المواطن في ولاية كسلا لسان حاله السؤال الدائم عن الخدمات من صحة، ومياه، وتعليم، في ولاية بدت شحيحة الموارد، ولكن الولاية شهدت حراكاً تنموياً في مختلف هذه المجالات في هذه الآونة، وتم افتتاح العديد من مشروعات المياه، والطرق، والصحة، والتعليم، على شرف افتتاح مهرجان كسلا السياحي والذي شرفه النائب الأول لرئيس الجمهورية.. آخر لحظة التقت وزير الصحة مولانا محمد عبدالله درف في حوار قصير عن الصحة بولاية كسلا، وأهم المشاكل التي تواجهها، وحالة المستشفيات والمستقبل الصحي للولاية الى مضابط الحوار: زيارة النائب الأول وافتتاحه للعديد من المشروعات الخدمية كيف تقرأون ذلك في إطار تنفيذ برامجكم الانتخابية وهل أنتم راضون عنها رغم شكوى بعض المواطنين من تأخير الخدمات بالولاية؟ - زيارة نائب الرئيس الأستاذ علي عثمان محمد طه، وافتتاحه للعديد من المشاريع الخدمية المختلفة، جاءت في النصف الثاني بعد الانتخابات، ونحن دخلنا هذه الانتخابات بعدة برامج خدمية واقتصادية، وثقافية، ولإنفاذ هذه البرامج التي مرت عليها سنتان، فزيارة النائب هي فرصة للاطلاع على ما تم وقياساً بالمدة التي مرت مع تعاهدنا مع الناخبين، اعتقد أننا انجزنا انجازاً كبيراً في مجال الخدمات للمواطن في كل المحاور، ويمكن أن تتم مراجعة ذلك على أرض الواقع أمام أي ناقد للأداء الحكومي بالولاية، ومقارنة ماقبل وما بعد في فترة هذه الحكومة وتواصلنا لما سبق من حكومات، فكتابنا مفتوح بأعمالنا في مجال الخدمات، فإذا قرأناه نجد في مجال خدمات الطرق تم افتتاح العديد منها، وفي إطار شبكة المياه، تم تغيير شبكة مياه حلفاالجديدة وتمت إضافة (20) بئراً في توتيل بالتعاون مع الاخوة اليابانيين، وكذلك محطة جديدة في كسلا، ومحطة مياه أخرى في غرب كسلا، وفي مجال الصحة هناك تأهيل كبير قد تم.. فقد أهلنا مستشفى الحوداث والعمليات، وتم تغيير الصرف الصحي، تغيير كامل وتأهيل المستشفى التعليمي، وتمت إضافات للمستشفى السعودي، وتم افتتاح معمل الصحة العامة، ويعتبر واحداً من المعامل الضخمة جداً والكبيرة، وأيضاً تم افتتاح بنك الدم المركزي المجهز جيداً لتقديم هذه الخدمة الضرورية للمرضى بالولاية، وكل هذه المشاريع اطلع عليها السيد النائب الأول واطمئن على أن مشاريعنا تمضي في طريقها المخطط لها، وفقاً لما طرحناه في البرامج الانتخابية رغم ما ذكرته هناك شكوى من المواطنين خاصة في مجال الخدمات الصحية وتكدس المرضى في المستشفيات، وعدم وجود الأسرة الكافية، وكذلك النقص في الأدوية المنقذة للحياة كيف ترى هذه الشكوى؟ - لا أقول لك إن ليس هناك مشاكل، دائماً ما تكون المشاكل موجودة، لكن نحن كحكومة وكما قلت منذ أن جئنا نعمل على حلحلة كافة المشاكل المتعلقة بالخدمات في كافة محليات الولاية، ونقدم الأوليات في ذلك، وقد يكون هناك تكدس في بعض المستشفيات، لكنها كما أشرت تخضع الآن الى التأهيل وإعادة الإعمار في كل ما يخص المستشفيات من لوازم ومعدات، وإن كان الحديث عن مستشفى كسلا التعليمي، فنحن غيرنا كل الأسرة القديمة، وجلبنا أسر جديد وهي (93) سريراً، وهناك العديد منها في المخازن، ولكن لعملية التأهيل المستمر والحركة قد يبدو أن هناك نقصاً في الأسرة للمشاهد، لكن هي موجودة، وسوف تتوفر بشكل دائم متى ما تم التأهيل داخل المستشفيات، وأيضاً ليس هناك نقص في الآودية، وهنا أود أن أقول إن هناك فهماً مغلوطاً يجب أن يصحح للمواطن، هو أن العلاج المجاني له حالة خاصة تتعلق بالحوادث الطارئة خلال 24 ساعة، والحوادث بها الأدوية المنقذة للحياة، وهي متوفرة وتعطي للمواطن في حينها وأحياناً يخلط المواطن بين العلاج المجاني في الطوارىء والعلاج العادي خارج زمن الطوارىء، ولا ننسى أيضاً العلاج بواسطة التأمين الصحي لمن سجل في برنامج التأمين الصحي 38% في التأمين الصحي والولاية تسعى لادخال 50% في التأمين الصحي في الفترة القادمة، وخلال الشهرين القادمين سوف نستلم المستشفى كامل بكل أقسامه، ومجهزاً لاستقبال المرضى بعيادات خارجية مؤهلة ومنفصلة بأقسامها، لتسهيل مهمة العلاج والمتابعة، وأن تكلفة التأهيل بلغت أربعة مليار جنيه للمرحلة الأولى، كذلك تم وضع حجر أساس لمستشفى كسلا المرجعي بتكلفة 10ملايين دولار من بنك جدة الإسلامي، وكذلك بدأ العمل في بناء خمس مستشفيات ريفية بدعم من صندوق إعمار الشرق وتأهيل عدد من المراكز الصحية.. وكذلك تم افتتاح قسم الطوارىء وبنك الدم المركزي والمعمل الطبي المتطور ومدرسة القابلات.. هناك أيضاً ملاحظة على عدم وجود اختصاصيين ببعض المستشفيات والمراكز الصحية، خاصة في المناطق الطرفية وتكدسهم في رئاسة الولاية دون غيرها..؟ - هذا صحيح وهي اشكالية خاصة بكل ولايات السودان، وليس ولاية كسلا فحسب، فالاختصاصيون يفضلون العمل في رئاسة الولايات دائماً، ولكن نحن اتفقنا مع الاختصاصيين بعقودات مالية مجزية للعمل بالمناطق الطرفية مثل أروما، والدلتا، وغيرها.. وهنا أقول إن الصحة همٌ يؤرق الجميع، ونحن نعمل من أجل الارتقاء بالخدمات، لذلك- كما قلت- انتظمنا في سلسلة التأهيل لمستشفى كسلا فضلاً عن عدد من المشروعات الصحية الفاعلة لإيجاد نظام صحي متكامل يتواءم مع التقنيات الحديثة، وتوفير كادر طبي مؤهل ومدرب، ووضعنا خططاً لبناء القدرات، وتأسيس قاعدة بيانات متكاملة لكل المؤسسات الصحية بالولاية، وكذلك الأمراض وحجمها وخارطة معرفتها ولا أنسى إننا استوعبنا ((364 من الكوادر الصحية المختلفة ضمن المشروع الفومي لاستيعاب الخريجين للعام 2012م، وتم اعتمادهم من تاريخ تعيينهم، وفقاً للاستراتيجية القومية والولائية لاستيعاب الخريجين علماً بأن العدد المصدق من الوظائف هو (400) وظيفة وأن المتقدمين ((446 خريج وتم تعيين ((364 خريجاً والباقي (36) وظيفة سيتم ملأها لاحقاً، ورغم ذلك نعمل على توطين الكوادر الصحية واستجلبنا التخصصات النادرة من الخارج لتقديم خدمات صحية جيدة وبعقود خاصة.. الولاية حدودية، هناك الكثير من الأمراض العابرة والخطيرة ما هي اجراءاتكم بصدد ذلك؟ - حقيقة الأمراض هي الأمراض، ونحن كوزارة لنا اجراءاتنا في التصدي لكل الوبائيات أو الأمراض سواء كانت مقيمة أو عابرة، فواجب وزارة الصحة هو متابعة ظهور الأمراض وتقديم العلاج، وإن كنت تقصد مرض الايدز فنحن نتخذ من الاجراء الوقائي فيه وهو التوعية، ونحن نعمل على ذلك عبر النشرات والإعلانات التثقيفية في المدارس والمنتديات، وعبر وسائل الإعلام والملصقات، وذهبنا الى دعوة الأئمة والخطباء للحديث عن ذلك في المساجد، وكذلك الفحص الطبي لأية حالة وإذا ثبت وجود حالة يتم حفظها ومعاجلتها وأعتقد أن النشطاء في التوعية والإخبار بمخاطر هذا المرض هو الخطوة الأولى لتحذير الناس وتذكريهم بمخاطره، وأنا أقول إن قوة الوازع الديني تحمي الشباب من الوقوع في مخاطر هذا المرض اللعين. ماذا عن مرض الدرن والذي تتحدث عنه بعض التقارير بانه قد عاد مرة أخرى للولاية بعد محارته؟ - نحن طبقنا برنامجاً صحياً طويل المدى لمعالجة الدرن، ورغم أن الحديث دائماً ما ارتبط بولاية كسلا كموطن للدرن والأوسع انتشاراً مع أن الاحصاءات الأخيرة، أوضحت أن الولاية الأولى الآن هي الخرطوم وأنا هنا أشير الى مجهودنا عبر برنامج محاربة الدرن في تقليل انتشاره ومعالجة المرضى بالولاية، وإن لم يكتمل المشروع والبرنامج.. ومازلنا نواصل فيه، وهذا شيء إيجابي، ولكن اعتقد أن تناميه مرة أخرى يعود الى عدم التبليغ عنه فوراً من قبل المواطنين عند ظهور اي حالة، ففي المناطق الريفية تحتاج الى توعية وإرشاد صحي للمواطن، حتى لا تكون هناك وصمة، وأن يجىء ويتعالج من المرض ولا يصمت عليه، لأننا نعاني في بعض المجتمعات الريفية هناك من يدس مرضاه، ولا يأتي بهم للعلاج، وهذا خطأ يفاقم من انتشار المرض، رغم أننا نبعث بأتيام للتوعية، ونعمل على ذلك حتى لا ينتشر المرض بسبب الجهل، وأشير هنا الى ولاية الخرطوم، إلا أن هناك عملاً مقدراً، ولهذا تم اكتشاف عدد الإصابات بهذا القدر، وليس لأن المرض فيها وبائي، لكن هم لديهم قدرات ومتحركون لاكتشاف المرض والمواطنين ببث الوعي لعلاج هذا المرض الذي يحتاج الى التبليغ والحضور المبكر، كذلك تحسين نظام الغذاء لبناء الجسم، وكذلك الآن نحن ننفذ برنامجاً صحياً اسمه من «منزل الى منزل» حيث نوعي الناس بمخاطر المرض وضرورة الذهاب للعلاج.. هناك أيضاً حديث عن حالات للحمى النزفية بالولاية؟ - هي حالة واحدة وليست حالات، وأنا أناشد وسائل الإعلام بعدم تهويل الأمر في كل ما يتعلق بالأمراض، وخاصة ولاية كسلا ..