تابعت قبل فترة خبراً غريباً يقول في مضمونه «جهات شرطية تحلق رؤوس الشباب «المفلفلين والمبرمين» شعورهم عنوة في الأسواق».. فاستغربت للخبر وقلت في نفسي ما المغزى من هذه الحملة يا ترى؟؟.. وماذا تخدم من قضايا ؟والأهم من كل ذلك لا أرى سبباً منطقياً لها لأنها ببساطة شديدة لا تغير ما في عقول هؤلاء الشباب فلماذا تهدّد الأجهزة الأمنية وقتها في حملات لا تسمن ولا تغني من جوع وتعتبر انتهاكاً واضحاً لحرية وحقوق الإنسان فكان بالامكان لأي واحد من هؤلاء الشباب الذين تم حلق شعورهم الاتجاه إلى منظمات حقوق الإنسان وبث شكواه ضد أجهزتنا الشرطية وغيرها من ردود الافعال. ولكن والحمد والشكر لله نفت أجهزتنا الأمنية الواعية أن تكون لها أدنى صلة بهذه الحملات الغريبة والعجيبة ونفت الشرطة والقوات المسلحة أن تكون لها علاقة بذلك، ولكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه بقوة من يقف وراء هذه الحملات التي مازالت مستمرة حتى الآن في مناطق محددة في العاصمة خاصة في السوق العربي وميدان الشهداء بأم درمان عبر أشخاص يرتدون الأزياء الامنية الحكومية كاملةً ويتعاملون مع الشباب الصغار من المفلفلين والمبرمين شعورهم بوحشية وعدم آدمية باحتقارهم وإذلالهم أمام الناس وإجبارهم على الجلوس لحلاقتهم المفروضة قسراً عليهم في منظر يجعل كل من ينظر إليه يسب ويلعن الظلم ويرفع يديه لله لرد ظلم هؤلاء الشباب بعد مشاهدته لانتهاك حقوقهم الآدمية وإذلالهم بهذا الاسلوب «المقرف» والمتخلف. فبعد أن نفت الشرطة والقوات المسلحة علاقتهم بذلك -والحمد لله- فمن هي هذه الجهة التي تنفذ هذه الحملات «المقرفة» من هذه الجهة التي تفرض سلطتها نهاراً في العاصمة.. ولأي جهة تتبع، فهل تنتحل صفة القوات النظامية لتواصل حملاتها «الوسخة» نهاراً جهاراً على عينك يا تاجر؟؟؟. من هنا نبعث برسالة لقادة أجهزتنا الأمنية الواعية في الشرطة والقوات المسلحة لفتح التحقيق في أمر هذه الحملات التي تنتهك حقوق الانسان بهذه الوحشية وتسيء بهذا الفعل لأجهزتنا الأمنية الرشيدة التي لا نعتقد إطلاقاً بأنها تقدم المتوحشين ، ونطالب بالتحقيق معهم إذا كانوا في الأصل يتبعون لجهة أمنية في الأساس، وإن لم يكن (وهذا ما نعتقده ) فيجب إيقاع أقصى العقوبات بهم ليكونوا عبرةً وعظةً لغيرهم. كان الله في عون المواطن السوداني في ظل الهجمة الصليبية الشرسة التي تواجهها البلاد من قبل بعض المنظمات الأجنبية التي تعمل على «التنصير» في العاصمة والولايات . وللأسف الشديد بعض شيوخنا الأماجد يثيرون قضايا لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تخدم أي قضية وابتعدوا عن رسالتهم فبدلاً من القيام بدورهم في رد هذه الحملات الصليبية وتنبيه وتحذير الناس منها ، تفرّغ أحدهم لحجاب الوزيرة الشابة إشراقة سيد محمود (ياخي مالك ومالها؟) والآخر تفرغ لمحاربة السياحة وتركوا الجهاد الأعظم والدفاع عن الاسلام ضد حملات التنصير وانشغلوا بقضايا انصرافية .. ماذا تخدم؟؟ لا أدري.