صورة المرأة فى الإطار توضح المعاناة التى يعيشها مواطنو منطقة أبيي، من حيث نقص الخدمات الصحية والاجتماعية، والصورة قد تم التقاطها في منطقة حقل دفرا بمنطقة أبيى -وهو حقل غني بالبترول- والصورة لسيدة تعاني حسب تشخيص المساعد الطبي (الذي يعمل تاجر دواء يأتي أسبوعياً) من الحُمّى المالطية ، فهي ترقد في هذه الراكوبة و (الدّرب) يتدلى من فوقها و طفلها الرضيع في جوارها ..يقول محدثي والغصة تبدو واضحة في نبراته مشيراً إلى أنها حالة واحدة من العديد من حالات مواطني مناطق شمال أبيي من المسيرية، بجانب معاناة البحث عن مياه، أو بيئة تعليمية مناسبة. محدثى وشاهد العيان أحد أبناء المنطقة وهو أمبدى يحيى «الأمين العام للهيئة القومية الشبابية لمناصري أبيى» .. أبيي ..القضية والتداعيات الشاهد أن منطقة أبيي ظلّت معلّقةً حتى الآن، وتخلّلتها تداعيات سياسية كثيرة انتهت إلى وضعيتها تحت رعاية الأممالمتحدة ، إلى حين النظر فيها بإرادة سياسية مابين دولة السودان ودولة جنوب السودان، رغم أن لقاء رئيسي الدولتين بجوبا مؤخراً قد أعطى مؤاشرات إيجابية لتطور العلاقات الثنائية بين الدولتين في كافة المجالات، مع تكوين لجنةٍ للإسراع في قضية أبيي، لكن الجانب الأخر الذي يتطلب التدخل هو الأوضاع الإنسانية لمواطني المنطقة، التي عانت كثيراً من توالي الأحداث في انتظار حالة الإفراج عن الإحتقان السياسي لها، وهي تعيش حالة الترقب، منذ أن وضعت كمنطقة نزاع وصراع في اتفاقية نيفاشا . منطقة أبيي بحدودها الممتدة بحوالى 1480 كليومتراً مربعاً، والتى أصبحت بموجب اتفاقية السلام تتبع لرئاسة الجمهورية، وبإشراف لجنة مشتركة مابين السودان وجنوب السودان والأممالمتحدة (عُرفت اختصاراً بأجوك) .... تفاصيل شهود عيان الأوضاع على الأرض هناك تعكس مدى حاجة الناس للخدمات الأولية، من رعاية صحية وتوفير غذاءات ومياه صالحة للشرب وتعليم، ومسارات آمنة للرعي..شهادة وإفادة الأمين العام للهيئة الشبابية لمناصرة أبيي «أمبدى يحيى»، والذى كان في المنطقة ضمن وفد مقدمة للهيئة ذهب لتقدير الموقف الإنسانى وتقديم مساعدات انسانية لمواطني أبيي، قال (لآخر لحظة) إن المنطقة تعاني من انعدام كامل لكافة الخدمات، من صحة وتعليم ومياه، والصورة أبلغ دليل وأصدق من الحديث ، فالمواطنون هنالك يشترون أدوية العلاج من خلال الأسواق ، يجلبها تجار أدوية دون استشارات طبية أو مراجعة لطيبب لعدم وجوده أصلاً، والمنطقة بها 14 مدرسة شمال أبيي تعاني من نقص المعلمين، ويوجد في كل مدرسة خمسة أساتذة فقط، وأحيانا ثلاثة معينين من الوزارة ويؤدّون أعمالهم في فصول من القش، وكثيراً ما تكون الحصص تحت أشجار اللالوب . ويضيف «أمبدي» أن المنطقة شهدت دخول منظمات من دولة الجنوب، دون أن يتم اعتراضها، وهي تعمل في ترميم وصيانة المدارس (منظمة الهجرة وأطباء بلاحدود)، في حين غابت المنظمات الوطنية السودانية في العمل بهذا المجال. وزاد فى حديثه عن ممارسات جديدة، طرأت من القوات الأثيوبية التي حلّت مكان القوات السابقة، وتمثّلت فى إطلاق النار على أبقار المسيرية، للحدّ من حركتها كأسلوب لرد التحركات