الأمراض موجودة في كل العالم، وهذا لا يجعلنا مكتوفي الأيدي... الحالة التي حدثت لها الحمى النزفية تم اسعافها، وعمل مسح حشري بالمنطقة التي وجدت فيها ،وتم صرف ناموسيات له وللأسرة، وكل الموجودين هنا وتم ارسال العينات للمعامل بالخرطوم، وهذه المنطقة تم عمل مسح حشري كامل لها، لأن هناك أيضاً اشتباه بوجود الحشرة المسببة للمرض، ولم نجد أيضاًً يرقات حاضنات، وهناك تقارير تم إعدادها بخصوص هذه الحالات. مهرجان السياحة في ولاية كسلا البعض يقولون إن الخدمات والتنمية هي أولوية كيف تقرأون ذلك؟ - نعم الخدمات والتنمية أولوية وهي ضمن برامج الحكومة الانتخابية، وتم تنفيذ جزء كبير منها، من طرق، ومياه، وصحة، وتعليم، ورياضة، وثقافة، والآن نحن في برنامج المهرجان السياحي نطبق الجانب الثقافي والاستثماري للولاية، ونحن نعتقد أن الدورة الثالثة جاءت مختلفة بعد تقييم للدورتين السابقتين، ولذلك عمدنا الى استصحاب ما جاء فيهما والخروج بمقررات جديدة في هذه الدورة، والتي جاءت متطورة وشاملة ومتمثلة في مشاركة قطاعات واسعة من المجتمع الكسلاوي بمختلف مشاربه سواء أكان في المعرض أو الأيام الثقافية والأدبية، وعبرت كذلك عن الثقافة في معرض الكتاب، ومعرض التشكيليين والمصورين بكسلا لعكس الإبداع والتراث، وتم التعبير عن كل مكونات هذا التنوع بالولاية. وهناك إضافات للبنية التحيتة الخاصة بالسياحة منها كورنيش القاش ومنتزه وسط المدينة، واضاءة جبل توتيل، وهناك مشروعات أخرى تم التوقيع عليها، ووفر لها التمويل وسوف تنفذ في المرحلة المقبلة وهي تركيب اللترفيك لجبال كسلا، وهناك فندق خمسة نجوم فيه مول ومسرح، وأيضاً منتزه الرميلة بمحلية خشم القربة في بحيرة نهر سيتيت، وسوف تنفذ في المرحلة المقبلة..إذن المهرجان إضافة للولاية وليس ترفاً أو خصماً على الخدمات التي توافقت مع المهرجان وزادت أكثر في تحريك التسوق والفندقة وحركة المواصلات وعمليات انعاش السوق وانتشار ثقافة السياحة بالولاية.. واعتقد أن السياحة والثقافة أحد توجيهات الدولة ولها وزارة، وهي إحدى البنيات الخدمية، وليس هناك خلط في الأوليات، فكل وزارة تعمل في مجالها وحسب خططها المجازة ولها ميزانية.. هناك جدل حول بيع أراضي حكومية في وسط المدينة من قبل الحكومة وتساؤلات عن عائدات البيع؟ - أولاً الأراضي التي بيعت بعد هدم المباني الحكومية، والتي كانت منازل حكومية قديمة مبنية حتى من الطين والطوب، وآيلة للسقوط، وهذا الهدم والإحلال والإبدال هو لتغيير بيئة المكان وإيجاد مباني لائقة بالحكومة، والاستفادة من الأراضي التي هي في وسط المدينة الى منتزه كبير لمواطني كسلا، وإضافة مساحات خضراء، وبعد ذلك بلغ سعر متر الأرض 2 مليون جنيه بعد الهدم، مما رفع قيمة الأرض والمكان والاستثمار بوسط المدينة.. وهذامؤشر جيد في المستقبل، من حيث الاستفادة من هذا، خاصة وأن مال الاستثمار بالولاية بلغ 312 مليون دولار، متوقعاً أن يصل بنهاية العام الى 450 مليون دولار، وهذه المشروعات التي انتظمت في وسط المدينة تقدر مساحاتها ب 180.000متر مربع.