بعث إليَّ الابن أبوبكر محمد من جامعة الخرطوم«شمبات» رسالة على بريدي الالكتروني يوم أمس تقطر بالأسى والحزن والاستشعار بالخطر الذي أصبح بيننا يهددنا ويهدد أبناءنا وبناتنا، ونحن في غفلة، يتلاوم ساستنا ويتنافس تجارنا ويتقاعس رياضيونا، وتتقلص مواعين المعرفة والفكر في رؤسنا يوماً بعد يوم. رسالة الابن أبوبكر ضمّنها رابطاً الكترونياً يقود إلى موقع «اليو تيوب» المعروف، وفيه - ويا للهول ما فيه - مجموعة من أبنائنا وبناتنا من الشباب، يرقصون بمجون على أنغام آلات موسيقية كهربائية، وعلى صوت مغنية من مغنيات الصفوف الخلفية، ومن صاحبات المفردات السوقية و «الحركات» المنفرة لكل صاحب فطرة سليمة. الفيديو المعروض على موقع «اليو تيوب» عبارة عن فضيحة معلنة ومكشوفة أمام الغاشي والماشي، لا نملك أمامها إلا أن نسأل الله الهداية لأبنائنا وبناتنا من الذين ساقتهم تلك «الموجات الصاخبة» إلى وسط بحار التبذُّل على إيقاع وأنغام الشياطين الذين اختاروا من السوء أسوأه، وجذبوا نحوه هؤلاء الشباب المساكين الذين أسهمنا نحن في ضياعهم. و.. أترك القارئ الكريم مع رسالة الابن أبوبكر محمد كاملة غير منقوصة:- ***** الاستاذ العزيز مصطفي ابو العزائم صاحب عمود بعد ومسافة في العزيزة آخر لحظة بعد التحية والاحترام استوقفني أثناء تصفحي علي صفحات الانترنت فيديو يثير الاشمئزار وهو يحكي عن واقع معاش وملموس ومرئي لكل الناس مما زاد حنقي علي واقع الشباب الذي اصبح سطحي الفكر وعديم الهوية وفي اعتقادي فقد البوصلة او السيطرة علي كل شيئ فالكل يعلم ان الشباب والتربية مسؤولية الأسرة أولًا لأن العيب الاخلاقي يأتي من التنشئة غير الصالحة والتفكك الاسري والوضع الاقتصادي في بلد الخيرات نتيجة لذلك ثم تأتي مسؤولية الدولة في الحفاظ علي الكيان البشري وحفظ حقوقه وواجباته مما يضمن لهم العيش الكريم .. انظر الي حال الشباب في الأحياء وعلي الطرقات والمركبات العامة وداخل الجامعات . انظر الي ما يرتديه الشباب من ملابس خادشة للحياء واعني من كلا الطرفين حيث غاب الحياء وانتشر سوء الأخلاق وكثرت الابتلاءات اصبحنا نخاف علي انفسنا من الوقوع في الفتن والمعاصي في بلد اصبحت فيه الفتيات يدخن (السجائر والشيشة) ووصل بهم الحال الي (التمباك والبنقو) من باب الحرية الشخصية .. أين دوركم في توعية الشباب فانتم مسؤولون أمام الله وهي أمانة في أعناقكم وأعناقنا جميعا فدوركم مهم في توصيل الرسالة كآباء أولاً إلى الرأي العام وكل جهات الاختصاص لتفعيل دورها الرقابي وسن القوانين .. فوالله قد« تدني الذوق العام في كل شيئ الملبس وطريقة التفكير حتي الاستماع إلى الأغاني وانعدمت الوطنية لدى الشباب » وهنالك الكثير اذا بحثت علي اليوتيوب ستجد العجب العجاب من فضائح السودانيين مما أثر سلباً علي سمعة السودان والسودانيين في الخارج واصبحنا نتحسر علي ذلك الزمن الذي كان يستأمن فيه الرجل «الزول السوداني» علي عرضة وماله فأين نحن الآن من ذلك. حتي اننا اصبحنا مهزلة ومرمطة للكل كما فعل قبل أيام ذلك الأفاق المدعو أحمد آدم صاحب برنامج آدم شوعلي قناة الحياة الذي استهزأ بنا وبرئيسنا ومنطقة حلايب ومر مرور الكرام دون مسائلة أو أدني استنكار من أقلامنا « إلا القليل أمثال الصحفي مؤمن الذي تناول موضوع مهاترات ذلك المدعو آدم» او من وزارة خارجيتنا ولا ادري لما هذا الصمت الرهيب؟؟ سدد الله الخطى وحفظ الله العباد والبلاد من شر النفوس الأمارة بالسوء ولك مني اصدق تحية ابنك ابوبكر محمد / جامعة الخرطوم .. شمبات