هاجم متمردو الجبهة الثورية، أمس عدة مدن بولاية شمال كردفان، وقتلوا تسعة من أفراد الشرطة وثلاثة مواطنين بأم روابة وأحرقوا محطتي الكهرباء والمياه وبرج الاتصالات ونهبوا المصارف والمتاجر قبل أن يفروا منها، حيث طاردتهم القوات المسلحة وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وشهد القصر الجمهوري اجتماعاً طارئاً برئاسة الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية بحث فيه المجتمعون تداعيات الهجوم الغادر للجبهة الثورية. رئاسة الجمهورية تدين وأدانت رئاسة الجمهورية الاعتداء على على الولاية، وقال د. أحمد بلال عثمان وزير الإعلام للصحفيين إن المعتدين روعوا الأبرياء ونهبوا ممتلكات المواطنين وقاموا بتخريب المنشآت والمشروعات التنموية، مشيراً إلى استشهاد تسعة من أفراد الشرطة وثلاثة من المواطنين، وأكدت رئاسة الجمهورية في بيان لها أمس قدرة القوات المسلحة على التصدي لكافة المؤامرات التي تحاول النيل من كرامة الأمة السودانية وسيادة الوطن، ودعا البيان المواطنين للوقوف خلف القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لحسم الاعتداءات. بيان القوات المسلحة وأصدرت القوات المسلحة أمس بياناً قالت فيه إن قوات الجبهة الثورية كانت قد تجمعت في منطقة «جاوا» الواقعة في المنطقة الجنوبية لولاية جنوب كردفان وسلكت طرقاً وعرة مستفيدة من طبيعة المنطقة الجبلية إلى أن وصلوا «أبوكرشولا» وفيها تصدت لهم القوات المسلحة وكبدتهم خسائر في الأرواح والعتاد، غير أنهم واصلوا تقدمهم من أجل إحداث أقصى ما يستطيعون من تخريب فنهبوا قرية «الله كريم» ومن ثم انطلقوا نحو مدينة «أم روابة» التي دخلوها فجر أمس، وأوضحت مصادر عليمة أنهم دخلوا المدينة عبر ثلاثة محاور يمتطون عدد من العربات ذات دفع رباعي وأطلقوا نيراناً كثيفة ودمروا برج الاتصالات وبرج القضاء ومحطتي المياه والكهرباء ونهبوا البنوك وممتلكات المواطنين والمتاجر واستشهد تسعة من أفراد الشرطة وثلاثة من المواطنين، واغلقوا طريق «الأبيض- كوستي» قبل أن يفروا من المدينة عند الساعة الحادية عشرة صباحاً، حيث طاردتهم القوات المسلحة والحقت بهم خسائر فادحة. ووصل ميرغني زاكي الدين والي شمال كردفان مساء أمس إلى أم روابة ووقف على حجم العدوان والخسائر التي لحقت بالمواطنين، وقال الوالي الذي خاطب مجاهدي الدفاع الشعبي بالأبيض إن ولايته ظلت ترصد وتتابع تحركات متمردي الجبهة الثورية في مناطق أبوكرشولا وجبل الداير، مؤكداً استعداد المجاهدين لحسم متمردي الجبهة الثورية. وقال زاكي الدين إن المتمردين دخلوا حدود الولاية بغرض قطع الطريق القومي وهاجموا إدارية السميح واعتدوا على خلاوى الشيخ محمد عبد الله وأصابوا عدداً من طلاب الخلاوى، موضحاً أن المتمردين تلقوا معلومات من الطابور الخامس بخلو أم روابة من الجيش والشرطة، إذ تحركوا نحو المدينة واستهدفوا محطة الكهرباء وتصدت لهم قوات الاحتياطي المركزي واحتسبت «4» شهداء من أفرادها وانسحبت القوة المهاجمة إلى منطقة العباسية. استنكار واسع للهجوم واستنكر مواطنو شمال كردفان الهجوم الغادر للجبهة الثورية وقالوا إن الاعتداء يهدف لإيقاف عجلة التنمية وفرض واقع جديد لهذه القوة المتمردة، مشيرين إلى أن فلول المعتدين فروا هاربين يجرجرون أذيال الهزيمة، وأكدوا عودة الحياة إلى طبيعتها بأم روابة، وأن القوات المسلحة وقوات الشرطة تطارد المعتدين في مناطق جبل الداير.