ترى ماذا لو وضع أي من قادة الجبهة الثورية نفسه موضع رب أسرة لواحدة من تلك الأسر التي نزحت الى المعسكرات التي أعدتها الدولة لهم بمحليات الرهد وأم روابة!؟ بعد أن روعهم الاعتداء الآثم الذي حل بهم من قبل تلك الجبهة الثورية.. ترى كيف كان سيكون رد فعلهم لو كانت أمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم وآباءهم وأطفالهم يقطعون تلك المسافات الطويلة فارين من هذا الجحيم الذي أوجدوهم فيه ؟؟ ترى كيف كان سيكون شعورهم ورجالٌ تقتل، وأعراضٌ تنتهك، ونساءٌ لا تنقطع دموعهن، وأطفالٌ أصابهم الذهول من جراء تلك الأفاعيل المنكرة ترى ماذا كان سيكون رد فعلهم اذا هم وأسرهم هجرُّوهم من مآويهم وطردوهم من ديارهم وأعملوا فيهم النهب والسَّلب والذَّبح كما فعلوا هم بهؤلاء العزل؟؟! يا ترى هل وضع أحدهم قبل أن يقدم على ما أقدم عليه- نفسه في ذاك الموضع فاذا كانوا هم بدون أسبابٍ جوهرية يثورون ويحملون السلاح في وجه الحكومة، وفي وجه المواطنين فكيف كان سيكون حالهم اذا حل بهم ما حلَّ بهؤلاء المساكين الذين شُرِّدوا وقُتِّلوا وسُلِّبوا؟؟.. إن هؤلاء المعتدين لا قلب لهم ولا رحمة تُرجى منهم اذا كانوا لا يحسون بكل تلك المآسي التي خلفوها وسط هؤلاء المواطنين العزل الذِّين أدخلوا في نفوسهم الرُّعبَ وبدلوا لهم الطمأنينة هلعاً وخوفاً ورب العزة تعالى يقول:(الذي أَطَعَمَهُم من جُوعٍ وآمَنَهُم من خَوف). وبعد ذلك يتبجحون بأن ما يقومون به يهدف إلى الإنتصار لهؤلاء المواطنين وإزاحة السلطة الحاكمة !! فالسُّلطة الحاكمة حتى إذا أجْرمت في حق هؤلاء كما يزعم قادة الحركة الثورية فحتماً لم يصل بها الحال إلى ما وصل به سلوك واجرام هؤلاء في حق مواطنيهم. لتسقط مزاعمهم ودعواهم في ان أهدافهم تلك من أجل هؤلاء البسطاء فكيف تكون ثوريتهم من أجلهم؟! وهم الذِّين يتسببون لهم في الرُّعب، وعدم الإستقرار!؟ويحطمون خدماتهم ومناطقهم ، فالكهرباء التي يدمرونها ينتفع بها هؤلاء المواطنين، وصنابير المياه والمدارس والمستشفيات، وكل الخدمات والمشاريع التي يدمرها المتمردون هي في المقام الأول ملك هذه الجماهير التي يدعي هؤلاء كذباً أنهم يقاتلون لأجلهم فكيف يستقيم أن تقاتل من أجل فرد تقوم أنت نفسك بقتله؟ إن تلك الخطبة العصماء التي ألقاها أحد المعارضين للحكومة والمؤتمر الوطني من داخل معسكرات النازحين بالرهد بعد أن رأى بأم عينه تلك المنكرات التي أحدثتها قوات الجبهة الثورية لهي خير دليل على فشل تلك الجبهة من أن تستميل حتى المعارضين للحكومة ناهيك عن الذين ينعمون بأمن وأمان الحكومة القائمة لتفقد تلك الجبهة الثورية تعاطف حتى الذين يشاركونها في معارضة النظام القائم فحتماً مهما وصل كره أحدهم للحكومة القائمة لن يستبدلها بهؤلاء الذين تهون عليهم أرواح الناس وأعراضهم. إن المزاعم التي يتستر تحتها هؤلاء تفضحها أعمالهم وسلوكهم الذي يتنافى مع ما يدعون.. بل من حيث لا يدرون قدموا خدمةً جليلةً للحكومة وامدوها بقدراتٍ إضافية حيث يتعاضد أبناء الوطن ضد تهورهم ذاك، ويكفي أن تعلن كل الأحزاب حتى المعارضة إدانتها للذي يحدث، وتعلن تضامنها مع الحكومة والمواطنين. وأحسب أن هؤلاء لم يتعرفوا بعد على سيكلوجية الشعب السوداني الذي يرفض التعدي والظلم، ويناهض مثل هذا التجاسر، فليعلم هؤلاء المعتدون بأن ما يقومون به يقوي من عضد الحكومة، ويقوي من تماسك الجبهة الداخلية، ويجر عليهم الحنق والغضب ولم يستفيدوا من أخطائهم السابقة ليكرروا ذات المشاهد!! لتكون الحصيلة رفضاً لهم وادانةً لسلوكهم، فيفقدون كل تعاطف داخلي وخارجي، فكان الله في عون شعب يتاجر بقضاياه أمثال هؤلاء.