التسوية أو معركة كسر العظم من أصعب الخيارات التي تقف أمام الرجلين وهما كل من البروفسير ابراهيم غندور« طبيب الاسنان »ورئيس قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمرالوطني الذي أعلن قبل أيام رسمياً عن قيادته للوفد الحكومي المفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال التي سارعت بدورها في وضع« خريج الحقوق »ياسر سعيد عرمان على مقعد رئاسة وفدها ومابين الطب والحقوق يدور الحوار حول ملفات الجنوب الجديد والأزمة مع الحركة بالمنطقتين جنوب كردفان والنيل الازرق ومن المتوقع أن تحتضن العاصمه الاثيوبية أول جولات التفاوض بين الحكومة وقطاع الشمال رغم ان البعض قد يري بان منح الحركة الرئاسة لعرمان بمثابة احراج للحكومة باعتبار ان عرمان من الد اعدائها وخصومها السياسين ويصف العديد من الخبراء جولة التفاوض بين الطرفين بأنها الأصعب خاصةً في غياب ماأسموه بعامل الثقة بسبب ارتفاع حدة العداء بين الجانبين في الأشهر الأخيرة ورفض الوطني في وقت سابق للاتفاق الموقع بين« نافع وعقار » الذي أدى إلى إعادة القطيعة بين الطرفين وقوبل قرار تعيين بروفسير ابراهيم غندور لرئاسة وفدالحكومة للتفاوض مع قطاع الشمال بالارتياح إن لم يكن بالسعادة بسبب القبول الذي يتمتع به الرجل في أوساط الحركات المسلحة والمعارضة السياسية ، ولكن ذلك القبول والاتزان الذي يتصف به غندور لاينسحب على مرونة من غير ذكاء او حكمة ،بل يعتبر طبيب الأسنان من القادة القلائل الذين يحبذون العمل في صمت ومن خلف الكواليس وتمكن غندور من انقاذ اتفاق السلام الشامل« نيفاشا» إبان ظهور أزمة قوانين ديسمبر فى العام 2009 م والتي أطلقت عليها المعارضة قوانين«التحول الديمقراطي » والتي كادت تطيح - حسب معاصرين للحدث - باتفاقية السلام الشامل في أواخرها وتدفع بها إلى هاوية الاحتراب مرةً اخرى لكن غندور استطاع أن يدير المعركة -حسب رأي المقربين - باقتدار كبير وبتفاوض أرضى الطرفين في آن واحد آنذاك وهما الحكومة والحركة الشعبية. ويؤهل الرجل تفاعله مع نظرائه في الحركة الشعبية قطاع الشمال في برلمان 2005 م أثناء رئاسته للجنة السياسية آن ذاك ، لكن كل تلك المؤهلات ربما لاتجدي نفعاً أمام خريج الحقوق والغريم الشرس للمؤتمرالوطني ياسر سعيد عرمان قائد وفد التفاوض من قبل قطاع الشمال مع الحكومة . ويتوقع المراقبون معركةً فاصلةً وحواراً وصفوه بالأصعب في ظل وضعية الطرفين وارتفاع حدّة العداء وأشار المراقبون إلى إلمام عرمان بفن المساجلات والنقاشات والتي أخذ جرعات عميقة منها منذ نعومة أظافره خلال ممارسته للسياسة بين التيارات الطلابية في الجامعة وسطع نجمه فيها قبل مغادرته لأسوارها . ولكن ذات الخصائص يمتلكها -حسب المقربين- بروفسير غندور بجانب اتقانه لفن الاستماع والانصات وعدم اظهار مايعتلج فى فكره وداخله من انفعالات مما يمكنه من السيطرة على دوافعه وانفعالاته التي تفقد الطرف الآخر أعصابه وتتركه في حيرة من أمره، وأكد المراقبون أن الاتزان بجانب الأُطروحات السياسية لكل طرف ستكون بمثابة الفعل الحاسم بجانب أن القضية قضية وطن وليست أشخاص أو أحزاب ، وأن المرحلة المقبلة تتطلب رشداً سياسياً من جانب الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال معاً من أجل صياغة مستقبل سياسي مستقر للبلاد .. ولم يستبعد الخبراء تقديم الطرفين تنازلات وصفوها بالمؤلمه من أجل الوصول والاتفاق على خارطة طريق ترسم ملامح الدولة الشمالية . واعتبر الخبراء تضارب التصريحات داخل الحزب الحاكم مابين مؤيد للحوار ورافض له ، بجانب وجود قيادات عادت إلى الاشتراطات القديمة في ضرورة فك الارتباط ، والاتفاق بناءً على مرجعية اتفاقية السلام الشامل «نيفاشا» ، اعتبرها بمثابة اصوات الصراع الاخير للتيار الرافض للتقارب والحوار مع الحركة الشعبية قطاع الشمال بيدأنها أكدت أن تعيين غندور وإقالة كمال عبيد من ملف التفاوض مع الحركة يشير بوضوح إلى انتصار التيار الواقعي والموضوعي داخل المؤتمر الوطني والذي عبر عنه رئيس قطاع الفكر والثقافة بالحزب الدكتور أمين حسن عمر .. وأخيراً: هل ينقذ الحوار بين الطب والحقوق اتفاق السلام ؟؟