رغم كثرة الكتابة والمناشدة والتوسل والشكاوى وكل أنواع لفت الانتباه الى مشكلة المواصلات كل يوم في كل الصحف- (حقيقة ما كلام جرايد)- بل في كل وسائل الإعلام، ولكن دون جدوى.. وكأن الأمر لا يعني أحداً من المسؤولين، ولسان حالهم يقول (كان ما لقيتوا مواصلات اتوصلوا بتاكسي أو أمجاد!!) رغم أننا إن وجدناها على تعاسة حالها، وتقطيع ملابسنا، ولهيب ماكيناتها، نكون قد بلغنا الثريا.. وسؤالنا للمسؤولين ألم يمروا بالصدفة وفي الشارع العام بعرباتهم بجوار أحد بصات (الوالي) العاملة في خطوط (الضغط العالي) الكلاكلة- السلمة مثلاً- حتى لو كانت سيارته مظللة، فمن بالداخل يرى الخارج، وهل حكاية المواصلات دي (مرقت من الإيد؟!!) وبقت ما مقدور عليها، وهي تعمل حسب رغبة السائقين، حيث يحددون الخط الذي يريدون، وأين ينهون الرحلة، والمبلغ المطلوب من الراكب -(لو عجبه)- وتفر من المناطق المكتظة بالطلبة، وأصبحت رغم غلاتها (تضوق مغصتها)، ويكون المواطن مجبراً على تحمل ذلك تفادياً لحرارة الشمس، والزحام، والنشل والمضايقات بأنواعها، والمسؤول الأول في ذلك هي الجهات التي تتبع لها هذه الخدمة، سواء النقل أو غيرها، وعليها أيضاً تحمل ما يلحق بالمواطن من رهق وأمراض تقلل من ناتج العمل في كل مرافق الدولة، ولا يعقل أن يكابد المواطن ويجري لساعات طويلة تحت الهجير من حافلة لأخرى، ومن موقف لآخر ليأتي صباحاً ليعمل، ونرى أن حل المشكلة ليس في تغيير المواقف وتجديدها، إنما في وجود المركبات التي تقف فيها ومراقبتها بدقة وتحديد خطوطها، والجلوس مع أصحابها لمعرفة معوقات العمل ومعالجة الأمر.. لكن الآن كل الحافلات جفلن ولحقتها بصات (الوالي) وما فضل منها شيء عشان تقرعوه غير الواقفين- (الركاب)- المقروعين من الحافلات.