التي تحدث، دون اللجوء إلى الطرق السلمية، وذلك في منطقة «قولي»، بل وصل الحد لإهانة الإنسان هنالك من قبل القوات الأثيوبية التي تضرب الناس بالسياط لتفريقهم . ومن جانبه قال رئيس اتحاد المسيرية «محمد خاطر جمعة» إن المنطقة تشهد تردياً مريعاً في الخدمات، ونحن ننظر إلى أهلنا ولا نسطيع أن نقدم لهم عوناً واضحاً، رغم وجود آلية إشرافية من مهامها توفير الحاجات الضرورية لإنسان المنطقة. عمدة الدنيكا والمسيرية «كباشى التوم» بدا أكثر حنقا وهو يتحدث (لآخر لحظة) عن تاريخ ميلاده بأبيى بين هؤلاء الدينكا والمسيرية معا.. (تربّيت هناك وشهدت طفولتى أيام السلام والتعايش .. الآن أنا في الخرطوم أعيش بعيداً عن مسقط رأسي، وعن أولادي الذين انتشروا في المدن، ويحزنني ما يجري هناك من ظلم وتجاهل تام من الحكومة، حتى المياه أبسط الأشياء محرومين منها في تلك المناطق، فأبناؤنا مازالوا يفترشون الأرض، وتحت الرواكيب يتعلمون، وبجوارهم حقولُ البترول وشركاتُها التي لم تقدّم أبسط الخدمات لمواطني المنطقة ، في «مكنيس ودفره والدائري الجنوبي وغيرها من المناطق ». تواجد المسيرية بمنطقة أبيي وامتدادهم : يقول محدثي «أمبدي يحيى» ابن المنطقة والأمين العام للهيئة الشبابية لمناصرة أبيى، إن حديثه يأتي من منطلق علمه بواقع المنطقة ومعايشته لها، من خلال فترة عمله بالمنظمات وتجواله فيها، وإن واقع الحال يعكس ما قاله في كل مناطق تواجد المسيرية، إمتداداً من الاتجاه الشمالى لأبيي، والذي يشمل دفره ومكينس والدائر الجنوبي والدائر الشمالي، والرضايا وأم كناشل وفاروق والشمام وأُم خير والدبليو وأُم خرائط وقولي، وكلّها أسماء لمناطق يسكنها المسيرية، ويتحركون فيها، وتقع في منطقة أبيي .أما النقطة الفاصلة للتواجد الشمالي والجنوبي ، فهي أبيي المدينة حيث يظهر التواجد الجنوبي ويمتد جنوباً حتى منطقة البحر ومنطقة النت، مشيراً لتواجد الحكومة من دولة الجنوب في محافظة رومامير ووجود ضابط تنفيذي فيها (بكر ينق) ، وأن هنالك منظمات أجنبية تعمل أيضا بحرية تامة، رغم أن اتفاقية الترتيبات الأمنية الأخيرة تضمنت في بنودها (36)(37)(38)، وتحت البند السادس الإنسانى ، تحدثت عن تسهيل عودة النازحين إلى قراهم وتقديم المساعدات لهم وتمليكهم وسائل العيش .. اختراقات جنوب السودان وصمت «اليونسيفا» يقول شهود عيان إن حكومة الجنوب ناشطة في أعمالها على نطاق منطقة أبيي ، ولديها وحدات إدارية عاملة في بعض المناطق، بينما حكومة السودان لم تحرك أي وحدة إدارية أو أهلية لتدير شئون المواطنين هنالك في أبيى أو المناطق المجاورة، ولا توجد حتى خدمات للتعليم أو الصحة. ويحدثنى أمبدي قائلاً:« حتى المرضى يتم علاجهم من قبل بعض من يدّعون أنهم ممرضين، ويُعرفون بتجّار الأدوية، وهم يتحركون بين الرعاة ومعهم أدوية ومضادات حيوية، رغم وجود حقول للبترول وشركات ، لكنها لا تقدم خدمات للمواطنين ، وقال إن الاشتباكات دائماً تحدث مع قوات الأممالمتحدة الأثيوبية التي تحاول دائما أن تحول بينهم والرعي في تلك المناطق، وأحياناً تأخذ مواشيهم بحجة أنها تجاوزت المناطق المسموح بها ،مما يجعل السكان