً إلى أنها تعهدت بتنفيذ عدد من المشاريع بعد دراستها، داعياً أهل دار فور للاستفادة من المشاريع وترك المعونات الإغاثية، وقال«من يستهدف خراب وطنه ليس له وطنية».. من جهته قال د/مصطفى عثمان إسماعيل وزير المجلس الأعلى للاستثمار لأول مرة توجد إستراتيجية واضحة لدار فور. وأضاف أصبحت الصورة واضحة لتنمية دار فور، وأوضح أن مؤتمر الاستثمار الذي سيعقد في الربع الأخير من هذا العام يأتي من نبع ولايات دار فور.