تغيرت أنماط الحياة بكل أنواعها وألوانها.. وأشكالها.. والتزاماتها.. وحتى همومها.. دوامة الحياة العملية تأخذ من ساعات يومنا الكثير وبالذات الساعات النهارية.. إلا فيما ندر.. سقت هذه المقدمة لأقول إنني لاحظت على أطفال اليوم تغيراً كبيراً في سلوكياتهم وتصرفاتهم وميلهم إلى استعمال القوة والضرب والخشونة المفرطة أثناء لعبهم اليومي، أندهشت جداً لما رأيته أمامي..لم يستمر إندهاشي كثيراً حينما جلست معهم لمشاهدة بعض برامجهم التي يتباعونها في إحدى إجازاتي الإسبوعية... فوجدت المسلسلات التي تعرض لهم عنيفة فقد لاحظت أنهم وهم يشاهدون تلك المسلسلات كل عظمة في جسدهم تحاكي ما يرونه أمامهم .. عبر التلفاز بكل قنواته العالمية.. والمصيبة أنهم يطبقونه أثناء لعبهم على أرض الواقع.. كل تلك البرامج بالأخص (المسلسلات) التي تعرض على مدار اليوم.. وأيضاً لاحظت أن الأشكال (الكرتونية) التي تمثل الشخصيات في المسلسلات اوالافلام لا تشبه الإنسان أبداً.. عليك أن (تستعيذ بالله منها) ثم تشاهدها.. أشكالاً غريبه مثل أشكال (أهل الفضاء) الذين لم نشاهدهم حتى الآن.. هذه الأشكال مخيفة ومرعبة إلا من رحم ربي وصنع بعض الأشكال الكرتون في شكل جميل.. حتى محتوى المادة المقدمة في المسلسلات خالية وخاوية ولا معنى لها وقد لا يستفيد منها أطفالنا اليوم في شيء سوى العنف كما ذكرت.. هؤلاء جيل الغد فيجب علينا أن نحرص على جعلهم جيلاً مسالماً متعلماً ومثقفاً.. نحن في السابق حضرنا مسلسلات الأطفال التي استفدنا منها شكلاً ومضموناً.. أين اطفال اليوم من (سندباد، وطمطم، فتى الأدغال ، وسندريلا، نيلز، وسنبل، سالي، وفلترون) مسلسلات أستفادنا منها عقلياً وجسدياً.. حينما تحين ساعة عرض المسلسل اليومي كنا نتسابق لحضوره ونعيش القصة مع أفراد المسلسل بأشكالهم الجميلة وكلامهم الجميل ومحتوى القصة الذي ينمي عقولنا .. كنا نتغذى من هذه المسلسلات عقلياً و بدنياً..ما أريد أن أقوله إن أطفال اليوم يتشبعون من هذه المسلسلات بدنياً وليس عقلياً.. ويمارسون العنف مع بعضهم البعض وقد يولد في نفسهم الحقد ويلهيهم على تنمية قدراتهم العقلية... فرح الغلابى: أصبح السودانيون يصطنعون الفرح.. حتى لو تمخض عن (أقل) الأسباب وبرغم صعوبة وضغوط الحياة.. فالفرح أصبح لا يأتي لوحده وإن أتى لا طعم له ولا لون ولا رائحة..