في حالة توتّر. تفاصيل يوم دامي بمنطقة قولي.. بحسب رواية شهود عيان اتصلوا ب(آخر لحظة) ومن أبناء المنطقة قالوا إن القوات الأثيوبية فجّرت الأوضاع بانحيازها للجنوب، وأشاروا إلى أنهم حذروا من ذلك في أبريل الماضي، من خلال تصرفات القوات الأثيوبية في أبيي ضمن بعثة قوات الأممالمتحدة الأمنية المؤقتة في أبيي (يونسفا) و أشاروا إلى أنها قد تجر المنطقة إلى أتون الحرب مشيرين إلى ما حدث بالامس من انحياز (اليونسيفا) للجنوب بعد أن قامت بإصطحاب نائب رئيس اللجنة الإشرافية المشتركة (أجوك) جانب الجنوب السيد دينق مدينق و وفده المكون من أمراء نقوك و على رأسهم كوال دينق مجوك إلى شمال أبيي حتى منطقة دفرا دون علم المراقبين الوطنيين المتواجدين بالبعثة، في تصرف إستفزازي واضح لهم كمسيرية يسكنون في تلك المناطق ، و قد تسرب الخبر بأنهم جاءوا ليعرفوا حدود أرضهم التي منحتها لهم (لاهاي)، و قالوا إن ذلك أثار حفيظة المواطنين الذين تجمهروا رفضاً لهذا التصرف الغريب ، حيث أنهم ممنوعون من قبل الأثيوبيين كمدنيين من زيارة مدينة أبيي ، فكيف بهم يصطحبون قادة الحركة الشعبية لمناطقهم ، هذا و قد حاصر المسيرية القوات و مرافقيها في منطقة قولي، مما جعل القوات الأثيوبية تستعجل الدعم العسكري من داخل مدينة أبيي ، حيث تم حجزهم في منطقة قولي .علماً بأن اللجنة الإشرافية المشتركة لأبيي كانت قد اجتمعت في أبيي يومي الخميس و الجمعه ، و حسب ما ذكر نائب رئيس اللجنة (جانب السودان) أن هذا الأمر لم تتم مناقشته و لا ذكره في اجتماعات اللجنة الأخيرة، وبعد أكثر من ست ساعات انتظار بدأت الاشتباكات مابين قوات اليونسيفا وبين المواطنين من المسيرية والتي أدّت إلى وقوع قتلى وجرحى هو نتاج ذلك التصرف الاستفرازي من قبل القوات، ومن الجانب الجنوبي الذي توغل معهم حتى خط 10 شمالاً و توقف إطلاق النار بعد المغرب، وقد بلغ عدد القتلى في المسيرية ثلاثة و7 جرحى، بينما بلغ عدد القتلى في القوات الأثيوبية 5 جنود فضلاً عن الأمير كوال دينق مجوك و ابن أخته رينق ، كما أن هناك جرحى وسط القوات الأثيوبية لم يحدد عددها ..شهداء المسيرية: هم عمر محمد حامد وليد علي أما جرحى المسيرية فهم:سعيد الإغيبش ومحمد قعير وإيدام أحمد عبيد و آدم الدليل و جامع عيساوي موسى و هناك اثنان لم ترد أسماؤهما. ثم ماذا بعد انفجار الأحداث واخيراً بعد أن صهلت الارض بالدماء ليس هنالك سوى الانتظار للحلول في ظل هذا الوضع المعقد سياسياً والبسيط اجتماعيا والذي يبدو أنه في طريقه للتصعيد ونذر المواجهة من جديد في حين يطلق مواطنو المنطقة وعبر قياداتهم نداءات لتقديم الخدمات البسيطة من مياه وتعليم وصحة ودعوة للتعايش السلمي في منطقة ظلت منسية فى أجندة الحكومة من هذه الخدمات الاّ قليلاً، بينما كانت حضوراً فى أجندة السياسة وطاولات المفاوضات ومنصات التصريحات داعين إلى العمل لا القول فهل ينتظرون كثيرا؟؟ تسؤال ضروري للجهات المسئولة والمختصة بالمنطقة والمعنية بالملف عموماً قبل أن تزداد المنطقة التهاباً في هذا التوقيت العصيب من الأحداث المتوالية على ولايات السودان من توترات ...نأمل..!!