كتب الأستاذ حمودة شطة عن نيفاشا بمقولة المثل السوداني العامي البسيط «الإضينة دقو واعتذر ليه»، أو إذا صح التعبير بمثال آخر «حق الناس في السوق وحق الشطة في الصندوق»، وضح من الحيثيات وقرائن الأحوال، ومما لا يضع مجالاً للشك في كون حزب منبر السلام العادل هو الحزب الوحيد الذي يشار إليه بالبنان أنه يقف من وراء الأكمه ضد اتفاقية نيفاشا، وعمل بشتى السبل الممكنة لاجهاض أهم بند فيها ألا وهو الوحدة الوطنية الجاذبة بين الشمال والجنوب، الدليل على ذلك راعي الحزب لم يخفِ النزعة الانفصالية في أجندة الحزب ومبادئه وأهدافه، بل أكدها لفظياً وقالها نهاراً جهاراً، وبصريح العبارة الجنوبيون ليسوا منا ولا نحن كشماليين منهم، برأ دم الشماليين حسباً ونسباً من ملة الجنوبيين، ولم يقف عند ذاك الحد بل سخر جريدة الانتباهة- لسان حال حزب منبر السلام العادل- للعمل على إجهاض برامج الوحدة الوطنية، فكتبت عن الجنوبيين ببغضاء وكراهية، ونكات على جراح الماضي من الأحداث الدامية، فذكرت قتلى توريت عام 1955، وقتلى قرية كلمنت دمبورو عام 1964، وقتلى الاثنين الأسود عام 2005 بالخرطوم، وذلك لاستنهاض همم الشماليين ضد الجنوبيين، ولم يخف راعي الحزب غضبه على المسؤولين الجنوبيين، فكتب فيهم بأساليب محرجة كرهتهم الوحدة الوطنية.. على كل حال صبر الجنوبيون على ما كان يفعله حزب منبر السلام العادل من «خزعبلات» ضد الوحدة الوطنية، فانتظروا مواعيد الاحتكام عليها في الاستفتاء.. أما حزب المؤتمر الوطني راعي اتفاقية نيفاشا ظن أن ما تقوم به جريدة الانتباهة أنه عين الإعلام الموضوعي الرشيد، وهو بمثابة حرية التعبير المكفولة في الدستور للصحافة، وكان غافلاً عما يفعله حزب منبر السلام العادل بالوحدة الوطنية جملة وتفصيلا، بل أنه أي حزب المؤتمر الوطني كان مموهاً في ذاك الجانب، ولم يفطن لذلك أنه خارج اللعبة إلا بعد عدة شهور من اقامة الاستفتاء من اجل الوحدة الطوعية أو لتحقيق مصير الجنوبيين بالانفصال، فعد العدة لغسل بطون الجنوبيين من لسعات جريدة الانتباهة ليلحق الوحدة الطوعية باجراءات تثبت حسن النية في كونهم وحدويون تعالوا «شوفوا الكبكبة» بعد دا. أصدرت الحكومة بياناً بإيقاف جريدة الانتباهة عن الصدور لأنها تبنت خطاباً إعلامياً معادياً للوحدة الوطنية، وتنازلت عن مستحقاتها من عائد البترول لصالح الوحدة وسيرت قوافل تنموية محملة بالمواد الغذائية، بما لذ وطاب الى الولاياتالجنوبية، ونفذوا برامج للزواج الجماعي لصالح الوحدة الجاذبة، وهكذا من الاجراءات الروتينية من أجل التواصل الاجتماعي، ولم تكتف بهذا القدر من العمل لصالح الوحدة، بل وجهت الخطاب الإعلامي مقروءاً ومسموعاً لصالح الوحدة اعتقاداً أن مثل تلك العطية سوف تثني الجنوبيين عن العدول عن خيار الانفصال الى الوحدة الطوعية، طالما بادلوهم الشعور والإحساس الذي ينم عن الإخاء والمودة الخالصة.. إلا الذي الحصل في الاستفتاء خيب رجاء الوحدويين من الجنوبيين والشماليين رغم الجهود المبذولة لصالح الوحدة- الجنوبيين خيروا الانفصال على الوحدة الجاذبة بنسبة مخجلة جداً لصالح الوحدة الوطنية، لم تبلغ الواحد في المائة، فطبق الجنوبيون المثل السوداني البقول.. «البعد ولا البلاد أم سعد» عندما اختار الجنوبيون الانفصال لم يخف حزب منبر السلام العادل فرحته، فنحر الإبل وذبح الثيران والكباش، كرامة لوجه الله تعالى للغاشي والماشي، وحمد الله على انفصال الجنوب عن الشمال، واعتبره بمثابة بلا وانجلى.. الحقيقة الأستاذ وقيع الله حمودة شطة مفتقر للأسلوب والذخيرة اللغوية والمعلومات العامة التي تمكنه من الكتابة عن اتفاقية نيفاشا للسلام، وفات عليه المعنى المقصود من الاتفاقية في الجوهر والمضمون وكتب عنها بصياغة مزرية جدا، فالمفروض عليه كان يكتب عن نيفاشا ويثمن دورها بالعرض والتحليل وبأسلوب رصين ويشير لنقاط الضعف فيها للم شمل السودانيين الذين فضلوا بدولة شمال السودان بعد انفصال الجنوب عنه، ولكن من المؤسف عليه نظرته كانت ضيقة جداً وعاوز يقسم السودان الى أكثر من دولة بعد انفصال الجنوب عنه، عليه أسلوبه جاف ويضر بمفهوم نشر ثقافة السلام، ورتق النسيج الاجتماعي، وبصراحة مركب شطة صغير لا يستطيع الإبحار في مياه اتفاقية نيفاشا الاقليمية، هناك أمواج عاتية تعترض سيره وحيتان ضارية تبتلعه «تب» يستحسن أن يبتعد . على هامش الموضوع أعلاه اية مادة يكتبها الأستاذ شطة الملاحظ فيها لازم يزج اسم الوالي أحمد محمد هارون والي ولاية جنوب كردفان مقللاً من ادائه كوالي للولاية، ما قاله مراراً وتكراراً عن ذاك الوالي انه مجرد خطب هلامية وجوقة حديث، واظهار ملكة خطابية فاقداً للمصداقية، فليعلم الأستاذ والذين يشاطرونه الحديث ضد هارون وغيره من الرموز البارزة من أبناء الولاية، والينا الغالي أحمد محمد هارون متواضع وغير متعالٍ وأنه رجل لا يجود الزمان بحاكم مثله، قط ارجوك لا تقلل بمقامه بين كل لحظة واخرى، وثبت أنه أحسن والي تولى أمور الولاية، إذ بنى وشيد وانشأ وعمَّر، وهاك شيئاً من معطياته.. شيد الجامع الكبير على أحسن طراز في جميع أنحاء السودان، كما بنى الميناء البري، والمدينة الرياضية، والوزارات الولائية، والمدارس، والدوانكي والحفائر، والسدود..التنمية كانت متوازية وشملت الحضر والبادية، شن نقول في هارون لا هيَّن ولا مقطوع ليَّن.. أما بخصوص اللواء محمد مركز وكوكو أنت زعلت لما قالوا جاي والي لولاية جنوب كردفان خلفاً لهارون، البزعلك شنو ومالو مركز لمن تصفه بالفاشل، أعلم مركزو جاء والياً لولاية جنوب كردفان لفترة 6 شهور وانتهت فترة رئاسته للولاية كوالي عليها من جانب حزب المؤتمر الوطني، وتم استبداله بوالٍ من الحركة الشعبية، رغم ذلك استطاع أن يضبط الأمن في الفترة الوجيزة التي قضاها الوالي مركزو أكثر من نزيه، الدليل على نزاهته زوروا منزله في الشقلة وشوف الحال قبل السؤال. على كل حال الأستاذ شطة حاد عن الصواب في موضوع مركزو بالذات، اليوم يوجد بحكومة المركز أكثر من عشرين وزيراً «مكنكشين» في مناصبهم أكثر من عشرين عاماً لم يصفهم شطة بالفاشلين.. في الحين مركزو قضى ستة شهور ووصفه بالفاشل، فالمفروض إذا كان شطة حادباً على مصلحة هذا الواطن ومواطنيه يصب كل غضبه على هؤلاء الوزراء، وذلك يفسحوا المجال لغيرهم لتكافؤ الفرص بين أبناء الوطن الواحد لإدارته.. على العموم اعتدل يا شطة في طرح القضايا الاجتماعية وقولها بحيادية إلا إذا لم تعتدل من هذا النهج المحتال، إنا معدلوك هذا ما جاز التعبير عنه بايجاز، فإذا عدت عدنا. متطوع لنشر مفهوم ثقافة السلام ورتق النسيج الاجتماعي